كتاب يروي مأساة رحيل المصورة المغربية ليلى علوي

10 مارس 2023
كتاب يروي مأساة رحيل المصورة المغربية ليلى علوي

صدر حديثا.. كتاب إلى واغا (يوميات حداد لا يطاق)

 للمغربي عبد العزيز بلحسن علوي.. يروي المأساة وفاة ابنته المصورة الفنانة ليلى علوي

الرباط – قريش 

بعد سبعة سنوات عن وفاة الفنانة والمصورة المغربية ليلى علوي، التي ذهبت ضحية هجوم إرهابي في واغادوغو، ببوركينا فاسو، صدرت حديثا عن منشورات دار الفنك للنشر بالدارالبيضاء، ترجمة كتاب إلى واغا (يوميات حداد لا يطاق) من تأليف والدها عبد العزيز بلحسن علوي، الصادر بالفرنسية سنة 2018، للمترجمين حسان بورقية ومحمد الناجي. 

والكتاب عمل مؤثر يروي المأساة التي عاشتها عائلة عبد العزيز بلحسن علوي، ففي 18 يناير) 2016، توفيت الفنانة المغربية ليلى علوي، المصورة الشابة الموهوبة، متأثرة بجراحها، ضحية هجوم إرهابي في واغادوغو، ببوركينا فاسو، أثناء قيامها بمهمة لفائدة منظمة العفو الدولية، هذا الكتاب هو شهادة أب مكلوم يرصد بدقة مؤثرة هول الفاجعة.

يتميز سرد الكتاب ببساطة وصدق شهادة الكاتب الذي نجح في إيصال المشاعر الأكثر ألما إلى القارئ. كما تسمح لنا الذكريات والحكايات التي يشاركها بفهم شخصية ابنته ليلى بشكل أفضل، واكتشافها من خلال عيون والدها، بل ومشاطرته الإحساس بالفقد والفاجعة.

 أثارت وفاة ليلى علوي المأساوية تعاطفاً كبيراً وموجة من التضامن والدعم في جميع أنحاء العالم، حيث عرفت ليلى العلوي بكونها مصورة موهوبة سافرت حول العالم للدفاع عن حقوق الإنسان وتنوع الثقافات.

وقالت دار الفنك للنشر في بلاغ تسلمت قريش نسخة منه “كان من الضروري ترجمة هذا الكتاب إلى العربية للقارئ في المغرب والعالم العربي، حيث ستسمح الترجمة بوصول الكتاب إلى جمهور أوسع، لتعريفهم بقصة ليلى العلوي وتوعية الناس بمخاطر الإرهاب وعواقبه، خاصة في تدمير حياة أسر ووسمها بالحزن إلى الأبد.”

وأضافت دار النشر “نأمل أن تساعد هذه الترجمة في نشر قيم التسامح والسلام في العالم العربي، وتسليط الضوء على أهمية التضامن واحترام الآخر.”

وتجدر الاشارة ، أن عبد العزيز بلحسن العلوي والد المصورة الشابة الراحلة ليلى علوي، ولد وترعرع في مدينة فاس، وفي سنة 1966 سيهاجر لمتابعة تعليمه العالي في الولايات المتحدة. وعاشت عائلة العلوي في نيويورك، ثم في باريس، قبل أن تستقر في مراكش.

ومما جاء في ظهر غلاف الكتاب

 بقلم  الناشرة الأستاذة صفاء والي نقرأ ما يلي:

قصة غلاف

صفاء والي

ناشرة – دار الفنك للنشر 

” ألا ترى إلا التشابه فذلك دليل على ضعف نظرك “

نيتشه

معذرة سيد عبد العزيز علوي

معذرة ليلى

أعتبر نفسي محظوظة لأنني أشرفت على نشر الترجمة العربية لكتاب “إلى واغا” للسيد عبد العزيز بلحسن العلوي، راجعت الترجمة كلمة كلمة، تأكدت من ثبات الفواصل والنقط، استدركت ما اعتبرته محتاجا للاستدراك، كتاب يقرأ بالجوارح والقلب، يفيض ألما حد الإرباك، يقف بك عند حدود العبث واللاجدوى، يختبر إنسانيتك ومدى قدرتك على تحمل ألم لَمْ يُخلق لك، تجد نفسك في دوامة حداد لامتناهي لأن المصاب جلل، وأنت مدعو للتضامن اللاشعوري، دون أن تضرب حسابا لتقادم الحادث على أجندة التاريخ أو بُعد المكلومين عن دائرة معارفك، تعيش الأحداث لحظة بلحظة، وتتوقع رغم معرفتك بالنهاية المأساوية، أن معجزة ما ستحدث و أن ليلىٍ ستعيش رغم أنف الظلاميين…

لم تحدث المعجزة رغم قراءاتي المتعددة للكتاب…

لكن ليلى لازالت بيننا… نحن نخلدها، وهي من أعطتنا مفاتيح خلودها، ستظل أبدا شامخة، مبتسمة، جميلة، ويدها التي تحمل العالم في الكاميرا لن تسقطها أبدا، وستظل عينها على النساء والأطفال والمهاجرين الذين التقطتهم في بؤس واقعهم ذات مهام مستحيلة، كانت آخرها في توقيت سيء لم يسعفها حتى لتناول وجبة صحية…      

معذرة سيد عبد العزيز علوي

معذرة ليلى

كنت قد سألتك، سيد عبد العزيز، عن صورة جديدة لليلى لتكون على غلاف الترجمة العربية لكتاب ” إلى واغا”، حرصا مني على تمييزها عن النسخة الفرنسية، وربما أيضا لإرضاء طموح الناشر في التغيير لإبهار القارئ (وكأن القراء، يا سيدي، يتهافتون على الكتب في هذه البلاد!)، استجبتَ لطلبي بكل أريحية وبعثتَ بصورة بالأبيض والأسود لليلى، جميلة وعميقة كعادتها، جمالٌ يحرج الأحياء في لهوهم وعمقٌ يؤلم الفؤاد في استكانته المزعومة.

أعجبتني الصورة لكنني “قررت” أنها متشابهة مع صورة النسخة الفرنسية وأن القارئ إياه ستختلط عليه الأمور، وقد يمر أمام الكتاب دون أن ينتبه إلى جديد لغته، استجمعت شجاعتي المهنية وطلبت منك صورة أخرى تختلف عن الصورتين شارحة دوافعي باستماتة، مراعية أحاسيسك كأب مكلوم تجاه ناشرة “وقحة”.

أرسلت لك غلاف النسخة الفرنسية لتقنع مجلس العائلة “بالتشابه” فجاء ردك مهذبا متعاونا متفهما ولكن وقعه كان كالصاعقة علي:

“لا تحتاجي لإرسال الغلاف لإقناعي أو لإقناع العائلة، نحن من نعرفها لا نرى أي تشابه بين الصورتين، ولدينا إجماع على ذلك. سأرسل لك صورة أخرى بالألوان بزي أمازيغي، ستفي بالغرض وسأتولى إقناع العائلة بهذا الاختيار…”

كانت الصورة الجديدة الملونة أكبر من توقعاتي الجمالية، باذخة الحضور، تتحدى الموت في بلادته وتتحداني في ضعف بصري، وكأنها تقول لي:” لك ما أردتِ… لكنني متجددة في كل الصور رغم التشابه الذي شُبِّه لك، أنا الحيّة التي لا تموت، أنا الابتسامة التي لا تكل، أنا الضوء في الألوان وفي الأبيض والأسود، دعيهم يقرؤِون قصتي بالعربية أيضا، وزيدي عليها ما استطعت من لغات، لعلهم يستيقظون…”

معذرة سيد عبد العزيز علوي

معذرة ليلى

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    الاخبار العاجلة
    WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com