كم تبعد يا أبا شيماء الآن عن لقائنا الأثير في أحوازنا الجميلة؟

20 مارس 2023
كم تبعد يا أبا شيماء الآن عن لقائنا الأثير في أحوازنا الجميلة؟


يا صديقي الرائع ابوشيماء، الموت يحاصرنا ويهددنا لكن الحياة ستنتصر / اينك الآن يا مناضل؟

ابو شيماء

يوسف ياسين عزيزي

يوسف عزيزي

لندن

اينك يا سعيد الجاسم العباسي؟

يا ابوعرب طورا في ساحات الوغى، والملازم سعيد عندما التقيت بك ورفاقك في بيت حجي ازوير النيسي لاول مرة في احوازنا الجميلة، في مثل هذه الايام الربيعية من عام ١٩٧٩، ونحن جميعا مزهوون بربيع الثورة التي ساهمنا فيها – انتم في الخارج ونحن في الداخل – ولم نعلم انها ستصبح شتاءا زمهريريا داميا، تنفينا وتقتل امانينا واماني شعبنا المشارك فيها. هل تسمعني ابوشيماء؟ هل تسمعني ابوعرب؟ انت حجزت لنفسك مكانا في تاريخ الأحواز عندما غادرت ثانوية دكتور حسابي وتعليمهم الاستعماري لتصبح فدائيا للقضية الأحوازية. كنت ابن الثامنة عشرة عاما ومهاجرا مع اهلك من الخرابة البسيتينية الى الأحواز العاصمة.

لكن صديقي وبعد نحو خمسة وخمسين عاما من هجرتك للوطن لم يتغير نظام التعليم! لكن تطور شعبنا في قطاعات اخرى وانت قد  شاهدتها. 
اذ اصبحت لفترة امينا عاما للجبهة الشعبية لتحرير الأحواز (عربستان) التي قدمت شهداء، ك حتة وسيد فهد واخرون واخرون. وقد مكثت في عاصمة الرشيد ثماني سنوات ( ١٩٦٧ – ١٩٧٥ ) ومن ثم غادرت ورفاقك في الجبهة، بغداد الى دمشق بعد اتفاقية الجزائر التي وقعها الشاه مع صدام حسين، كي لاتصمتوا وتستمروا في نضالكم ولو بعيدا عن الوطن.

وسرت وجلت في اليمن الديمقراطية ولبنان وسورية وبلغاريا من اجل القضية وانت تحملها على كتفيك اينما حللت. وقد ذكرني بكم، جلال الطالباني عندما التقيت به في طهران قبل نحو خمسة وعشرين عاما. 
وقد حاولت ورفاقك ان تربطوا المناضلين الايرانيين بالثوار العرب والفلسطينيين في عهد الشاه. هل تتذكر حرمتي بور، وحماد شيباني، وماسالي وهم من منظمة فدائي الشعب والجبهة الوطنية؟ وهم كانوا يناضلون الى جنبكم لاسقاط النظام الملكي. وانا اتذكر يا صديقي، عندما تكلمت لي عن “حتة” قائلا: انكم عندما كنتم تمشون معه كانكم تمشون مع دبابة. وقد افادتني بعض معلوماتك لصياغة كتابي “حتة والنهر والمستنقع” .

كما انك قرأت كتابي “القبائل” قبل نشره وابديت آرائك القيمة. وسررت لما صدرت دورية “نسيم كارون” ووصفتها بالقنبلة التوعوية الثقافية، حيث لم يكن احد يتجرأ ويكتب عن الشعب العربي الاحوازي انذاك في الداخل. وانت كنت مشجعا ومروجا لتلك الكتب. واخر احاسيسك الطيبة سمعتها عندما بكيت في اذني وراء التليفون اثر سماعك لوفاة رفيق دربك عدنان السلمان. ولدي معك الكثير من الكلام ،اتمنى ان تسنح لي الفرصة لذلك.

في امان الله يا صديقي. واسمح لي برحلتك هذا، اعزي الصديق الشاعر عباس العباسي الطائي وسائر ابناء عمومتك وكل ابناء شعبنا الاحوازي. ودمت خالدا يا ابوعرب.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    الاخبار العاجلة
    WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com