الرباط – قريش
تحتضن مدينة تطوان المغربية، الجمعة10 من شهر آذار/ مارس 2023، فعاليات الدورة الثانية من ملتقى “زرقاء اليمامة” وهي تظاهرة سنوية تنظمها دار الشعر بتطوان من خلال احتفال مبهج بالمرأة الشاعرة المبدعة ، بدفء رؤى الأحلام والأماني والفرح وبأفق كوني يسافر من المغرب إلى الصين بقيم التسامح والمحبات في دبلوماسية شعرية ثقافية تمتد جذورها إلى أعماق حضارات العالم.
ومن أقوى اللحظات التي سيشهدها الملتقى في دورته الحالية، والذي ينظم بشراكة مع المدرسة العليا للأساتذة، واتحاد العمل النسائي، فرع مرتيل/ تطوان، في القاعة الكبرى للمدرسة العليا للأساتذة بمرتيل، ابتداء من الساعة الرابعة مساء، تكريم الشاعرة المغربية لطيفة المسكيني.
وتتميز فعاليات حفل تكريم الشاعرة لطيفة المسكيني، تقديم كلمات وشهادات في حق المحتفى بها، فضلا عن حفل بهيج تحييه المطربة المغربية سامية أحمد، مع أمسية شعرية لأصوات جديدة قادمة من المستقبل، رفقة الشاعرة أنيسة عيدون والشاعرة سامية دالي يوسف والشاعرة ابتهال المعرف.
كما تشارك في هذه الأمسية طالبات صينيات، يتابعن تكوينا في المدرسة العليا للأساتذة، سيقدمن ترجمة لروائع الشعر الصيني، من خلال نصوص شعرية تنتصر للمرأة والحياة.
وأبرز في هذا الاطار ، الشاعر مخلص الصغير مدير دار الشعر تطوان في تصريح لصحيفة قريش، أن مايميز الدورة الثانية من هذا الملتقى، أنه يجمع بين تكريم شاعرة مكرسة والإنصات لأصوات شعرية جديدة.
وأضاف، مدير دار الشعر بتطوان، في تصريحه لـ “قريش” وبما أننا نعيش في أجواء احتفال أممي باليوم العالمي لحقوق النساء، فقد ارتاينا أن “يكون الملتقى بأفق كوني، باستضافة طلبة ومبدعين صينيين، سيقدمون أروع القصائد الصينية التي احتفت بالنساء.”
كما أوضح المسؤول عن دار الشعر بتطوان، مخلص الصغير، أن الغاية والهدف من هذا الملتقى لا تنحصر فقط في استضافة الأسماء الحاضرة في المشهد الثقافي والأدبي، فهنالك مهمة اختراع المستقبل، والبحث عن الأصوات الجديدة وتعهدها، من أجل استدامة القول الشعري على هذه الأرض.”
من جهة أخرى ، يصادف ملتقى “زرقاء اليمامة”، الاحتفاء باليوم العالمي لحقوق النساء، وهو موعد شعري سنوي جديد، أطلقته دار الشعر في تطوان مع شركائها منذ السنة الماضية، يروم تكريم النساء المغربيات في مجال الشعر وباقي الفنون، والاحتفاء بإبداعاتهن، والإنصات لتجاربهن، والاعتراف بحقهن في الكتابة والإبداع، مع اكتشاف أصوات إبداعية جديدة ومنحها فرصا وفضاءات من حقها.
على صعيد آخر ، كان اتحاد العمل النسائي قد أصدر السنة الماضية ديوان “زرقاء اليمامة”، وهو يتضمن قصائد لعشر شاعرات مغربيات “قادمات من المستقبل”، كما جاء في عنوان هذا الديوان.
فيما تواصل دار الشعر في تطوان، رفقة شريكها الجامعي، ممثلا في المدرسة العليا للأساتذة، وشريكها المدني، ممثلا في “اتحاد العمل النسائي”، تعهد الأصوات الشعرية الجديدة، وتحديدا تلك التي تنتصر تمتلك رؤية متطلعة نحو المستقبل والآتي، وهي تستلهم استعارة “زرقاء اليمامة”، تلك المرأة العربية الأسطورية التي كانت تبصر الجيوش القادمة من بعيد لمحاربة أهلها قبل ثلاثة أيام، وكذلك كان… فكانت صاحبة رؤية ورؤيا. ولعلها استعارة كبرى دالة على قدرة النساء على الريادة والقيادة في الحياة.
وتجدر الاشارة أن الشاعرة المغربية لطيفة المسكيني المكرمة في هذه الدورة وبحسب بلاغ دار الشعر الذي تسلمت قريش نسخة منه ، فبتقى واحدة من أبرز الشاعرات المغربيات، منذ تسعينيات القرن الماضي، وهي صاحبة معرفة شعرية كونية كبرى، من خلال اشتغالها الأكاديمي على أعمال ابن عربي، وعبر دراساتها المرجعية في جماليات الخطاب الصوفي والشعري.
وجدير بالذكر ، توجت لطيفة المسكيني في مستهلها الشعري بجائزة فاس الشعرية لسنة 1993 الممنوحة من طرف جمعية أصداء للثقافة والفنون بفاس، لتنال، بعد عشر سنوات من ذلك، جائزة بيت الشعر في المغرب للشعراء الشباب سنة 2003، عن ديوانها الأول “السفر المنسي”. ثم أصدرت من بعده ديوان “قزحيات الصمت” سنة 2006، ثم ديوان “حناجرها عمياء” عن دار توبقال، والذي توج بجائزة المغرب للكتاب، في صنف الشعر، سنة 2008. كما صدر لها، أيضا، ديوان “فتنة الغياب” سنة 2013، وديوان “طروس” سنة 2020، إلى جانب سلسلة من الأعمال النقدية والفكرية.
عذراً التعليقات مغلقة