أقاصيص روح
جنان الحسن
شاعرة سورية مقيمة في فرنسا
حقول بعشب الخيال تنمو في صوتها
تحادث إخوتها فتقول أمّها:
يالهذا القطن النّاصع البياض كم هي مريحة
وسادته ..
تضحك فتخبرها أختها الصغيرة
سوف استبدل ورود المزهرية بضحكتك
ثم فجأة
كف الغيم عن العبور في سمائها
فتحجر الطلُّ وجف الحلم ..
روحها تتوسد البحر
تحاول النجاة من شبكة الصياد
تتجاذبها أقاصيص الموج المسروقة من الشاطئ
كلمات مقتضبة
مغامرات وأمنيات
عشق وغواية
فتغرق في النشوة أكثر
النهر النائح
دموع سفكتها المنافي على
دماء الوطن
حتى تخضبت زرقة البحر
بآلام الرحيل ..
على خد الليل انشغلت برسم تفاصيله
سواد عينيه
رمادية شعره
قمحية لونه
دفء يديه
حتى غفلت عن الحلم فضاع ..
هكذا عاش طوال حياته يرسم النساء
تماثيل تلبس الثّلج
حتى حلّت هي زائرة على مرسمه
تبدلت الفصول
تلوّنت
وتعاقب الّليل مع النّهار ..
ثغر الريح أبيض
مثل لؤلؤة حين يقرأ أحاديث النهر
قبل حضور الصيادين ..
وعاصف حين تسُنُ الحرب مناجلها
وتحصد ورود الياسمين ..
القصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة