شوارع تبيع عطرها للأكاذيب.. قصيدة للشاعر الجزائري عبدالحفيظ بن جلولي

24 أبريل 2023
شوارع تبيع عطرها للأكاذيب.. قصيدة للشاعر الجزائري عبدالحفيظ بن جلولي

شوارع تبيع عطرها للأكاذيب

عبد الحفيظ بن جلولي

شاعر من الجزائر

يشرقُ الظلُ على الجدران الباهتة

تتكوّر الأشياء ويلفّها غدير المياه الفائتة

وتمرّ الظنون كأنّها شروق الشّمس

والمنارات، وأرائك الصّالونات

والحناجر التي تهتف للماضي

كأنّما مرّ البارحة

من أمام أبواب المحلات

والشّوارع التي تبيع عطرها

للأكاذيب والتشوّهات..

من هدم طوب شرفتي

بيتنا البارحة 

كان يطل على قلب حبيبتي

حين تفتح نافذة بيتها لتستقبل كما أمّي شمس الصّبيحة

وترمي للأطفال قبضة من سكاكر الماضي

فرحًا، أيّتها المدينة لبِستِه بالأمس

وجريتِ خلف الظل..

كان في زاويته مركونا 

كما الأشياء التي تعزف عن رؤية الشّارع

يعزف بفمه لحنا كما الدخان

ينسف به لون برودة مارقة

ماحقة لفنجان الصّباح قبل ولوج المكاتب،

المدرّجات والمحاضر التي بها رسوم الكلمات،، 

التي من نقدٍ ومن فجيعة 

ونص نقرأه على الجدران الخاوية

كم من ساعات الميادين 

تدق

 كي نسمع خرير الوقت في هرج المارّة

ونستبين حنينا بالأبيض والأسود

تلك بيديكَ حمامةُ ساحرٍ

حضر ذات طفولة إلى ساحة المدرسة

تحلّقنا كما لو أنّ أبي أحضر لعبة وحيدة

ننتظر من يفوز بمتعتها،،

من بين يدي السّاحر

ومن قبّعته السّوداء 

طار شكل حمامةٍ في دهشة أعيننا 

نحن الصّغار الذين سكن صراخ السّاحة

طبلات آذاننا

نحمل صراخ الطفولة كأجراسٍ

تُقرع لتقوم الأمكنة من نعوشها 

من زقزقات الطيور 

ومنبّهات السيارات الفارهة

والأزمنة التي من “شكولاطة”، 

ومن “كْرِيمَة” تعتلي “حلوى” السّنين العابرة

القصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب -لندن

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    الاخبار العاجلة
    WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com