قُدْسٌ إذ تراود…
عبد الحفيظ بن جلولي
شاعر من الجزائر
يبعث بجرحه هديّة
يواشج أطراف المأساة
يجعل من الشّمس مظلّة
ويبوح في حرائق البحيرة..
“النّيل” يشرب من هودج الأعالي
“طبرية” فارقتنا إلى معاد،
“فراتٌ” عانق “دجلة”
أبكيا أطفال الجزيرة،،
حينما صنع لي مركبا
نفث في الموج
روح الفجيعة،
أنام جذوع النّخيل
صحتِ الصّحراء وحيدة..
صنعت وطنا من خرافة
فتحت عينيها “قدسٌ”
بين شروخ الهوية،
“بغداد”، سُرق صندوق عرسها
و أمهلني ليلة،
“بيروت” مُدَّ في حمرائها
خيوط العناكب
و أبدل الشّعر فيها
ساحات موقوتة..
عند عقارب الرّجم
على الجدران المهترئة
يجتاز حصان “المتنبي”
ناسيا رمحه والقرطاس،،
إذ ينجو الليل من عوارض الهوى
يعود شارعي زهرة
تضيء
يشقّ منفذا في عيون “صلاح”
و”أيّوبٌ” يحمله
صبر جسدٍ،
إخلع جوازك عنّي
فالسّفر منفى
والمدن
قدسٌ تراود فتاها..
القصيدة خاصة لصحيفة قريش -ملحق ثقافات واداب -لندن
عذراً التعليقات مغلقة