الحرب الأهلية تدّق طبولها ولتجنبها علينا الشعور بالمسؤولية
الطيب جادة
كاتب من السودان
كل المؤشرات تدل على أن هناك أيدي خفية تعمل على تسميم الأجواء بين الجيش والدعم السريع في السودان من جهة وبين المواطنين من جهة وبين الساسة من جهة أخرى على حسب اللون والعرق ، قد تكون هذه الأيدي حكومة المؤتمر الوطني الساقط وقد تكون أجهزة امن دول خارجية وقد يكون سودانيين مستفيدين من الفوضى لأسباب تجارية ربحية (تجار الحروب) أو لأسباب وزارية وحكومية (الساسة الانتهازيين ، والأحزاب السياسية الفاشلة ) .. وقد يكون خليط من هذا وذاك..
المهم .. نحن كشعب سوداني ما يهمنا أن ننعم بالأمن والأمان والحرية وأن نجد ما نسد به رمقنا في هذا الشهر الكريم ، ولكن هذا الأمن أصبح مستحيلاً عندما شاهدت على مواقع التواصل الاجتماعي ما يحدث في ولاية غرب دارفور محلية تندلتي انتابني الحزن والقلق ، وتذكرت ما أقوله دائما بأن السودان مقبل على حرب أهلية وها هي بدأت ملامحها تظهر في العلن ، والمحزن في الأمر أن هناك اطفال شاركوا في جريمة القتل المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي ، ندين عملية قتل التجار مصطفى آدم ، ولكن مهما كان لا يمكن أن ينفذ المواطن القصاص وبهذه الطريقة ، هذه الشرارة قد تخلف عدد كبير من القتلى والجرحى والنازحين. لقد ثبت بالدليل القاطع أن سلام جوبا المزيف هو عبارة عن سلام مناصب فقط لا علاقة له بإنسان إقليم دارفور نهائي ،
ما هو قادم لا يبشر بخير، ففي كل حدث تجد هناك تقصيرا من أجهزة الشرطة ، المصيبة تكمن في الانفلات الأمني وفي القوى السياسية التي تجر البلاد إلى مزالق خطيرة باتت ظاهرة في الأفق وهي الحرب الأهلية، الميليشيات المسلحة التي تعلن بأنهم مسلحون ومستعدون وسوف يأخذون الثأر وأنهم متعطشون للدماء! كيف يمكن فهم ما يجري من استعدادات للانتقام من المواطنين الأبرياء الذي لا حول لهم ولا قوة وهم بين نارَيْن تنطلق لهدف واحد ومن موقع واحد هو تدمير السودان وشق وحدة الشعب إلى الوصول للحرب الشاملة بين مكونات الشعب حيث يبدأ العمل في اعتبار الآخر عدواً له ولتتخندق القوى والجماعات المختلفة قومياً وعرقياً واثنياً ثم تنتقل للمرحلة التي تقسم البلاد ،
أصبحت الاوضاع في الدولة السودانية لا تبشر بالخير والحرب الأهلية على الابواب قد ظهرت ملامحها ، هذه هي بداية النهاية للدولة السودانية بشكلها الحالي .
الحرب الأهلية سببها هذا الصراع بين القوى السياسية صاحبة القرار الذي أدى إلى التدهور الخطير في الأوضاع الأمنية والأزمة المستمرة منذ سقوط نظام البشير ، ولا تبدو في الأفق علامات ضوئية للتخفيف منها وصولاً إلى الحلول المنطقية التي تجنب البلاد الكارثة المقبلة وهذا أمر خطير سوف يقرب مخاطر ليس الحرب الأهلية فحسب بل التقسيم أيضا، وقد تكون حلول ترقيعيه على غرار الاتفاق الاطاري مثلما ما جرى في الوثيقة الدستورية الاولى والنتائج معروفة ، القوى السياسية لا تستطيع أن تحل الإشكالات القديمة والعودة إلى الدولة المدنية الديمقراطية والتخلص من نظام الحزبية والمحاصصات والقبلية في مثل هذه الظروف البائسة الحل الوحيد لتجنب الحرب الأهلية وتقسيم السودان الشعور بالمسؤولية من قبل القوى السياسية والتوجه لإيجاد طريق لإنهاء الأزمة التي تعصف بالبلاد وان تعي القوى السياسية بان الخيار الصحيح هو الحوار والتفاهم والتسامح والمواطنة لإعادة الطمأنينة والأمان لكل السودانيين وإلا وبكل صراحة وبقلوب دامية نقول الحرب الأهلية قد بدأت فعلاً.
عذراً التعليقات مغلقة