د توفيق التونجي
خوسيه ريزال مؤسس دولة الفلبين الحديثة
وداعي الأخير
وداعا وطني معشوقتي،
بلد الشمس الحبيب،
لؤلؤة البحر الشرقي،
جنة عدننا المفقودة!
سأفديك بمحبة و بحياتي الحزينة ،
ستكون أكثر إشراقًا، ولأعذب ، ولأكثر أزدهارا ،
سأقدمها أيضا لك ،
سأمنحها من أجلك.
المناضل الدكتور خوسيه ريزال (1861-1896) اسمة الكامل خوسيه بروتاسيو ريزال ميركادو وألونسو ريالوندا وهوواحد من أكثر الشخصيات احتراما وتقدير في تاريخ الفلبين. كان عالما ووطني دافع عن استقلال بلاده. كما كان طبيبعيون وكان الشخصية الرئيسية الذي ساهم بأفكاره في تأسيس دولة الفلبين الحديثة واستقلاله من الاحتلال الإسباني. يعتبراليوم خوسيه بطل الفلبين الوطني ويحتفل بيوم وفاته كعيد وطني يطلق عليه اسم يوم ريزال. كان خوسيه السابع من بينإخوانه ومن عائلة غنية كانت تقطن في كالامبا، محافظة لاغونا، حيث حصل على شهادة في الفنون. كان مفكرًا متعددالمواهب يجيد العديد من اللغات وناشطًا سياسيًا يؤمن بالسلام والعدل، اشتهر بكتاباته السياسية التي ألهمت الثورة الفلبينيةوكانت سببا في النهاية إلى إعدامه رميا بالرصاص من قبل المستعمرين الإسبان. كان ريزال طبيبًا تدرب في اختصاصطب العيون تحت إشراف اثنين من أطباء العيون الأوروبيين البارزين .
كان لاعدامه من قبل الاسبان اثرا رجعيا على عكس نوايا المحتل الإسباني ، حيث أدى ذلك إلى تعزيز الحركة التحرريةواشعال الثورة ضد المحتل. انذاك احتشد الشعب الغاضب معلنا ثورته على الأسبان والذي أدى لاحقا الى استقلال البلادمن المستعمر الاسباني.
تحدث وكتب ريزال عن الظلم و الظالمين عندما كان الآخرون راضين وراضخين وساكتين عن كل ما يجري فيوطنهم. ساعدت أفكاره لاحقا في صياغة هوية وطنية للبس فقط للفلبين ، بل لكافة دول شرق اسيا التي كانت تحت نيرالحكم الاستعماري. دافع عن معتقداته بصلابة الى يوم اعدامه. لقد كانت وفاته خسارة فادحة لبلاده وللانسانية. لكنافكاره ، لعب دورًا مهمًا في ترسيخ الاستقلال الوطني والاعتراف بالفلبين دولة مستقلة.
فقد العالم مواطنًا مثاليًا ، مؤمنا بالافكار السامية والسلام، رجلًا متعدد المواهب ذا عقل لامع.منفتح. أنجز الكثير في فترةوجيزة من عمره الذي لم يتجاوز ال 35 عامًا تار كا ميراثا من كتب ومقالات للأجيال القادمة.
لا يسع لنا إلا أن نتخيل المساهمات التي كان سوف يقدمها هذا الإنسان النبيل الذي اعدم في ريعان شبابه، للعالم وللأنسانية جمعاء. في جميع المجالات وكذلك في مجال عمله كطبيب عيون، إذا كان قد عاش حياة بالكامل. أعطىالبصر لمرضاه ، ولبلده أعطى الرؤية والاستقلال. كتب عنه الكثيرون مادحا مواقفه الأنسانية والوطنية.
أصبح ريزال رمزًا لنضال الفلبين من أجل الاستقلال ، وهو معروف في وطنه فلبين كبطل قومي. 30 ديسمبر/ايلول ،تاريخ إعدام ريزال في عام 1896 . حيث يتم الاحتفال به لحد يومنا هذا باعتباره عطلة ويوما وطنيا في الفلبين. تمتخصيص كلية باسم خوسيه ريزال تكريما له في العاصمة مانيلا عام 1919
توجد آثار تذكارية ل ريزال في العديد من دول العالم وفي مانيلا بالقرب من موقع إعدامه في حديقة لونيتا بارك ، فيمسقط رأسه وفي معظم البلدات الفلبينية ، في هايدلبرغ وشيكاغو. وفي مملكة اسبانيا التي كانت تستعمر دولته. ان عدماعتبار الاسبان لخوسيه عدوا بل محررا لبلاده ونصب تمثاله لجدير بالاحترام والتقدير. وقد شاهدت العديد من التماثيللعلماء من المسلمين في مدن الاندلس. حيث يتحدث الاسبان في تاريخهم بكل احترام وتقدير للمسلمين اللذين حكموا البلاداكثر من ثماني قرون. خاصة هؤلاء من رجال العلم والفلسفة اللذين ارسوا اسس و النواة الاولى للتعليم الجامعي في اورباوعن طريقها شاركوا في نهضة القارة الاوربية باكملها.
اليوم نرى صورة خوسيه على العملة الفلبينية 2 بيزو. وقد تم تصنيف المنطقة المحيطة بمانيلا ، بما في ذلك مسقط رأسهكالامبا ، كمقاطعة وأطلق عليها اسم ريزال. ما اروع احترام وتقدير هؤلاء ممن ضحوا بانفسهم كي يحرروا اوطانهم.
اليوم رواياته تدخل ضمن مناهج التدريس للقراءة لطلاب المدارس الثانوية الفلبينية. يمكننا تلخيص افكار خوسيه ريزالبأفضل طريقة باستخدام كلماته الخاصة من القصيدة التي كتبها من زنزانته في الليلة التي سبقت الإعدام “Mi Ultimo Adiós”, وداعي الاخير . يترجم تلك الكلمات إخلاصه المتفاني لوطنه ، وولائه لعائلته ، وروحانيته العميقة .
مطلع النص الشعري تجدوه في بداية هذه المادة.
الصورة :
تمثال خوسيه ريزال وسط مدينة ملقا الأندلس، اسبانيا.
نص الشعر بالأسبانية؛
Mi Ultimo Adiós
Adios, Patria adorada, region del sol querida, Perla del Mar de Oriente, nuestro perdido Eden! A darte voy alegre la triste mustia vida, Y fuera más brillante más fresca, más florida, Tambien por tí la diera, la diera por tu bien.
عذراً التعليقات مغلقة