تَسلُّقُ طَبِيعةِ الغِياب
أفراح الجبالي
شاعرة من تونس
اُنظرْ كيف تمشي الطَّرقاتُ هناك
عندما تَنْسى أن تُربِّت على كتِفي، وأشعرُ بالنِّسيانِ الّذي
لا يلْمسني
وأطْرحُ جانِبًا
ابْتِكارَ غُرْفةِ الأحَدِ، وما بعْد الصَّلْصال، وأُسمِّي هذا القلْبَ الذَّبِيح
نباتَ البيْت
الهِرُّ يَقْطعُني نحْو كُوَّته
وأنا
أخْدِشُ البابَ
في اتّجاهي.
تَتقاطَرُ الأنْهجُ العتِيقة فوْق الفِلَّة التي تَدُورُ
البَياضُ جُرحُك وأصابعُك علَى الزَّهْرة
ضعْ الألَمَ على مائدة الحُلْم :
– أريد مدينةً تُشْبِهُنا !
مِصيَدةُ قلْبي تأكُل التُّرابَ
وتَخورُ اللَّحْظةُ الدَّاخِلة في تأخُّر خَطوتِكَ.
لا أسْمَعُها.
مَطَري يَعبُر الباحةَ وحيدًا.
الأخضرُ يَجْمع مَوْتَه
ويَسْتلقي حتى يَتهجَّى خَشبَ السَّلالم
النَّازلةِ
في سَماء المَدينة (مدينتِكَ)
الدائريَّة
وتخترقُ العصرَ المُعلَّقَ
والدَّلْو واليُتْم النبيذيَّ اللَّوْن
يَمْتصُّني نسْرُ غيابكَ
وهذه الأحْجارُ الطِّينيَّة
ليْست كأسا.
يَمتدُّ في السَّريرِ
رحلةً تحْت لا شيء، هذا الفجْرُ شفيف شفيف
في جسدِ الماء
……..
اللعنةُ على كلِّ شيْء
إذْ تَنسى طريقتي في الموْت وتَتذكَّرُك سُلالَةُ الزَّهْرة (زهْرَتي)التي سَقطتْ ،
مِن فزعِها ،
لتصْعدَ في سِرِّ الحَديقة الزَّرْقاء :
-مَن يَصْنعُ طبيعَتكَ الأخْرى ويُعطِيني الطَّيَران ؟
عذراً التعليقات مغلقة