أم قصر.. والكويت

1 أغسطس 2023
 أم قصر.. والكويت

دبلوماسي


 كان مجلس الأمن قد ذكر في ديباجة قراره رقم 833 (1993) أن الامم المتحدة “من خلال عملية تخطيط الحدود، لم تقم بإعادة توزيع الأراضي بين الكويت والعراق” وأن غايتها تنحصر  في اجراء “تحديد دقيق لإحداثيات الحدود” القديمة بين البلدين. وبقي العديد من الدبلوماسيين في وزارة الخارجية العراقية يعتقدون لفترة غير قليلة أن ما جاء في هذه الديباجة يمثل واقع الحال. لكن الظروف شاءت بعد سنوات من صدور ذلك القرار  أن صارت وفود الدبلوماسيين والخبراء العراقيون تتردد على البصرة الفيحاء لحضور اجتماعات دورية  مع ممثلي قوات التحالف والوفود الأخرى ذات الصلة في أم قصر.

هناك، تفاجأ الدبلوماسيون العراقيون لدى رؤية خط الحدود الجديد وهو يخترق الاحياء السكنية في أم قصر ويمر وسط مساكن الأهالي ويفصل في بعض الأحيان بين غرف الدار الواحدة. كانت قناعة الدبلوماسيين العراقيين في حينه أن الاشقاء الكويتيين لم يقفوا وراء هذا العمل الاستفزازي، بل كانت الولايات المتحدة قد دبرت كل ذلك، حتى بلغ الامر بأحد وزراء دفاع قوى التحالف النافذين في حينه أن قال في اجتماع تسربت تفاصيله للعراقيين ما مفاده إن خط الحدود بين العراق والكويت يجب أن يبقى خطأً ملتهباً، على أن تبقى قوات التحالف الغطاء الذي وصفه بكلمة “البطانية” التي تستطيع منع تصاعد نيرانه أو اخمادها متى شاءت.

يبدو اليوم أن هناك من يحاول  إيقاد هذه النيران واحياء جروح اعتقدنا أنها قد اندملت. لا اظن أن الاشقاء في الكويت يرغبون في احياء نعرات لن تخدم الشعبين الشقيقين، فالحكمة تقتضي ضبط النفس وعدم السماح لجهات فاسدة وأخرى مغرضة بتعميق الجراح بين البلدين.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    الاخبار العاجلة
    WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com