روما – باريس – قريش
أقر وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني، الخميس، أن الغرب ارتكب “خطأ فادحا” بالبقاء متفرجا على مقتل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.
ورد ذلك في تصريح للوزير نقلته وكالة الأنباء الإيطالية بخصوص مقتل القذافي إبان الثورة التي أطاحته عام 2011 بعد حكم استمر منذ عام 1969.
وقال تاجاني: “إن وقوف الغرب موقف المتفرج على مقتل القذافي كان خطأ فادحا”.
وأضاف: “لم يكن القذافي من أفضل نماذج الديمقراطية، ولكن بعد مقتله، بدأت حالة عدم الاستقرار في ليبيا وإفريقيا”.
وقتل القذافي على يد معارضين بطريقة بشعة وانتقامية ، بمسقط رأسه بمدينة سرت في 20 أكتوبر/ تشرين الأول 2011، ومنذ ذلك الوقت لم تعرف البلاد استقرارا سياسيا، خاصة في العام الأخير نتيجة صراع بين حكومتين . وقالت تقارير ان طائرات التحالف الغربي وربما كانت فرنسية هي التي تتبعت موكب القذافي واعطت معلومات للمعارضين ..
ساركوزي ينأى بنفسه عن المذبحة
سيصدر في باريس عن دار «فايار»، في 22 الجاري، كتاب للرئيس الأسبق، بعنوان «زمن المعارك»، يراجع فيه السنتين الأخيرتين من ولايته الرئاسية التي امتدت من عام 2007 إلى عام 2012. وسعى ساركوزي اليميني إلى ولاية ثانية في العام المذكور، إلا أنه خسر المنافسة بوجه الاشتراكي فرنسوا هولاند.
ورغم مرور 11 عاماً على مغادرته السلطة، فما زال ساركوزي الذي تلاحقه المحاكم بأربعة ملفات، شخصية مؤثرة في المشهد السياسي الفرنسي؛ خصوصاً في أوساط اليمين، باعتبار أنه آخر رئيس نجح في إيصاله إلى سدة الرئاسة.
وقال الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي مقابلة مستفيضة لصحيفة «لو فيغارو» اليمينية التي وقفت دوماً إلى جانبه، وساندته في دعاواه القضائية.
انه لم يصدر اوامر لقتل القذافي
و ساركوزي لعب دوراً حاسماً في الدفع للتدخل العسكري في ليبيا الذي انتهى بمقتل العقيد معمر القذافي. وفي المقابلة، يعرض ساركوزي بالتفصيل علاقته مع القذافي الذي حل ضيفاً على باريس بدعوة رسمية من ساركوزي؛ لا بل إنه نصب خيمته الشهيرة في باحة قصر الضيوف الرسمي القائم على بعد أمتار من الإليزيه. وأساس الملف الليبي الاتهامات المساقة في حق الرئيس الأسبق، بحصوله على تمويل ليبي في حملته الانتخابية عام 2007 التي أوصلته إلى القصر الرئاسي. وقد انطلقت الفضيحة في عام 2012 بعد أن نشرت مجلة «ميديا بارت» الاستقصائية، صورة لاتفاق يبين تفاهماً بين فريق ساركوزي وفريق القذافي، لمد الأول بمبلغ 50 مليون دولار لحملته الانتخابية.
وفي شهر مايو (أيار) الماضي، أصدرت النيابة العامة المتخصصة في الشؤون المالية، اتهامات لساركوزي و12 شخصاً، بالفساد وتشكيل عصابة أشرار، وتمويل غير مشروع لحملة انتخابية، والاستحواذ على أموال عامة ليبية. وطلبت النيابة العامة المالية محاكمة المتهمين، الأمر الذي يعود اتخاذ القرار بشأنه لقاضيي التحقيق المعينين لهذه الغاية. ومنذ البداية، نفى ساركوزي الاتهامات المساقة ضده، وشكك في صدقية الوثائق المنشورة. وفي أي حال، فإن الملف الليبي سيعود بالتأكيد إلى واجهة الأحداث في الأسابيع والأشهر القادمة، علماً بأن التحقيق الذي قامت به النيابة العامة المالية دام 10 سنوات.
ورواية ساركوزي تقول إنه بعد 11 عاماً من التحقيقات: «لم يظهر أي أثر للتمويل الليبي»، وإن القضية ملفقة بكليتها، وهي من نسج خيال أنصار القذافي الذين سعوا للانتقام منه، لدوره خلال الانتفاضة الليبية.
. ويقول ساركوزي: «بمواجهة انتفاضة الليبيين الذين كانوا يطالبون بمزيد من الحرية والديمقراطية، عاد القذافي إلى جنونه الذي لم يفارقه أبداً، مهدداً بإسالة (أنهار من الدماء)». ويؤكد الرئيس الأسبق أن «آلاف القتلى» سقطوا بسبب قمع النظام الذي كان يقوده «ديكتاتور متوحش». وهذا الوضع «دفع فرنسا وبريطانيا، بطلب من الجامعة العربية، وبتفويض من مجلس الأمن ودعم الحلف الأطلسي، إلى إقامة تحالف دولي من 20 بلداً قام بالتدخل في ليبيا لمنع (تفاقم) المأساة»، ولأنه من غير التدخل الدولي: «لسقط آلاف الضحايا».
و ساركوزي ينفي أي مسؤولية عما آلت إليه الأوضاع في ليبيا عقب سقوط القذافي، مؤكداً أنه «لا يأسف» لحصول التدخل الذي قام به الحلف الأطلسي. ومن وجهة نظره، فإن المسؤولية تقع على الرئيس هولاند الذي حل محله في قصر الإليزيه، وعلى كل الآخرين من المسؤولين الغربيين الذين «تخلوا عن الديمقراطية الوليدة في ليبيا، والمتأتية عبر انتخابات حرة في عام 2012، بينما كانت بحاجة لكل الدعم الممكن».
عذراً التعليقات مغلقة