هل تكفي السعودية والامارات ومصر لتمثيل العرب في نادي التمرد العالمي؟

25 أغسطس 2023
هل تكفي السعودية والامارات ومصر لتمثيل العرب في نادي التمرد العالمي؟

  قريش:

وافقت دول” بريكس” الخمس النامية الخميس على انضمام مصر والسعودية والإمارات وإيران وإثيوبيا والأرجنتين في تحرك يهدف إلى تسريع حملتها لإعادة التوازن إلى النظام العالمي الذي تجاوزه الزمن واحداث القرن الحادي والعشرين.
وقال الرئيس الصيني شي جين بينغ أبرز مؤيدي توسيع المجموعة “هذا توسع تاريخي يعكس عزم دول بريكس على الاتحاد والتعاون مع الدول النامية الأوسع نطاقا”.

 انه ناد عالمي جديد، فيه روح التمرد على القطبية الأحادية التي لم تستطع دولة بعينها لوحدها في التصدي لها .

رئيس جنوب افريقيا، رامابوزا، قال في مؤتمر صحافي مشترك لزعماء الدول الخمس التي تشكل الكتلة حاليا، إن “مجموعة بريكس تبدأ فصلا جديدا”.

فما هو هذا التجمع الاستراتيجي العالمي الكبير، وهل سيكون للعرب الحصة الوافية بمجرد انضمام السعودية والامارات، وهل ستدخل العوامل السياسية من قضايا ثنائية في إعاقة دخول دول عربية

منها الجزائر البلد المهم في الطاقة والمساحة؟

يشتق اسم المجموعة المجتمعة حاليا في جوهانسبرغ، «BRICS» من الأحرف الأولى لخمس دول: البرازيل، روسيا، الهند، الصين، وجنوب أفريقيا.
تشكّل هذا النادي الصغير، عام 2006، على هامش اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة، من بلدان تقع في ثلاث قارات، ولديها اختلافات كبيرة في التاريخ والجغرافيا والسياسة، وتمثّل أكثر من ثلث سكان العالم، وانضمت إليه جنوب أفريقيا في القمة الثالثة له عام 2011.
جمع هذا النادي، عند إنشائه، بين الاقتصاد العملاق للصين، والاتساع الجغرافي لروسيا، وكلتاهما قوتان عسكريتان نوويتان، وتملكان حق استخدام حق النقض في مجلس الأمن الدولي، وانضافت إليهما الهند، التي ذكرت الأنباء أن عدد سكانها تجاوز، مؤخرا، عدد سكان الصين، كما أنها خامس اقتصاد في العالم، فيما تحتل البرازيل المرتبة 12 ضمن أكبر اقتصادات العالم، وهي أكبر دولة في أمريكا الجنوبية حيث تشمل حوالي نصف عدد السكان ومساحة الأراضي في القارة، ورغم أن جنوب أفريقيا لا تمتلك الاقتصاد الأكبر في أفريقيا، فإنه الأكثر تصنيعا وتنوعا، إضافة إلى الإرث السياسيّ الكبير الذي تتمتع به كدولة ديمقراطية نشأت بعد كفاح داخليّ وعالميّ ضد نظام التمييز العنصريّ السابق.
بقيام هذا التجمّع، للدول التي تعد (أو كانت تعتبر حينها) الأسرع نموا اقتصاديا في العالم، أحد أهم التكتلات الاقتصادية في العالم، وبالنظر إلى أداء مؤشراتها الاقتصادية خلال الأزمة الاقتصادية العالمية عام 2008، توقع باحثون اقتصاديون أن تهيمن دول هذه المجموعة على الاقتصاد العالمي بحلول عام 2050.
كان الخطاب السياسي السائد ضمن قمم المجموعة السابقة يتركز على «تعزيز الأمن والسلام العالمي» و«كسر هيمنة الغرب» وخلق «نظام متعدد الأقطاب»… وهي طروحات عصفت بها رياح شديدة بعد عملية اجتياح روسيا لأوكرانيا.
نشطت روسيا والصين في تحويل النادي الضيّق إلى تكتل جيوسياسي واقتصادي جديد، فروسيا، التي لم يتمكن زعيمها فلاديمير بوتين من حضور القمة الأخيرة بسبب مذكرة توقيف ضده من المحكمة الجنائية الدولية، صارت تبحث عن شركاء داعمين لها في وجه العقوبات الاقتصادية الغربية، كما أصبحت الصين، التي سيطر زعيمها شي جي بينغ على مقاليد الأمور بشكل غير مسبوق، أكثر فاعلية في توسيع جبروتها العسكري والسياسي، والتخطيط للهيمنة على تايوان.
سارعت روسيا لدعم ترشيح ثلاث من الدول المحسوبة عليها: بيلاروسيا وإيران وفنزويلا، بينما طالبت البرازيل، بلسان رئيسها لويز ايناسيو لولا دا سيلفا، بالتركيز على الوحدة بدل محاولة مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية، ومجموعة السبع الصناعية الكبرى، ومجموعة العشرين، كما نظرت الهند بقلق لمشروع التوسيع، معتبرة إياه وسيلة لتعزيز نفوذ الصين، صاحبة الاقتصاد الأكبر في المجموعة.
ويُبرز انضمام السعودية والإمارات، القوتين الكبريين في مجال النفط، خروجهما من فلك الولايات المتحدة وطموحهما في أن تصبحا مركزي ثقل عالميين.
وعبّر الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا عن دعمه لضم الأرجنتين، بينما تتمتع مصر بعلاقات تجارية وثيقة مع روسيا والهند.
واجتمعت روسيا وإيران في قضية مشتركة في مكافحتهما للعقوبات والعزلة الدبلوماسية بقيادة الولايات المتحدة، إذ توطدت علاقاتهما الاقتصادية في أعقاب غزو موسكو أوكرانيا.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    الاخبار العاجلة
    WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com