نورالدين الرياحي.. لوحات أمل تونسية

6 يناير 2024
نورالدين الرياحي.. لوحات أمل تونسية

نورالدين الرياحي يفتتح معرضه الشخصي بقاعات ” سانت كروا ” (من06 الى 27 جانفي 2024) :

 أعمال فنية متعددة ضمن عوالم النوافذ و أحوالها بعنوان ” أمل “…

شمس الدين العوني – تونس –

بحضور عدد من الفنانين و رواد الفضاء المعد للمعارض ” سانت كروا ” بالمدينة العتيقة و التابع لبلدية تونس و باشرافها يفتتح الفنان التشكيلي نور الدين الرياحي معرضه الشخصي للعام الجديد و ذلك بعنوان ” أمل ” عشية يوم السبت 06 من جانفي 2024  ليتواصل الى غاية يوم 27 من ذات الشهر  ليكون هذا المعرض بمثابة البانوراما الفنية لمنجزه الفني بعد سلسلة معارض و مشاركات فنية بين الجماعية و الخاصة و خصوصا اثر اصداره لكاتالوغ فني يضم حيزا من تجربته التشكيلية لأكثر من أربعة عقود و فيه أعمال فنية متنوعة مع نصوص تحيل الى جوانب من أعماله  .. 

معرض ” أمل ” تجربة جديدة يعيشها صاحب النوافذ الفنان نور الدين الرياحي الذي يرسم من خلال دواخله الملونة التي يقدمها في معارضه الفردية و الجماعية حيث الفن لديه عالم بأسره و الرسم جزيرة هواجسه و أحلامه يلوذ بها و لا يترك للعابرين غير نوافذ يفتحها عليهم مثقلة بالدهشة ..فيها المشاهد و الأمكنة و الظلال و الغلال و الثمار و الحدائق القائلة بالعذوبة…انها نوافذ النور الأخرى…انها عبارات الأمل و هي تنبثق من الأعمال.

انها النافذة كاطار للعبارة التشكيلية للقول بالجمال و البساطة و الهدوء و الشجن الناعم في عالم يلفه الصخب و الافتعال و الصراخ و الضجيج القاتل  ضمن عنوان العولمة الهدامة التي كثيرا ما سعت لقتل الخصائص و المميزات البسيطة و العميقة..

عبر النوافذ اذن يفضح الفنان هذا الهراء الكوني ليأخذنا الى ما هو دافئ و باذخ في ذواتنا و صرنا نتناساه أو لا نبالي به في هذه الزحمة الموبوءة من الشواغل العابرة و الضيقة و السطحية بالنظر الى تراثنا و حضارتنا و أمجاد أزمنتنا ..

هكذا يأخذنا الرسام نورالدين الرياحي طوعا و كرها الى نشيده الملون و المعطر بالألفة و المحبة و التحنان لنرى عالما بسيطا و جميلا و ساحرا بحميميته و عمقه و سعة حياته بعيدا عن الخراب و الدمار المبين الذي حل بالكائن أيامنا هذه في حله و ترحاله..

 و … هكذا كانت تحدثنا اللوحات ..الرسام نور الدين الرياحي هذا الطفل المأخوذ بالذكرى و المسكون بالجمال المبثوث في المشاهد يبرز ذلك في معرضه المذكور.. ان الرسم مساحة من مساحات القول الجمالي ذلك أن الحيز الممنوح للذات من عناصر و تفاصيل و أشياء يجعلها تتماهى بما توفر لديها من مفردة تشكيلية نحتا للقيمة و تأصيلا للكيان..والفن تعدد اتجاهات و تيارات و رؤى مختلفة … الرسام نورالدين الرياحي انطلق مشواره الفني منذ الثمانينات و فق نهج يأخذ الفن الى حياة الناس اليومية بتفاصيلها المفعمة بالحميمية و الحنين حيث تتعدد مناخات لوحاته بين اليومي و ما ينطبع من حالات من البيت الى المقهى مرورا بالمشاهد من الأزقة و الأمكنة التي رأى فيها الرياحي شيئا من حياته و أحلامه و هواجسه.. تنوعت و تعددت معارض الرسام نور الدين الرياحي الذي وهب أحباءه فيها و جمهور فنه  نخبة من اللوحات التي نجد فيها  مسحة من حميمية العلاقة بالمكان حيث يبدع في مشهد الغابة أو أزقة المدينة الى جانب تلك العلاقة الوجدانية و الفنية مع الحياة .. كما مثلت لوحات الشبابيك و النوافذ حيزا من علاقة النظر و الانفتاح على الآخر بكثير من الرفعة و الجمال و القول بالأصالة.. ان المتامل في أعمال الرياحي لا يملك الا أن ينساب مع عطور الحنين و الذكرى و الأصالة و التلقائية المولدة للألوان ضمن أحوال متعددة من الانطباعية و الواقعية و البساطة حيث الرسم بالنسبة لنورالدين ذاك الضرب من بساطة الأشياء و حميمياتها الجارفة…و الفن بالنهاية هو هذا…و ذاك.. معرض آخر و تجربة يسكنها الحنين ..الحنين الملون بحلم الرياحي في هذه الرياح العاتية للعولمة و تداعياتها في الأكوان..

النوافذ ..و آه من النوافذ..ثمة ما يشي بالسحر في ما تمنحه من فسحة للعين..و هكذا هي نوافذ الفنان التي تمنحه من المشاهد و الحكايات التي هي بالنهاية ما غنمه من حلمه الذي رافقه لسنوات و هو يهب الفرشاة و الألوان شيئا من آهاته و غنائه الخافت و هبوبه الناعم مثل فراشات من ذهب الأزمنة..نعم في سياق تجربته و في هذا الحجر الصحي يواصل الفنان تأملاته الجمالية للقول بالفن يكتب عباراته و يطرح معانيه في هذا المجال الكوني و الانساني المفتوح على النظر و الرجاء..الفنان نور الدين الرياحي في معرض آخر و كتاب عن التجربة و هي تتواصل و أفق نحو الفن و الابداع بتلوينات شتى.

” أمل ” معرض يتواصل الى غاية يوم 27 من جانفي الجاري  يشير الى تجربة الرياحي خلال عقود من المسيرة الفنية..و يمضي باتجاه التفاؤل و المحبة و الحياة رغم الحروب المدمرة و منها الاعتداء الصهيوني الهمجي المتوحش بارادة و مشاركة من أمريكا في عالم تنهار فيه القيم و هنا يفتح الرياحي رغم ذلك نوافذ للأمل لتنتصر مظاهر الجمال و السلام و منها غزة الشامخة..معرض و لقاء متجدد بين الرياحي و جمهوره و أحباء فنه و عموم المحبين لعالم الرسم و الألوان.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    الاخبار العاجلة
    WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com