هِجرة الشّباب العربيّ    

11 مارس 2024
 هِجرة الشّباب العربيّ    

علي او عمو

كاتب من المغرب.

لا أحد يحب الهجرة من وطنه أبَداً و لكن عندما لا يجد شُغلاً  و لا حياةً كريمةً في وطنه المُسْتَوْلى عليه و المسلوب سَتُصبِحُ الهجرة مَشروعَةً و لا شكّ في مشروعيتِها ..

إلقاء القبض ،على الشباب الذي ينوي الهجرة إلى أوروبا و الغرب عامّة بحثاً عن الشُّغل، هذا الأسلوب هو ما تُتْقِنُه الأنظمة العربية في حق مواطنين منزوعي الحقوق في أوطانهم التي تُنْهَبُ ثرواتُها و تُسْرَقُ أمام أعيُنِهم ، المُقاربة الأَمنية ليستْ حلّاً يا أنظمة   و التُّهَمُ التي تُوَجّهُ إلى هؤلاء الشباب كاذِبَة و كاذبة و لا أساس لها من الصحة ،

هؤلاء يريدون الهجرة إلى بلدان الحرية و العدالة الاجتماعية،  فما العيبُ في ذلك؟ ذلك أنَّ حقوق شريحة واسعة من المجتمعات العربية تعيش تحت خط الفقر رغم أنّ هذه البلدان زاخرةٌ بثرواتٍ طبيعية هائلة من مناجم كثير للذهب و الفضة و النحاس و الفوسفاط و غيرها من المعادن بالإضافة إلى الثروات السمكيّة التي تُصدَّر إلى الدول الأجنبية بأثمانٍ جدّ باهضه ، و لكن عائدات هذه الثروات و هي بالبلايين من الدولارات لا يُعرف مصيرُها، تُنْهَب بطُرُقٍ شيطانيَّة من طَرَف “ثُلَّةٍ” مُنضويَّةٍ تحت لواء الحَصانَة لا تُراقَب و لا تُحاسَبُ ، تُكدِّس هذه الأموال في البنوك الأجنبيّة (سويسرا و بَنَما….) و غيرهما، هذه “الثُّلّة” تعيش حياة الرفاهيّة، قصورٌ فخمة و سيارات فارِهة و فيلّات آية في الرّوْعة و الجَمال بالإضافة إلى اقتناء قصور جدّ فاخرة في البلدان الأجنبية، في اليونان و في المكسيك …

بين الأنهار و البحار و الخِلجان، في أحضان الطبيعة الخلّابة، كلّ هذا من ثروات و خيرات البلدان التي حُرِمتْ شعوبُها منها . متى سَتستَيقِظ هذه الشعوب من سُباتِها العميق للعمل على تغيير هذه الأوضاع المُزرية من خلال الانخراط في العمل السياسي قصد إنشاء نظام ديمقراطي تسود فيه الحربة و العدالة الاجتماعية ، الديمقراطية التي تقتضي إنشاء مؤسسات دستورية حقيقية بعد إعادة صباغة دساتير تُستفتى  حولها الشعوب بكل حرية و شفافية تسهر على إعدادها لجنة من المختصّين النزهاء ، يلي ذلك انتخابات عامة لاختيار أعضاء البرلمان الذي تنبثق عنه حكومة حقيقية تسهر على تنفيذ البرامج و الاستراتيجيات و المخططات      

   هؤلاء الطُّغاةِ الفاسدين المُفسِدين الذي فقَّروا شعوبَهم و جوَّعوها و جهَّلوها ..

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com