دينا عامر عبدالله
يوم 28 نسيان يوم اللواگة العراقية بامتياز
يوم التمرغل بالگياعين وحيّاك يابو حلا هذا الذي قرأته هنا وهناك في بعض الصفحات، وانتظرت اكون آخر من تكتب عن هذا اليوم ومايعنيه بالنسبة لي شخصياً
انا ابنة القومي الناصري الذي لم يكن بعثيّا يوماً ولايوجد في عائلتي من الطرفين بعثي واحد يوحد القائد .
انا ابنة رجل دخل سجن رقم واحد ..
وسجن النهاية في إستضافة اعتى رجال العراق آنذاك ناظم گزار والذي تفنن بتعذيب والدي من قلع اظافره الى حرق حلمة ثديه وكل تهمته انه ضد نظام الرجل الواحد ..
كان قوميّا ناصرياً حتى النخاع ..
يعشق العراق حتى آخر أنفاسه .
انا التي كبرتُ اظنُ ان البعثيين ناسٌ لايتقون الله في عباده ..
شديدي القسوة لارحمة في قلوبهم .
ومع ذلك ورغم تأريخ ابي ..تلقيت التعليم مجانياً حالي حالي ملايين العراقيين..
اشتغلت في اهم وزارة سيادية بالبلد وزارة الخارجية.. وثقوا بي وكانوا فخورين بعملي ويسموني بنت الذيب !!!
لم يطرق احد بابنا يوماً .. ليرهبنا او يطلب منا ماليس في المستطاع …
لم اتعرض يوماً لموقف محرج من اي شخص كان لي تواصل معه بسبب عملي .
لأني من منطقة الكرادة الشرقية كان هناك الكثير من الشيعة كنت اسمع منهم ظلم النظام للتبعية وكيف انه قام بتسفيرهم في ليلة سوداء .
حيث لم اكن موجودة داخل العراق ايامها ولم نعرف شيئاً عما جرى للتبعية الا من خلال ماسمعناه من الناس .
كم سمعت ان القادسية هي تعدي عراقي على حدود الجيران ! وان دخول النظام في حرب مع الكويت كان قراراً دمر العراق ..
وان السجون مليئة بالمظلومين .. وان وان وان وان الخ الخ الخ وتمر السنوات ويدخل العراق الساقطون عام 2003 المشؤوم لتبدأ ضبابية الصورة بالوضوح اكتشفت ان تسفير التبعية كان استحقاقاً وطنياً وقراراً صائباً ونظرة بعيدة المدى لما سيكون من شأنهم لو انهم ظلوا داخل البلد خلايا سرطانية مستعدة للأنفجار تبث سمومها في جسد العراق الواحد .
اكتشفت ان القادسية كانت دفاع عن الأمة العربية ضد مدٍ مذهبي عقائدي بعيد عن الأسلام وعن اي دين آخر وان الجندي لعراقي فدا نفسه ليحمي دول الأمة من شرّ قادم مستطير .
اكتشفت ان حرب الكويت كانت استحقاقاً في عالم لايعترف بالحقوق ..
دولة كانت تمتص نفطنا بعد ان امتصت دمائنا وخاضت في عِرضنا وانها كانت حربٌ مدروسة فكل دولة دافع عنها العراق في المنطقة كان لها دور في خرابه وتدميره . اصبح الجيش العراقي جيشاً يجب الخلاص منه ..
والنظام لابد ان ينتهي !! لسلامة تل ابيب .. وسلامة نظام الخميني ..
وسلامة عروش آل سعود وآل نهيان وآل مكتوم .. كان على العراق ان ينتهي .
وستقولون هذه مبالغة . كان على النظام ان يقبل بشروط دول القرار ليعيش شعبه كما تعيش باقي الشعوب في المنطقة .
وهذا مستحيل ..
طبيعة الشخصية العراقية مختلفة عن الباقين .. الغيرة العراقية لاتشبه الآخرين .
العراقي قبل ان يفكر بالسفر والمتعة ..
يفكر بالحصول على شهادة من جامعة مرموقة . ووظيفة مرموقة تهمه القومية العربية ومهموم بمشاكل الأمة . ناهيك عن موقعه الجغرافي والأرث المعنوي لكل الأديان السماوية وخصوصاً اليهودية .. وثرواته الخرافية .
يجب القضاء على هذا الشعب العروبي .
وعاد التبعية …
في ليلة سوداء محملين بأحقاد عمرها آلاف السنين عادوا حاملين اجندات ومخططات لم تكن تخطر في بال احد منا في اسوء كوابيسه .
عاد التبعية … ليبدأوا فصلاً من اشد الفصول دموية وترويعاً وديكتاتورية مرت بتأريخ البلد او اي بلد آخر . عادوا .. – يشوهون ثوابت الدين – يهدمون مباديء القومية والوطنية في النفوس – يهدرون ثروته الطائلة في تسليح ميليشيات ومافيات تعبث بأمن المنطقة – جعل العراق دولة بلامقومات ولا ركائز ولا قانون – تفكيك البنى التحتية والقضاء على التعليم والزراعة والصناعة – تجهيل المجتمع وتفريغه من الطبقة المثقفة والحرص على افقارها – تقديم الولاء المطلق والطاعة لأيران وتركيا ودول الخليج – هدم آثار البلد بأدخال منظمة ارهابية مدعومة عالمياً – الحكم بنفس طائفي وتكريس الأفكار الطائفية وترسيخها وتهدمت ركائز المجتمع وتغيرت ثوابته وقناعاته واصبحت أرضيته هشة بهشاشة عظام جدتي . وساد فساداً رهيباً .. بعد ان كان قبلة العرب للدراسة في جامعاته اصبح قبلتهم في الملاهي والدعارة والمخدرات .
واصبحت مؤسساته الأمنية من شرطة ومكافحة وامن مخابرات واستخبارات مؤسسات ارهابية تبتز المواطن وتبدع في الأخلال بقوانين السماء قبل قوانين الأرض . وتشكل خط دفاع اول يحمي الفاسدين والمجرمين ويوفر لهم الأمن والأمان وسقطت ورقة التوت عن الغيرة العراقية .. وصار مقياس النجاح والتفوق يعتمد على عدد المليارات التي يختلسها وزير او موظف . سقطت ورقة التوت عن الغيرة العراقية .. عندما اصبحت العاهرة نائبة في البرلمان .. تمتد قوتها وسطوتها من كم عدد الرجال الذين ضاجعتهم امام كاميرات توثق فحشها وفجورها لتتباهى به بعد ان ينتشر بين العامة . سقطت ورقة التوت عن الغيرة العراقية .. عندما اصبح رجل الدين يتاجر بقصص خرافية يشوه فيها الدين فأرتفعت نسب الكفر والألحاد في بلد الأنبياء . واصبحت الطقوس الوثنية معيار ولاء للحاكم الفاسق . تشجيع القيام بالرذيلة عن اي طريق ممكن مرة بأسم الدين ومرة بأسم الحرية ومرة بأسم التطور .. اصبح للشواذ نوادٍ امام اعين الحوزات والمؤسسات الدينية تدعمها بشكل وبآخر وتدفع لممارسة المزيد من الفجور والرذائل .
سقطت ورقة التوت عن الغيرة العراقية .. عندما اصبح هاتف مومس يهدد الدولة ورجالها لما فيه من عهر وليالٍ حمراء سقطت ورقة الغيرة العراقية .. مع سقوط تمثال صدام حسين المجيد الرجل الذي قرأ تأريخنا واستوعبه وفهمه وفهم تماماً ان هذا الشعب لايُحكم الا بالنار والحديد .. شعبٌ متقلب لايستقر على حق … شعبٌ ملوّث بأنساب آتية من شرقٍ ملعون . شعبٌ اثبت للتأريخ انه من اصعب الشعوب . يوم 28 نيسان … يوم ميلاد رجل دخل التأريخ بذكائه الحاد بعنفوانه بغيرته بجبروته بحكمته بدهائه عرف كيف يضبط ايقاع شعبٍ متعدد الأهواء عشوائي .
مع الأسف لم يكن بالأمكان استمراره .. لأنه لم يكن خائن . من عراقية مستقلة عشقت البعث والبعثيين بعد 2003 نفتقدك سيدي
عذراً التعليقات مغلقة