بالأمس سليماني واليوم رئيسي ..وغداً البقية 

29 مايو 2024
    بالأمس سليماني واليوم رئيسي ..وغداً البقية 

  جبار عبد الزهرة

/ كاتب من العراق

عداوة الجانب الامريكي والصهيوني للجمهورية الإسلامية الإيرانية تعود جذورها التاريخية الى اليوم الذي استلم فيه الإمام الخميني السلطة وزمام الأمور في إيران وازاح والى الأبد التابع لأمريكا غير المتبوع شاه ايران رضا بلهوي  لذلك اشتعلت نارحقد في اعماق اصحاب النفوذ والمصالح في منطقة الشرق اللأوسط وفي المقدمة منهم امريكا فإيران غنيمة كبيرة للمصالح الإقتصادية الأمريكية في المنطقة في موقعها الجغرافي المتميز وفي ثراء خيراتها على سطح وباطن ارضها وهذا هو اساس ستراتيجة الإستعمار بعيدة المدى الطمع بميزة الموقع الجغرافي وتوظيفه لخدمة النفوذ والإستحواذ على خيرات دول العالم الثالث0

وبخصوص الحادث الجوي الذي تعرضت له الطائرة المروحية التي كانت تقل الرئيس الايراني إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين عبد اللهيان وآخرون والذي اودى بحياتهم ، قام احدهم بعرض فيديو لطائرة الرئيس الإيراني كانت الأجواء فيه صافية ولا يوجد غيوم ولا ضباب وكانت الاجواء جيدة وكان مدرى الرؤيا يصل الى نسبة 100% فانارغم كبرسني ورداءة نظاراتي كنت رايت بكل وضوح الرئيس الايراني وامام الجمعة ووزير الخارجية عبداللهيان اللهيان كما رايت عندما تحولت الكامرة نحو تصوير الخارج من داخل الطائرة رايت المناظر الأرضية بكل وضوح وبيان ورايت الطائرة عندما صورتها احدى الطائرات الأخرى التي كانت معها من الخارج وهي تحلق بانسيابية وسلام في الجو 0

لذا يساورني الشك بان هناك حادث مدبر قد قامت به إمّا أمريكاأاو إسرائيل او الإثنين معاً وهو امر مرجح للغاية فاسرائيل متمرسة في عمليات الإغتيال للشخصيات التي تشكل خطرا على وجود كيانها العنصري المتطرف وتهدد امنها القومي ، ولكنها قلَّما تعلن عن مسؤوليتها عن أي حاث في اطار تصفية الخصوم ، اما امريكا فهي ايضا موقفها من النظام الإيراني الحاكم هو موقف مشحون بالكراهية والمخاوف من وصولها الى إنتاج القنبلة الذرية وهي تنفذ أي عمل ضد اية شخصية ايرانية مهمة وبارزة في إطار النسق السياسي مثل ابراهيم رئيسي اوالنسق العلمي مثل عالم الذرة (محسن فخري زادة)  او النسق العسكري مثل (الجنرال قاسم سليماني)0

على امل ان اغتيال هذه الشخصية يساهم بدرجة ما في تعطيل او شل أي مشروع يهدد المصالح الأمريكية ونفوذها في المنطقة وكما ويهدد الأمن القومي لأسرائيل وهو الأولوية القصوى في برنامج وخطط الدفاع الخارجي عن اهداف امريكا ووجودها الإحتلالي او العولمي في دول العالم الثالث   0

وهذا ما اكدته  الرئاسة الإيرانية بقولها: كانت الظروف طبيعية وعادية تمامًا ولم يكن هناك أي موقف صعب ، وعززه رئيس مكتب الرئاسة الإيرانية غلام حسين إسماعيلي في تصريحات للتلفزيون الرسمي الإيراني، الثلاثاء، أنه كان في إحدى المروحيات الثلاث التي تقل المسؤولين الإيرانيين، وأن الرئيس والوفد المرافق له كانوا في مروحية أخرى.0

وأشار إسماعيلي إلى إن الطقس كان صافيًا عند انطلاق الرحلة، وتوجهوا مباشرة نحو مدينة تبريز من مكان السد الذي افتتحوه0

وهذا ما يرجح كفة ان الرئيس الإيراني قد تعرض لعملية اغتيال مدبرة ومحسوبة بدقة من قبل الإدارة الأمريكية بسبب المشكلة الشائكة والمعقدة والماثلة دون الوصول الى حل لها من طريق التفاوض غير المباشر من قبل الطرفين في واشنطن وطهران المتعلقة بالمفاعل النووي الإيراني او في طار الرد الإسرائيلي على الهجوم الأيراني الأخيرعلى الأرض المحتلة فرئيس الجمهورية له دور في ذلك الهجوم بحكم موقعه السياسي المتقدم 0

وهذا ما ستكشف عنه الأيام القادمة رغم ان السلطات الإيرانية اكدت ان طائرة الرئيس تعرضت لعطب فني مما ادى الى سقوطها واستشهاد من كان على متنها ، ولكن يبقى ان السياسة الخارجية الأمريكية وطبيعة الكيان الصهيوني العنصرية لا تسمحان بالتطاول عليهما وعلى الأخص ان امريكا لا يمكن ان تغفر لأيران تطاولها عليها في دعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمختلف انواع الطائرات المسيرة التي تستخدمها روسيا الى اليوم في مهاجمة اهداف اوكرانيَّة داخل اراضيها وهذا يشكل بدوره تحد غير مقبول وغي مسبوق للموقف الأمريكي الداعم لأوكرانيا ضد روسيا0

ووفق تقديري لقد اغتالت امريكا الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي ووزيرخارجيته حسين عبد اللهيان لأنهما دخلا في مفاوضات مع روسيا ادت بالمحصلة الى ولادة اتفاقيات للتعاون بين البلدين والى قيام ايران بتزويد روسيا بالطائرات المسيرة بشكل غير محدود والحقتهما بقاسم سليماني وابي مهدي المهندس الذين كانا يقفان الى جانب المقاومة الفلسطينية ويقدمان لها الدعم المادي والمالي واللوجستي لتمكينها من الوقوف بوجه اسرائيل حتى ذهب البعض الى القول ان عملية طوفان الأقصى كانت بتحريض ودعم كبيرين من ايران 0  

ولا بد لي هنا في النهاية وبخصوص كشف حقيقة وملابسات الحادث وتداعياته ان اشير الى قول العرب  (الأيام حبلى تلد العجائب ) 0 

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    الاخبار العاجلة
    WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com