محمد شاكر
شاعر من المغرب
كنتُ هُـناك…
بالأمس كنتُ هناك،
وكأنّي لمْ أُغادر مُؤانَسةَ (جَبَل وَحيد)؛
أيْنَما وَلَّيْتَ وجْهك،
تُلْفيهِ يَترَصَّدُ َأحْوال المدينة .
كأنِّي لم أَشْهَدْ في الصَّباحاتِ البعيدة،
عِنادَ (جُرْحٍ أخضر)؛
يَشُقُّ نَزْفُهُ حَنايا الْجِبال
في عَرْضِ الواحَة..
حالَ لوْنُهُ،
واعْتَراهُ الرَّماد.
ما عادَ يَنْداحُ في تيهِ الصَّحراء،.
بِفائِض خُضٰرةٍ،
وعَراجينِ بَلَحْ .
بالأمْس كنتُ هناك ،
وكأنًَ هِجْرتي
لمْ تَكنْ سِوى غَفْوةِ طِفْل ،
تَنَبَّه بَعْدها،
إلى رقْصِ نَخْلاتٍ فارِهات،
في عُرْسِ الواحَة.
وشَقْشقاتِ طيْر،
تتَصادى بِحَفيفِ السَّعَفات..
ومَسارِبَ..
خَطًَها السَّعْيُ الدَّؤوبُ،
تُفْضي إِلى بهْجَة الأَساطير ،
وانْتِعاشِ الْخُرافَة..في الأَمْداءِ.
مكناس
06.05.2024.
القصيدة خاصة لصحيفة قريش -ملحق ثقافات واداب -لندن
عذراً التعليقات مغلقة