محمد شاكر
شاعر من المغرب
قال لي:
هو زادٌ لا يَكفي وحْشة الطريق
وخذلانَ الرفيق.
قلتُ: آخيْتُ الوحشة بالْخذلان ،
ولا أَسْوَأ مما كان.
لم أَخسرْ جوهرَ العمر؛
ما زالَتْ معي كلماتي،
وذاكرة حُبلى بِثَراء السِّحر؛
نَتجادبُ أطرافَ الحُلم،
في ليالي الْقَرِّ.
لا عشيرة لي..
ولا أعرفُ كيف أمشي في قَطيع،
يَتعثَّر بأذيال فحْلٍ ثَخين.
لا عشيرة لي،
ولا يَضعُف إيماني بِوحْدي؛
وإنْ تبادلتُ الكلامَ بيني ،وبيني.
أَسْتدرج بُؤسَ الكلمات،
أنْفخُ فيها ضوءَ الأمل؛
يَنْذَرف دمعُ الإيحاء،
ولا نَشيجَ للمعنى.
أبحثُ في مُتلاشِيات البيت،
عن رَميم ذكرى،
تُشعل فانوسَ الخيال؛
تُبْقي على طمأنينة القلب.
ربَّما لنْ أرُصَّ حِجارة العُمر،
كما كانتْ في سالِف المِعْمار؛
ولن أكونَ بـِشُرفة أصيلَة.
أقرعُ بابا يُصادفُ ذاكرتي،
في ضيْق الوقت؛
لَعلي أنْجو مِن عَرائي.
فَتحْدجُني أبوابٌ شتـَّى،
على قارعة العُمر،
بنظرة مِن عِتاب.
هلْ أغْشى كلَّ بابٍ،
يحْفظُ بعْضي،
كيْ أعودَ أحْلامًا مَكسورة الجَناح؛
مَفقوءَة الومْضِ. .؟
وأنا أضعْتُ مِفتاحَ الأنـْساب.
أريد أن أعرف، كيف كنت في سالف الوضوح؛
قبل أنْ تَسْتغرقني تجاعيدُ النسيان.
ما أقْفر المكانَ،
بلا ذاكرة،تُشعل ضوء الخطو؛
تمشي الروحُ فيه،
بِوافر الأمان.
ما زلتُ أسْتظهرُ أحْلاما،
حتى لا أعٰلم، بعد عِلم ،
بعضا من أحراش الذاكرة.
ما أصعْب التِّيه بين أنْقاض ذاكرة،
بلا بوصلة،
ولا حنين.
أشياءٌ كثيرة
أمستْ كَعصْفٍ مأكول،
في الذاكرة.
من يُرْجِعُها سيرتها الأولى..؟
القصيدة خاصة لصحيفة قريش -ملحق ثقافات واداب -لندن.
عذراً التعليقات مغلقة