بغداد -ابو زينب المحمداوي -قريش:
تتكشف يوما بعد اخر صفحات الفساد التي حوتها مشاريع نالت دعاية حكومية كبيرة في واقع حال متواضع واحيانا مزرٍ من الخدمات والتنفيذ والصيانة ، فقد
أثار تصريح رجل أعمال عراقي لغطًا كبيرًا حول فساد مشاريع المجسرات في بغداد، بعدما كشف أنه زار موقعًا لمشروع تنفذه شركة أوكرانية، لكنه لم يجد سوى عمال عراقيين من العرب والأكراد، وتزامن ذلك مع تصريح وزير الإسكان بنكين ريكاني المثير للجدل والسخرية بين العراقيين بقوله إن المجسرات تتعرض للتخريب، بعد أن نشرت وسائل إعلام وتواصل اجتماعي معلومات عن عدم متانة هذه المشاريع، وأنها أنجزت بطريقة فاسدة وشكلية، وبنوعيات رديئة من حيث المواد وجودة العمل.
وقال عراقيون إن ريكاني وبدعم من رئيس الوزراء محمد السوداني يغطي على الفساد والعمولات التي يتقاضاها من الشركات المنفذة لهذه المشاريع، متهمين إياه بإدارة شبكة من المقاولين المستفيدين من العلاقات الحكومية والحزبية.
وكشف مصدر مطلع على أعمال المشاريع أن التكلفة الهائلة للمجسرات تفوق قيمتها الأصلية بكثير، حيث يتم توزيع المال المرصود على الأحزاب والفصائل المسلحة التي تتخادم مع السوداني، الذي يوفر لها المال مقابل البقاء في منصبه.
وتتحدث معلومات من مصادر رصينة عن أن مجسر قرطبة كلف الدولة نحو 108 مليار دينار، بعد أن أعلنت الحكومة أن كلفته 41 مليار دينار فقط. ووفقًا للمصادر المطلعة، فإن الفروقات المالية الهائلة في كل المشاريع تذهب إلى بنوك الأحزاب والفصائل والسوداني، نفسه.
وتكشف هذه المعلومات عن مستوى الفساد الكبير الذي يشوب مشاريع البنية التحتية في العراق، حيث يتم تضخيم التكاليف بشكل جنوني، ويتم تحويل الأموال إلى جهات سياسية وميليشيات مسلحة، على حساب جودة المشاريع وخدمة المواطن العراقي.
وكشف مصدر مطلع عن أن السوداني ينسق مع وزير الإسكان في منح المقاولات لأقربائهما ومقاولين فاسدين يمتلكون شركات وهمية مسجلة على أنها أجنبية، في حين أنها شركات لعراقيين مقيمين خارج البلاد يمثلون السوداني وريكاني والسياسيين المتنفذين الآخرين، وقادة الفصائل.
وفي إشارة إلى فساد مشاريع المجسرات وكونها باباً لسرقة المال العام، يستذكر العراقيون فضيحة مالية تورطت فيها سيارات فاخرة ومبالغ مالية هائلة، حيث قامت الفرقة الخاصة التابعة للمنطقة الخضراء، الشهر الماضي، بالقبض على سيارة من نوع كاديلاك تحمل مبلغ 5 مليار دينار عراقي، في حين نجحت سيارة أخرى من نوع تاهو سوداء في الهروب وكانت تحمل مبلغ 4 مليار دينار عراقي.
وتبين أن السيارة التي تم القبض عليها تابعة لحماية وزير الإسكان بنكين ريكاني. وفي تصريح للوزير بعد اكتشاف الأمر، قال إن هذه الأموال كانت مخصصة لمشروع خدمي جديد في بغداد. وفي تبرير غريب، زعم الوزير أن تسليم المبلغ كان يجب أن يحدث صباحاً بدلاً من المساء، ما أثار تساؤلات حول طبيعة هذا الإجراء الغامض.
وتعتقد قوى الإطار التنسيقي أن مشاريع المجسرات وسيلة جيدة للترويج لحكومتها على أنها إنجازات، فضلاً عن كونها الوسيلة الناجحة لنهب المال العام بطريقة مشرعنة.
عذراً التعليقات مغلقة