المعبد المُذهّب والقبر المنسي: المفارقات من ياس خضر الى تيار الصدر

6 يوليو 2024
Screenshot
Screenshot

سؤدد نضال المياحي

كاتبة مقيمة في فنلندا

في قلب العراق النابض بالتاريخ والحضارات، تجلى واقع مرير يتناقض مع ما صنعته أيادي المبدعين وأفكار العظماء. هنا، في هذا المجتمع الغيبي، يُخلَق الأبطال من سراب، وتُنسَج الأساطير حول رجال لم يقدموا للحياة شيئاً سوى مؤلفات ملؤها الفتنة والخرافات. بين هؤلاء الأبطال الوهميين، يتوارى عن الأنظار أصحاب الإنجازات الحقيقية الذين شكلوا بإنجازاتهم صروحاً شامخة من العلم والإبداع.

تأمل، مثلاً، حال أديسون لو كان بين العراقيين. لا شك أن مصيره سيكون النبذ والتجاهل، بينما يُبنى القصور الفاخرة لأولئك الذين ينشرون الظلام ويخدعون العقول. وفي حين تظل قبور هؤلاء المخترعين مهملة وسط القمامة والزبالة، تبرز معابد مذهبة تُشاد بملايين الدولارات تكريماً لرجال لم يجلبوا سوى الوهم والأساطير.

خذ مثالاً آخر من واقعنا المؤلم: ياس خضر، المطرب الذي أمتع العراقيين لعقود بألحانه العذبة وكلماته الشاعرية، تجد قبره مهجوراً، تتراكم حوله القاذورات ولا يزوره سوى أفراد أسرته القلائل. وعلى الجانب الآخر، تجد الآلاف يتقاطرون لزيارة قبور أولياء نصبوا أنفسهم مقدسين، ليس لهم من الإنجازات سوى كتب مليئة بالخرافات التي تعمي العقول وتنشر الجهل.

وها هو علي الوردي، المفكر الذي قدم تحليلات علمية دقيقة للبنية الاجتماعية العراقية، يُركن قبره في جامع في بغداد، ومع توسع الجامعة، أُهمل وتهمش، وربما يُزال قبره يوماً ما. هذا المفكر، الذي كتب عن المجتمع العراقي وفهمه بعمق، يُنسى ويُهمش، بينما يبقى المتصدرون هم وعاظ الدجل والخرافات.

امّا وزير الثقافة احمد الفكاك المعني بالحفاظ على التراث الفني والثقافي فنراه دائحاً يتخبط ذات اليمين وذات اليسار.

إن هذا التقديس الأعمى لأصحاب الخرافات والتجاهل المتعمد لأصحاب العلم والإبداع يشكلان ظاهرة مؤسفة في مجتمعنا. نحن نغرق في عقد التاريخ وننقب فيه كل يوم، ولكن بدلاً من أن نلتقط منه المفيد والدافع للحياة والحب، نغرق في الكراهية والحقد.

إن عظماء العراق من المنتجين العلميين والمهنيين والأكاديميين، تندثر أسماؤهم في زوايا النسيان، بينما تتصدر مشهدنا قبب مذهبة وهياكل عظيمة لأبطال وهميين، بطولاتهم معدومة وإن وجدت فهي مجرد أساطير لا تمت إلى الواقع بصلة.

كم نحن بحاجة إلى أن نعيد النظر في قيمنا، أن نكرم من يستحق التكريم، وأن نرفع من شأن من جلبوا النور إلى حياتنا بدلاً من أولئك الذين يبثون الظلام، عسى أن نخرج يوماً من غياهب الجهل ونقف على أرضية صلبة من العلم والمعرفة، محيين ذكرى عظمائنا الحقيقيين.

٠٠٠

العراقيون بعد تحول بلادهم الى ارض سائبة ،يصنعون لأنفسهم امجادا خرافية على إنجازات وهمية لاشخاص

ويتركون أصحاب الإنجازات الحقيقية الشاخصة..

مجتمع غيبي يمجد رجالا لم يفعلوا شيئا سوى انهم نصبوا انفسهم أئمة ووعاظا وأصحاب بدع لم يرفدوا الحياة بالمفيد

سوى مؤلفات الفتنة والاساطير والخرافات..

لو عاش اديسون بينهم لنبوذه وامنوا بمن ينشر الظلام بينهم وبنوا له القصر الشاهق.

امّا قبر اديسون فستراه بينهم وسط القمامة والزبالة

خذ مثالا على ذلك المطرب ياس خضر وعلي الوردي…

ياس خطر مطرب مخضرم متع العراقيين لعقود بالطرب الأصيل، والكلمة الشاعرية والحزن الجميل لكنك ترى قبره

وسط القمامة والقاذورات ولايزوره احد سوى افراد اسرته

في حين تجد العراقيين يزورون افواجا أشخاصا نصبوا انفسهم أولياء مقدسين بنيت لهم المعابد المذهبة بملايين الدولارات.

ولو نظرت الى سيرتهم ما وجدت إنجازا واختراعا ينتفع منه الناس

شعب غارق في عقد التاريخ، ينبش فيه كل يوم ، وياليته يلتقط المفيد والمثمر والدافع الى الحياة والحب بل الى الكراهية والحقد .

علي الوردي يركن قبره في جامع في بغداد ومع توسعه الجامعة تم تهميشه خارج السياج، وربما يزال بعد حين وهو الذي كتب في المجتمع العراقي وحلل البنية الاجتماعية في كتب تحليل مهنية وعلمية.

كل عظماء العراق المنتجين العلميين المهنيين الاكاديميين، ينمحي ذكرهم والبقاء فقط لوعاظ الدجل والتدليس والتدين الكاذب والخرافات والخزعبلات الذين شيدت لهم القبب المذهبة والهياكل العظيمة ، فيما بطولاتهم معدومة ، وان وجدت فهي اساطير وخرافات،  لا تمت الى الواقع بصلة

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    الاخبار العاجلة
    WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com