سفير عربي في باريس: حكومة العراق تريد فرض مشكلاتها الطائفية على اليونسكو- نص وثيقة

23 يوليو 2024
سفير عربي في باريس: حكومة العراق تريد فرض مشكلاتها الطائفية على اليونسكو- نص وثيقة

باريس – خاص لـ”قريش”:

سخرية عارمة تخللتها نكات مفرطة للضحك مختلطة بأسف ومرارة وسخط ابداها سفراء دول عدة في اروقة اليونسكو وفي مجالس دبلوماسية مختلفة في باريس على ما آلت اليه الاوضاع في العراق ، وكيف تنظر حكومة ذلك البلد العربي الى التعامل الدولي لاسيما في الملفات الراقية الخاصة بالثقافة والعلوم والفنون ، واصل الحكاية كانت حين

عينت بغداد مطلع شهر حزيران 2024 ممثلاً دائماً لها لدى منظمة اليونسكو في باريس يدعى أسعد تركي سواري، غير معروف في الوسط الدبلوماسي العراقي. وقالت هذه المصادر إن سواري يحمل شهادة الدكتوراه، فيما أكدت مصادر في وزارة التعليم العالي في بغداد أنه تعين منذ تسعة أشهر فقط كأستاذ في إحدى الجامعات الأهلية العراقية. سواري، المرتبط بميليشيا عصائب أهل الحق المحسوبة على إيران، استهل عمله الدبلوماسي، حتى قبل تقديم أوراق اعتماده، بتوجيه مذكرة رسمية إلى الممثلين الدائمين للدول العربية لدى منظمة اليونسكو يدعوهم فيها إلى مطالبة المنظمة بتخصيص عطلة رسمية للأعياد الاسلامية ومنها عيد الغدير.

اسعد تركي سواري

وقد تفاجأ الدبلوماسيون العرب بفحوى الرسالة لأن العديد منهم لم يسمع بعيد الغدير أساساً، لا سيما أن هذا العيد شرعه البرلمان العراقي قبل بضعة أيام من اصدار المذكرة نفسها. كما أن ما أثار استياء السفراء العرب هو أن السفير العراقي طالب العرب بتخصيص عطلة يومين لكل مناسبة إسلامية زاعماً أن ذلك يعود  إلى “الاختلاف في تحديد يوم العطلة الرسمية الناجم عن الاختلاف في رؤية الهلال”.

رأى السفراء العرب في الرسالة تكريساً للخلافات الطائفية التي يضطرب بها العراق، حيث ذكر أحد السفراء العرب لمراسلنا: “لدينا ما يكفينا من الخلافات في بلداننا، ولا نريد استيراد الصراعات الطائفية التي يضطرب بها العراق وتؤخر التحاقه بركب الأمم، وتهدد بانفجاره”. دبلوماسي عربي آخر ذو توجه عروبي ومحب لأرث العراق، فضل أن ينصح السفير العراقي بسحب رسالته لأن العرب لن يقبلوا بها فهي تجسد الخلافات القائمة في العراق على اصغر المسائل ومن بينها الخلاف بين المراجع الشيعية في إيران والأوساط السنية في العراق على الاتفاق على يوم محدد للاحتفالات الدينية.

وقال سفير اسيوي كان متعجبا مما يسمع انّ ايران نفسها لم تقدم على هذه الطروحات ، متسائلا ان كان هناك سفراء للولي الفقيه عبر العراق في اليونسكو والايسيسكو والمنظمات الدولية .

إلى ذلك، ذكر دبلوماسي عربي بغضب أن سفير العراق يطالب الدبلوماسيين العرب فرض عطلة دينية شيعية مشكوك بصحتها في حين أن طائفته لا تمثل سوى 9-11 بالمائة من المسلمين في العالم. وبخصوص عيد الغدير، فقد سخر العديد من الدبلوماسيين العرب من المذكرة العراقية قائلين كيف نوافق على الاحتفال بعيد يكفرنا ويشتم آل بيت الرسول (ص) وصحابته الميامين وينفي حقبة خلافة ثلاثة خلفاء اسسوا مشروع الحضارة العربية الاسلامية الذي من المفترض ان دولنا لا تزال تمثله عبر تطور الثقافة العربية اليوم. يذكر أن السفير سواري له بعض المقالات المنشورة في مواقع اخبارية مقربة من إيران تكيل الانتقادات والذم لتاريخ العراق العربي، وتمجد الزعيم الايراني الراحل آية الله الخميني.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    الاخبار العاجلة
    WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com