جبار عبد الزهرة
– كاتب من العراق
حرب طاحنة اهلية وداخلية تدور رحاها منذ ( 15/ ابريل / 2023م ) بين قطبين عسكريين كبيرين وقد خلفت لحد الآن اكثر من 11الف قتيل واكثر من 12الف جريح و6ملايين نازح ولا توجد اية بارقة انفراجة لها لأنها حرب اهواء واهداف شخصية وعداوات فئوية وذاتية دخلت فيها حتى الرغبات والتأثيرات العشائرية والقبلية وهنا تكمن صعوبة إيجاد حل لها اقليمي او دولي فدائما ما تتصف الأهداف الشخصية والقبلية بالتزمت والتعنت بربطها بعوامل العيب على ابناء القبيلة بالإستسلام للغير فاهانة القبيلة غير مقبولة ولا بد من الثأر لها وهذه الأفكار والتقاليد موجودة في أية دولة فيها نسب عائلية من القبائل والعشائر في تركيبتها السكانية مثل العراق والأردن وغيرها 0
لذلك في رايي ان هناك سبب خفي وجوهري يخص الإنتماء القبلي الذي يخص الفرقاء اضافة الى عوامل الطمع في حيازة السلطة مختف في اعماق قائدي كل واحد من قادة الحرب هولا يظهره متوجسا خيفة ربما من الداخل السوداني او من المجتمع الدولي او القوى البيروقراطية الأخرى التي تتدخل من جانب انساني لإيقاف الحرب هذا العامل هو خوف كل واحد منهما من تهمة تترصده في هذه الحرب فالفريق الركن عبد الفتاح البرهان واجده اكثر خوفا من الفريق محمد حمدان دقلوا بسبب لقائه مع المسؤولين الصهاينة عندما كان رئيسا لمجلس السيادة ايام حمدوك وخوفه ليس من الميدان البيروقراطي وانما من الشعب السوداني الذي يرفض أي تقارب من قبل أي مسؤول سوداني مع دولة الاحتلال مهما كان حجمه او وزنه ودوره في العلاقات الثنائية التي قد يتوصل اليها البلدين في اطار التطبيع لذلك اراه يماطل لأطالة امد الحرب ربما بحثا عن مخرج ينقذه من ورطته الدبلوماسية مع اسرائيل ويلغي نصيبه غير المرغوب فيه في اشعال نار الحرب التي دمرت السودان شعبا وارضا ونشرت الرعب بين الناس وقادت البلاد الى حالة من الفوضى العارمة التي لا يوجد افق دولي او اقليمي لوضع حد لها 0
وكذلك الفريق حميدتي الذي استغل الحرب الدائرة وانشغال كل فرد من الشعب السوداني في توفير الأمن له ولأسرته من آثارها المدمرة والذي تمكن من تسخير القتال لمنافعه الشخصية من طريق الإستيلاء على معظم مناجم الذهب السوداني وهذا ما يفسر دعم الامارات العربية له فهي دولة مشهورة بغسيل الأموال غير المشروعة وقناطير الذهب المنهوبة من خيرات الشعوب ومنحها شرعية التداول في الشراء والبيع والصرف بين دول العالم 0
لذلك كثيرا ما تتهم الحكومة السودانية المتوافق مع الجيش الإمارات العربية المتحدة بدعم قوات الدعم السريع ومنها ما كان على مستوى مجلس الأمن بين ممثلي البلدين الدائمين في مجلس الأمن 0
لكن لا يعدم المرء ان يتوصل الطرفان المتنازعان الى حل من خلال منفذ تواصل مباحثات جنيف للسلام بشأن السودان في ظل غياب وفد يمثل الحكومة السودانية التي اشترطت تنفيذ إعلان جدة الموقع في مايو/ أيار العام الماضي (2024م) وإبعاد دولة الإمارات المتحدة قبيل انخراطها في تفاوض وهو امر من السهل تنفيذه من قبل المعنيين بامور المفاوضات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وذلك لضمان حضورها ومشاركتها في المباحثات الجارية والمستقبلية لضمان ايقاف هذه الحرب الأهلية التي الحقت اضرارا بسكان السودان بالبنية التحتية له
عذراً التعليقات مغلقة