رواية سادسة للكاتب الأردني هزاع البراري

12 أغسطس 2024
رواية سادسة للكاتب الأردني هزاع البراري

بيروت- قريش

رواية ” البحر الأبيض المتوسط”

صدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت، الرواية السادسة للروائي والمسرحي الأردني هزاع البراري، والتي تقع في 256 صفحة، والرواية ترصد التحولات والتشوهات والإنكسارات الفردية والمجتمعية منذ ما سمّي ” الربيع العربي” وتنتهي أحداث الرواية مع وقوع زلزال تركيا المدمر، إذن هي بين زلزالين كبيرين، إذ تتجول الشخصيات في حوض البحر الأبيض المتوسط الشرقي منه والجنوبي بشكل أساسي، ليمتد مسرح الرواية على رقعة واسعة من شواطيء البحر الأبيض، وتقع هذه الشخصيات تحت نتائج تحولات جذرية وإنكسارات غائرة في الذات الفردية والجمعية، مستجيبة بذلك لحالة التشظي الكبرى التي عانت منها المنطقة، من ويلات حروب محلية وإقليمية لا تتوقف.

ترصد الرواية من خلال شخوصها ما يجري في المكان والزمان، وأثر كل هذه الاهتراءات التي أصابت إنسان منطقة حوض البحر الأبيض خاصة البلدان العربية، وتكشفا جزءا من تراكمات حالة الخذلان العامة، وغياب البوصلة في عدد من المفاصل المؤثرة، وكأن قدرا فجائعيا يلاحق هذه الشطآن ويدفع بسكانها لمكابدة موت مستمر يأتي بأشكال وطرائق مختلفة، وكأن أمواج البحر تصيب اليابسة بعدوى الاهتزاز وعدم الاستقرا الذي تجلى بواقع الشخصيات، وحالة العطب التي أصابت أحلامها وفتت أماكنها وشظت زمنها، فتواصل المسير في حالة من اللايقين.

الرواية تنتصر للحالة الإنسانية/ المجتمعية بعيدا عن السياسة وتعقيداتها ومنعطفاتها الكثيرة، فيكون الفرد / المجتمع هو البطل الحقيقي، وصاحب الحضور الطاغي في الرواية. كما أن تاريخ الشخصي لعدد من هذه الشخصيات يستدعي مفاصل مهمة من تاريخ المنطقة منذ نكبة 1948 ونكسة 1967 وأحداثا من الحرب اللبنانية منذ أواخر عقد سبعينات القرن الماضي، فالشخصيات والأحداث تتحرك عموديا أو أفقيا وتؤشر بارتجاف نحو المستقبل القريب، هي التحولات الكبرى التي ألقت بظلالها على البحر الأبيض فبدل أن يستفحل فيه البياض، بدأ يكتسي باللون الأسود وكأنه خزان عملاق للفحم المذاب.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    الاخبار العاجلة
    WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com