هي الدار .. قصيدة الشاعر المغربي محمد شاكر

28 أغسطس 2024
هي الدار .. قصيدة الشاعر المغربي محمد شاكر

محمد شاكر

شاعر من الغرب

                                                           ———–

هِي الدّارُ..

حَدّثَني أَبي عنْها،

ليْلةَ خوْفٍ مِنْ أنٰ يُشرِّدنا صاحبُ الدّار؛

وأضاعَ المِفْتاحَ على عَتَباِت الحُلمِ.

هَي الدَّار ُ..

أَوْرَثتْني فزَعَ الإِفْراغ،والنُّزوح،

 في طَراوَة الأُلفَة،

واسْتِطابة المَقام.

هِي الدَّار ُمِن طفولةٍ بعيدة، تَبدَّتْ لي،

مِن خَشَبٓ عامِر بالخُرافَة؛

واسْتَحالتْ لَبِناتٍ،

 ضاقتْ باسْتِهاماتي.

هيَ الدّار..

“إِرَمُ “التِّي لَمْ يَسْمُق بَعْدُ عِمادُها؛

 لا تُرى عَلى مَشارفِ الْهَرم ؛

لِمنْ أرَّقَه الشَّوقُ عِنْد بابِ الرَّجاء.

هِيَّ الدّار..

أحْسَبُها كُلَّ الدُّور التي أَمُر بها،

 ولا تَفْسَح لي بابًا؛

لا تُوقِفُني عَلى ذِكرى، 

ألوذُ بِها وأَطْمئِنّ إِلى سَكَني.

هي الدِّار

قدْ لا تُشبهني لكنِّي أُمَوِّجُ مَراياها،

لَعلّي أنْداحُ على شُرفةٍ، 

أوْ سَرير..

أنْجو مِن لُجِّة الْعَراء.

هي الدار لا ترسو على مستقر

شرذمتني العناوين 

حتى لكأني بلا موضع

يؤمن استراحة الأحلام.

هي الدار 

من ذكرني بها في عرائي 

وأنا غافل

 أقبس من فيء روحي ،

وطنا في التيه..؟

هي الدار 

كأن لا دار في غزارة المفاتيح

تدار كل حين في غرابة الأذبواب

 وبؤس معابر.

هي الدار تسكنني ولا أسكنها 

أفتح شرفة الروح

لعلها تفرج شرفتها 

وأراني أطل من داخلها

كأي مقيم في البلد.

هي الدار ..

تنأى كلما سعيت إليها برغبة قصوى 

تومض في الغياب 

صورة على شاشة التلفاز.

هي الدار ..

 لكني لاأدخلها إلا ممتطيا صهوة الخيال

 أجوب بيوتا بلا صرير ولا اصطفاق 

وأكر إلى عرائي.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com