عبد النبي بزاز

ـ قاص من المغرب
نادلة المقهى الجديدة شدت انتباهه ، وحركت مشاعره . بادرته بابتسامة عريضة وساحرة . سارعت إلى خدمته بلطف . لا يعرف كيف انجر لمجاراتها في حديث ، وإن كان مقتضبا ، حسب ما تتاح من فرص تستلها من زحمة الشغل وضغطه . تجلس قربه متى سنحت الظروف بذلك . تعرف على خصوصيات حياتها . مطلقة بطفل في الرابعة من عمره . تقوم بأي عمل شريف لإعالة ابنها ووالدتها الأرملة . هي في عقدها الثالث وهو أعزب في عقده الخامس . اتفقا على الزواج بعد تقارب عاطفي سرعان ما نما وتطور إلا أنه ما فتئ يفتر مع اقتراب موعد عقد القران لتداهمه فكرة التراجع عن زواج تسرع في الانسياق وراءه إلا أنه حوصر بسيل من أسئلة طوقت ذهنه ووجدانه : كيف يتخلف عن موعد حاسم التزم به ؟ ما تأثير ذلك على نفسية سعاد ، وما يمكن أن يسببه لها من صدمة وإحباط ؟ هل يمكن أن ينهي موضوعا بهذه القيمة والأهمية باعتذار بسيط ؟ انغمس في تفكير شاق ومضن للبحث عن مخرجات ورطة وقع في حبالها بدافع التسرع وسوء التقدير.
عذراً التعليقات مغلقة