أَحَدُهُم… “ شعر” نَشوَانُ عزيز عَمَّانوئيل

6 ديسمبر 2024
أَحَدُهُم… “ شعر” نَشوَانُ عزيز عَمَّانوئيل

أَحَدُهُم

نَشْوَانُ عَزِيزٌ عَمَّانُوئِيل

سْتُوكْهُولْمُ

٢٠٢٤

دِيسِمْبَر

أَحَدُهُم

مِثْلَ فَرَاشَةٍ

أَطِيرُ فِي عَالَمٍ

يَغْرَقُ فِي السُّبَاتِ،

أَوْ كَغَيْمَةٍ رَاحِلَةٍ

عَنْ غَابَةِ سَمَاوَاتِي

أَعِيشُ، بِلَا مَعْنًى،

بِلَا قَدَرٍ.

أَبْحَثُ عَنْ ذَاتِي

فِي مِرْآةٍ مَكْسُورَةٍ.

أَنَا الَّذِي… دُونَ اسْمٍ

أَوْ عُنْوَانٍ

أَتَجَوَّلُ

عَلَى حَافَّةِ الصَّمْتِ.

فِي خَوَارِزْمِيَّاتِ الشَّبَكَةِ الْعَنْكَبُوتِيَّةِ

وَمَتَاهَاتِ الدَّهْشَةِ

يَرْتَدِي الْعَالَمُ كُلَّ الْأَقْنِعَةِ.

عَالَمُ الْمَكَائِنِ الْبَشَرِيَّةِ

وَتَمَاثِيلُ الْأَزْيَاءِ،

وَصَوْتِي

يَذْوِي بَعِيدًا

كَأُغْنِيَةٍ حَزِينَةٍ

أَوْ قُبْلَةٍ

سَقَطَتْ مِنْ حَقِيبَتِي

وَأَنَا أَمْشِي

صَوْبَ أَزِقَّةِ اللَّامَكَانِ.

هه!

أَنَا… قَدْ نَسِيتُ.

أَنَا مُجَرَّدُ لَا أَحَد…

فَقَطْ…

لَا أَحَد.

أَحَدُهُم… لَيْسَ إِلَّا…

فِي أَزِقَّةِ سْتُوكْهُولْمَ الْبَارِدَةِ

وَصَدَى مِتْرُو الْأَنْفَاقِ

يَتَسَلَّلُ الْحَنِينُ،

مِثْلَ الصَّدَى فِي الْفَرَاغَاتِ الْمُزَيَّفَةِ

أَوْ مِثْلَ ثُقُوبٍ فِي ذَاكِرَةٍ مَنْسِيَّةٍ.

كُلُّ الْأَشْيَاءِ 

هِيَ دَائِمًا…

ذَاتُهَا كُلُّ الْأَشْيَاءِ.

بَارِدَةٌ… رَتِيبَةٌ…

خَاوِيَةٌ

كَخُطُوَاتٍ

فَوْقَ ظِلَالِ الْعَدَمِ.

أَدُورُ حَوْلَ الْعَالَمِ

أَمِ الْعَالَمُ

يَدُورُ حَوْلَ رَأْسِي؟

أَيْنَ هِيَ الرُّوحُ…

وَلِمَاذَا الْقَلْبُ

صَارَ كَلَهِيبٍ بَارِدٍ

يَنْبُضُ بِلَا دَمٍ

يَتَعَثَّرُ فِي ظِلٍّ مِنَ الضَّبَابِ؟

وَالْكَلِمَاتُ صَارَتْ

مِثْلَ قِطَارِ الْأَطْفَالِ

تَدُورُ حَوْلَ نَفْسِهَا.

هه!

أَنَا… قَدْ نَسِيتُ.

أَنَا مُجَرَّدُ لَا أَحَد…

فَقَطْ…

لَا أَحَد.

أَحَدُهُم… لَيْسَ إِلَّا…

النُّجُومُ

مُجَرَّدُ ثُقُوبٍ فِي عِبَاءَةِ السَّمَاءِ.

لَا تُضِيءُ شَيْئًا،

وَلَا تَحْمِلُنِي إِلَى أَيِّ مَكَانٍ.

أَدُورُ فِي دَوَائِرَ مِنَ الْخَوَاءِ،

وَالْأَرْضُ تَحْتَ قَدَمَيَّ

كَأَنَّهَا تَهْرُبُ،

كَأَنَّهَا تَخْشَى أَنْ أَعْلَقَ بِهَا.

أَمْضِي… أَمْضِي

وَلَكِنْ أَيْنَ؟

كُلُّ الطُّرُقِ مُغْلَقَةٌ

وَكُلُّ الْأَبْوَابِ تَسْكُنُهَا الْعُتْمَةُ.

أَنَا نَزِيفُ الْحَرْفِ

عَلَى جَسَدِ الْوَرَقِ.

أَنَا الرِّيحُ

الَّتِي تَدُورُ حَوْلَ نَفْسِهَا

حَتَّى تَفْقِدَ الْمَعْنَى.

سَطْرٌ مُبَعْثَرٌ

فِي كِتَابِ الْخَوَاءِ،

وَلَكِنْ آهْ…

قَدْ نَسِيتُ أَنْ أَنْسَى.

أَنَا مُجَرَّدُ

لَا أَحَد.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    الاخبار العاجلة
    WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com