زجاج القلب
جلال كندالي
شاعر من المغرب
هَذا المساءُ
غَيْرُ المساءاتِ
تتزاحمُ الصُّورُ دُفعةٌ واحدةْ
أمامَ العَيْنِ المُتهَادية كالجَملِ
وحْدَها صُورةٌ شاردةٌ
مِثلَ خَيالِ النَّورس
على موجةٍ
تَنْظُرُ إليَّ بإعجابْ
هذا الْمَضْيقُ المُتَّسِعُ بِتأشيراتِهِ
يَتَّكِىءُ على عَصَا الْحَضَاراتِ
يُنادِي بِصَوْتِ الْحَنِينِ
عن أسماءٍ مَرَّتْ مِنْ هُنا
عن طَارق وكُلِّ الطَّوارِقْ
رَفْرَفَ جَناحُ القَلْبِ
لحظةَ المغيبِ
أضاءتِ الأرضُ سَماءَ الرَّبِ
كُلُّ النُّجُوم هُنا تَسِيرُ صَفًّا صَفًّا
ازدحمَ الشَّارع بالقُبلاتِ
ونَبتَ في أكُفِّ العَابرينَ عُشْبُ الحَياةِ
مَنْ دَفَقَ كَأسِي
مَنْ شَرَّدَ شُرْبِي ؟
هَذهِ المَغَارةُ
تَحْكِي حُلْمَ مَنْ غَابُوا
وَحْدهَا عَرَفَتْ مَابِي
تمتدُّ الظُّلْمَةُ نهاراً كَامِلاً
فَيَزْدَادُ الضِّيَاءُ في أَعْمَاقِي
هُنَا مَرَجَ الحُلْمَيْنِ
بَيْنَهُما الأَمَلُ تَوأمَانِ
هُنَا حَجْمُ الانتظاراتِ
مُعَتَّقَةٌ في سِرِّ مَرايَا الكِتمَانِ
القصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة