دمشق تُشرق بنور الحرية

9 ديسمبر 2024
دمشق تُشرق بنور الحرية

أ.د. أحمد محمد القزعل

بعد سنوات طويلة من الألم والمعاناة أشرقت شمس الحرية أخيراً على دمشق، العاصمة التي ظلت لعقود تختنق تحت وطأة الاستبداد والظلم، لكنها اليوم تتحرر من قبضة الطغيان وتُحلّق في سماء الكرامة مُعلنة نهاية عصر الظلم وبداية عهد جديد من الأمل والديمقراطية،  وفي لحظة لم يتخيلها كثيرون وجد بشار الأسد نفسه هارباً بلا رجعة .

بدأت شرارة الثورة السورية في مارس من العام 2011 م عندما انطلقت أصوات الشعب السوري تُنادي بالحرية والعدالة والكرامة، لكن النظام الأسدي قابل هذه المطالب بالرصاص والاعتقالات، ثم تحوّلت الثورة إلى صراع بين إرادة شعب لا يقبل بالاستعباد ونظام قمعي لا يعرف سوى البطش، حقيقة لقد عانى السوريون خلال تلك السنوات أقسى أنواع العذاب قُصفت مدنهم ودُمّرت منازلهم وأُزهقت أرواح الأبرياء منهم تارة بالرصاص الحي وتارة أخرى بالأسلحة الكيميائية، وامتلأت السجون بالمعتقلين الذين تجرّعوا صنوف التعذيب، لكن  ورغم هذه المآسي ظل السوريون متشبثين بحلمهم صامدين أمام آلة القمع مُصرّين على نيل حريتهم.

وفي فجر 8 ديسمبر 2024م، دوّى صوت النصر في أرجاء دمشق، وزحفت فصائل الثورة نحو العاصمة تُساندها عزيمة الشعب الذي لم يعرف اليأس يوماً، و ارتفعت أعلام الحرية في ساحات دمشق لترسم لوحة عظيمة من الأمل والانتصار، ولقد كان مشهد الثوار وهم يهتفون بالحرية في قلب المدينة ويرفعون علم الثورة السورية في ساحة عاصمة الأمويين إعلاناً تاريخياً بسقوط رمزية النظام وانتصاراً مدوياً في تحقيق إرادة الشعب، وبدأت دمشق تنفض غبار الاستبداد لتستقبل فجر الحرية والديمقراطية.

لقد قدّم السوريون خلال هذه السنوات تضحيات جسيمة من آلاف الشهداء الذين ضحّوا بأرواحهم وملايين اللاجئين الذين غادروا منازلهم فضلاً عن المعتقلين الذين واجهوا أبشع أنواع التعذيب، وهذه التضحيات خلّدت إيمان السوريين بأن الحرية تُنتزع ولا تُوهب وأن الكرامة تستحق كل تضحية.

إن شمس الحرية التي أشرقت على دمشق ليست مجرد نهاية للاستبداد، بل هي بداية لفصل جديد من النضال والأمل، وسيظل هذا اليوم شاهداً على قدرة الشعوب في كسر قيود القمع وصنع مستقبل مشرق يزهر بالحرية والكرامة والعدالة.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    الاخبار العاجلة
    WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com