علي عبداللطيف
كاتب من السودان
سنوات ثلاث عاشتها العلاقة بين حفتر والسيسي في تباعد .. بترت العلاقة القوية .. وتباعدت الخطي..
وتظل حرب السودان هي الفيصل في المنطقة والمحيط الإقليمي ..
ضربت مواقف كل منهما سياجاً فعلياً علي العلاقة الاقوي في المثلث (مصر-السودان-ليبيا)فعلاقة السيسي بحفتر قادت الاول لإعلان التدخل في حال تمددت تركيا في دعم النظام الاسلامي في ليبيا ..المناؤي لحفتر .. والمهدد الأكبر الجوار المصري …
ضربت القطيعة العلاقة سنوات ثلاث .. بدأ واضحا ان السيسي خلالها ..قد تراجع عن عداء الإسلاميين في المنطقة ..وتفرغ لدعمهم في السودان عبر الجيش السوداني .. ومحاولات التمدد في القرن الأفريقي عبر التحالف الجديد (مصر-اريتريا-الصومال_السودان)..بل سعي لخطبة ود الإسلاميين داخل مصر بإذعانه ..لما طلبته قطر بإسقاط الاتهامات والأحكام والقيود علي قيادات الاخوان المسلمين في مصر وعلي رأسهم المتوفي(القرضاوي)….
بينما حفتر يقف من الحرب موقف الحريص علي حدوده التي تجاور ..المعترك الاقوي في حرب السودان .. ويقع عليه عبء حماية حدوده في نطاق ذي ثلاث شعب ..أهمها السودان …ويميل مراقبين الي تصنيف حفتر بالداعم لقوات الدعم علي حساب الاسلاميين فموقف حفتر ضد الاسلاميين لم يتأثر بمصالح الغذاء والامان الاقتصادي لشعبه علي عكس مصر …
فمصر ومنذ قرارات حميدتي بمنع الصادرات زادت وتيرة عدائها.. فاتجهت الي دعم واضح وصريح كان قبلها مستتراً ..
ثلاث سنوات عجاف قضين علي العلاقة لتضاد المصالح برغم قرب الهوي من الاثنين فعداء الإسلام السياسي .. يظل هو منهاج العالم .. وقطعاً هو رغبة كليهما ..
وبعد ثلاث مضين هاهما يلتقيان مجدداً بالقاهرة بعد زيارة للسيسي الي الإمارات عاد بعدها .. ليلتقي حفتر .. بما يشي بانتهاء القطيعة ووحدة الهدف …
العقوبات الأمريكية علي البرهان والجيش السوداني واتهامه الواضح بالتلاعب بحياة الشعب علي قطاعين رئيسيين تاتي الاغاثة في أعلاهما وضرب البنية التحتية وتدميرها ثانياً وتظل الانتهاكات العلامة الفارقة في علاقة اي دولة ذات تاريخ .. سياسي وقيادي في المنطقة نقطة تحول واضحة .. حال وجدت ما يطمئن حول تقاطعات المصالح الاخري ..
حكومة السيسي بمصر تقع تحت نير ضغط عظيم من الشعب …فالضائقة المعيشية..وارتفاع الاسعار مع قلة الواردات وزيادة النازحين وتهديد الشمال الجغرافي في السودان .. يضعان الحكومة في موقف عصيب .. ويمكنها الدوس علي مبادئ الدولة العميقة في مصر (المؤسسات) ووقوفها المستمر ضد الإسلام السياسي بما يحرك قطعة الشطرنج من مربع العداء للإسلاميين في اي تقاطع يفيد المصلحة الشعبية لمصر ..
لذا وجد السيسي مصر في مفترق الطرق تتابعا بمواقف سياسية واقتصادية قد تطيح بحكومته حال التماهي مع البرهان برغم وضوح الموقف من الإسلام السياسي الذي يدعم البرهان .. ويقف من خلفه .. وموقف القرن الأفريقي وتمدد الحلف الجديد ايضا يضع السيسي في عدائه لاثيوبيا ودعمه الصومال وتصعيد وتيرة الخلاف ..تشعباً يضغط علي حكومة مصر ويزيد من تحفز العالم …
الإمارات الولاية الأمريكية النافذة واللاعب الاهم في الساحة الشرق اوسطية.. وزيارة السيسي مؤخراً لها …بحسب تكهنات ستتضح في مقبل الايام قد تم الاتفاق علي الجنوح عن الدعم المباشر لحكومة البرهان إثر العقوبات مع ضمان اتفاق يسمح بإعادة التبادل التجاري وخاصة الماشية بين مصر وحميدتي .. ويضمن هذا الشكل زول القطيعة بين حليفي الإمارات حفتر والسيسي ..
انتهاء الجفوة تحرك خيوطه حرب السودان والموقف منها والعلاقات التجارية والاقتصادية بين مصر والسودان يلعب حفتر بها دور محوري في ظل الحرب المستمرة في مناطق الانتاج .. دارفور … والمورد الاهم للماشية ..
الاقتصاد ومعاش المواطنين هو المؤشر الأوضح في شكل العلاقات .. في وقت تفرض فيه امريكا العقوبات علي حكومة البرهان (الجيش) لقطعه الاغاثة وعدم التعاون في تمريرها للمواطن .. والمواقف الدولية تتغير وفق المواطن .. إلا في السودان وحكومة بورتسودان .. فما يخنق المواطن ويقتله هو ديدن الإسلام السياسي ..
عودة العلاقات بين حفتر والسيسي ستسهم في خفض توترات حربية في حرب السودان بما يصنع تحولتً كبيرا في ميزان المعارك …
والاهم في كل ما يحدث ..يظل أن هنالك حراكاً إقليمياً يتجه الي صنع السلام والاستقرار على الصعيد الداخلي بالسودان …
عذراً التعليقات مغلقة