هبشناها من فم الضبع
رماح بوبو
شاعرة من سورية
العالمُ
دهن أظلافه بالطحين وغشّنا يا أمي
البحر أيضا
ظننا لكثرتنا محتلين
فعلّى الموج
الجبال أيضا
سلّمت أسرارها للنار وأحرقتنا
ثديك في المزاد
وكراريسنا في الريح
في فرحنا نبكي
نرتعش كدخان مدفئة لا يريد تلطيخ الغيم
نعرف أننا صرنا غباراً عابراً في ربيع الآخرين
نحن الميديا
نحن الترند
نحن فسحة ليجد المؤمنين المترفون ما يتسولونه من رب رحيم
وليقبض دعاة حقوق الإنسان ما يسد رمق انسانيتهم
نحن إنذار الفصول لتبديل المناوبة
العرض العسكري المتوحش في قاعة المؤتمرات
العالم مر يا أمي
ونحن حلوين
حلوين
ألا ترين العالم
كيف يمصمص أصابعه كلما نهشنا
ثم يطلب
المزيد ؟ .
العالم لا يشبع
ونحن أعند
هبشناها من فم الضبع
مكسورة الذراع
مصفرة
لكنها حرية
حريتنا نحن
لونها من جوعنا
وذراعها كأذرعنا
لنا نفس الدموع
صارت في الحضن يا أمي
فهل
غدر عشٌّ يوما بعصفورة ؟!
ليخرس إذا
هذا
العالم القناص
فنحن المقطوعون من غابة
لقد امتلكنا
ح
ر
ي
ة.
القصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة