أينعت لوعتها كضمّة الرّحِم للجنين..قصيدة للشاعرة المغربية فاطمة الزهراء فرح عيادة

7 يناير 2025
أينعت لوعتها كضمّة الرّحِم للجنين..قصيدة للشاعرة المغربية فاطمة الزهراء فرح عيادة

فاطمة الزهراء فرح عيادة

شاعرة من المغرب

أنا التي أعلنتُ هزيمتي أمامَ جبروتِ الحياة

لقائي بكَ كان أوّلَ بَرزخي

والعمرُ معكَ بسرعةٍ مرّ وفات

لكلِّ عاشقٍ قيامتَهُ … أحياناً تُنبِّئُ بالمغفرة

وأحيانا تَنتهي بالحسرةِ والخيْبات

تَبخّرتْ أحلامُنا وانْهارَ صرحُ الوفاء

وهل صَوابٌ أنْ نَبني بالحجارةِ فوقَ الغيْمات

أنا مِنْ بعدِكَ … جِراحي عميقة

أُحسُّ نَفسي غَريقةً … أنْهَكتني العَثرات

أنا التي اسْتوطنَ الدّمعُ مُقلتي

وصِرتُ أكتبُ حروفَ الحبِّ وتسقطُ منّي الحَركات

ألمي سَلبَ كلّ … المعاني

واجْتهدَتْ أفْعالي في جَلدِ الذّات

أنا منْ فاضَ حنيني

أُحسّ أنّي سَجينةَ الماضي

والماضي سَجيني

أنا منْ لازَمني سوءُ الحظّ

والخوفُ منَ الغدِ

وضَمَّني الرحيلُ كَضمّةِ الرَّحِم لِلجنين

أنا التي أَيْنعَتْ لَوْعتي

اِشْتقتُ للفرحةِ

أنا منْ تَبتلِعُ الصّرخة

أنا منْ شاخَتْ الأمنياتُ على جَبيني

أنا التي في الحُزنِ أنْجبتُ أطفالا

أنا الحرّةُ الطّليقةُ المُكبّلةُ بالأغلال

أنا منْ اغْتيلَتْ بَهجتي

أنا التي تَضحكُ .. وتبكي

تُخذَلُ ولا تشتكي

أنا منْ نَفدَ صبري .. كُسِّرَ ظهري

أكتبُ ومن نفسي أهرُب

بعضي يَأكلُ بعضي

أحياناً أَشنُّ حروباً ضِدّي

أنا قصيدةٌ عكسَ عُنوانِها

ولوحةٌ عقيمةٌ تَبحثُ عن ألوانِها

أنا التي أغلقتْ البابَ وألَّفتْ كتابا

صفحاتُهُ البيضاء

أشفقتْ .. فتوشَّحتْ بالسّواد

الجُملُ والأفعالُ كُلُّها انْفعلتْ … تفاعلتْ

ومُنعتْ منَ الصّرفْ .. واسْتُشهِدتْ في الإعراب.

2011,150X150cm

خاصة لصحيفة قريش – لندن

Comments

Sorry Comments are closed

    Breaking News
    WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com