استطلاع “ثقافات وآداب”: مقاربة مغرب / مشرق: حوار مع ندى الحاج

16 يناير 2025
استطلاع “ثقافات وآداب”: مقاربة مغرب / مشرق: حوار مع ندى الحاج

استطلاع ملحق ثقافات وآداب

إعداد قسم التحرير

ملحق ثقافات وآداب – صحيفة “قريش” – لندن – الرباط

******

هي أسئلة نطرحها على الأصدقاء والزملاء من الأدباء والفنانين والإعلاميين .. للاقتراب من ذواتهم وانشغالاتهم في التعبير عن رؤيتهم حول ما ينتجونه وما يتصورونه كأفق للابداع داخل هذه المتاهة من الحياة .. متاهة الذات، ومتاهة الإبداع في الأوقات المدهشة من حالات المزاج ، الذي قد لايطاوع شخص الفنان المبدع في مواجهة صعوبات العصر الحالكة والشائكة.

4

الشاعرة اللبنانية ندى الحاج : يلفتني في المغرب المعاصر التنوع العميق في الكتابة والحركة الثقافية المنفتحة، التي يطل بها على العالم 

يكفيني الإصغاء لأسرار الكون فالشعر كامن في جزئيات الحياة ورؤيتي الأوسع لها

*ماذا يقرأ المشارقة للمغاربة من القدماء والمعاصرين؟

**لا أميز بين أدب مشرقي أو مغربي طالما أني أنجذب لكل قراءة تغنيني في هذا العالم الذي تنحصر فيه المسافات والفوارق، على حساب ضيق النظرة الداخلية والخارجية على السواء.

أقرأ ما يزيدني معرفة ويحفِّزني على التفكير والاكتشاف وما يوسِّع آفاقي ويروي خيالي وينسجم مع ميولي للتعمق في مدارات روحانية تشدّني إليها باستمرار، كأنْ أقترب من عوالم بعيدة تاريخياً عن زمننا الحالي، حيث أشعر بتناغم معها ومع نتاج فكرها الذي يتجدد باستمرار لدى كل قراءة عصرية له، على غرار فكر ابن عربي وفلسفته ورؤيته التي تحاكيني اليوم والآن. 

يلفتني في المغرب المعاصر التنوع العميق في ميادين الكتابة كافة، من فلسفة ورواية ودراسات نقدية وشعر وترجمة، كما تلفتني حركة ثقافية منفتحة، يطل بها على العالم بشرقه وغربه منطلقاً من نسيجه الخاص وغنى تاريخه الحيوي بمعالمه وتناقضاته. وقد زادني سفري إلى المملكة المغربية فضولاً ومحبة تجاه أهل الكتابة والفن فيها حيث وجدتُ مرايا لروحي هناك.

*هل فعلاً تصدقين أنك تبدعين لتعيشي الحياة؟

**عيش الحياة يتم في كل لحظة أكتب فيها الشِعر أو أقرأ أو أتأمل أو أحاكي الجمال في عناصر الطبيعة أو أتواصل مع إنسان آخر… الشِعر كامن في جزئيات الحياة ورؤيتي الأوسع لها. يكفيني الإصغاء لأسرار الكون الذي يحتويني وأحتويه.

*الفنان … الرسام .. المغني والمثقف هل هو كائن انطوائي .. أحيانا يعجز عن حل مشكلات صغيرة تخصه فبالأحرى يحل مشكلات المجتمع …؟

** ليس المطلوب من الفنان(ة) أو الشاعر(ة) أن يحل أي مشكلة. وهو ليس مصلِحاً أو مرشداً سياسياً. حتى لو أنه يلتزم بموقف اجتماعي أو سياسي ويعكسه في فنه، فهذا لا يحمِّله مسؤولية إيجاد الحلول، بل أن يلتزم بجودة إبداعه وحرية التعبير ضمن عزلة نسبية يحتاجها لتصفية عطائه وسط جلبة العالم. هذه المسافة لا تجعل منه كائناً انطوائياً إنما تركيبته النفسية تُحدد ذلك.  

*هل تعيشين أو عشت حالة من الانطوائية والعزلة .. لماذا؟

**أحتاج للعزلة كي أتنفس وأتأمل وأجدد طاقتي لأفهم نفسي والآخرين بعيداً عن السطحية والغوغائية وحفاظاً على صفائي الداخلي. هذا الهامش يتسع أو يضيق حسب الظروف الحياتية والنفسية المتبدلة. 

*الكتابة.. الرسم .. الفن .. الإبداع .. هل كل هذا يمثل طبيعة ذاتك ..وتجربتك في الحياة  أم إن ذلك مجرد خيال ؟

** وهل الخيال عنصر خارجي حتى نفصله عن الذات؟ لا أبداً! لولا الخيال لَما تعمَّقت تجربتي ولَما كتبتُ الشِعر. التجربة تتجلّى في كل كلمة أكتبها وحبرُها ممزوج بالخيال الذي يخلقني ويظلِّلني.

*وأنت تبدعين ما درجة الصدق الذي ينبع من قلبك وإحساسك ؟

** الصدق مفتاح القلب الذي هو نقطة انطلاقي في الحياة ومنه ينبع شِعري. التكلّف يقتل الشعر. وحين تنضح التجربة الشعرية بالصدق، تنسكب الروح في الحروف وتهدر وتهمس وتهزّ. 

*أنت والذكاء الاصطناعي ما محلكما في الوجود .. هل أنت معه أم ضده ؟

** الذكاء الاصطناعي يفرض نفسه بقوة في جميع المجالات ومنها الإيجابي الكثير في علوم المعرفة الشاسعة ولاعودة منه إلى الوراء، بل نحتاج إلى كبْح جماحه التي تخفي مخاطر جمّة تتعلق بفرادة الذات الإنسانية وقدرتها على الخَلق وحاجتها للتواصل البشري، إضافة إلى مخاطر جنونية تتعلق بالتحكم الشمولي بالكون وكائناته.   

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


الاخبار العاجلة
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com