استطلاع ثقافي: مقاربة مغرب / مشرق: حوار مع سعاد أنقار 

24 يناير 2025
استطلاع ثقافي: مقاربة مغرب / مشرق: حوار مع سعاد أنقار 

الأدباء والمثقفون المغاربة والعرب

في مقاربة مغرب/ مشرق

إعداد قسم التحرير

ملحق ثقافات وآداب – صحيفة قريش – لندن – الرباط

يشارك معنا في سلسلة حلقات استطلاع ملحق ثقافات وآداب لصحيفة قريش في لندن.. عدد من الأدباء والمثقفين المغاربة والعرب في مقاربة مشارقية، من خلال  أسئلة نطرحها للاقتراب من ذواتهم وانشغالاتهم في التعبير عن رؤيتهم حول ما ينتجونه وما يتصورونه كأفق للإبداع داخل هذه المتاهة من الحياة .. متاهة الذات، ومتاهة الإبداع في الأوقات المدهشة من حالات المزاج ، الذي قد لايطاوع شخص الفنان المبدع في مواجهة صعوبات العصر الحالكة والشائكة.

******

هي أسئلة نطرحها على الأصدقاء والزملاء من الأدباء والفنانين والإعلاميين .. للاقتراب من ذواتهم وانشغالاتهم في التعبير عن رؤيتهم حول ما ينتجونه وما يتصورونه كأفق للابداع داخل هذه المتاهة من الحياة .. متاهة الذات، ومتاهة الإبداع في الأوقات المدهشة من حالات المزاج ، الذي قد لايطاوع شخص الفنان المبدع في مواجهة صعوبات العصر الحالكة والشائكة.

تربيت بين أحضان والدي المرحوم الروائي محمد أنقار الذي علمني كيف أبني ذوقي وشخصيتي

*ماذا يقرأ المغاربة للمشارقة من القدماء والمعاصرين؟

**مازلنا نقرأ بشغف لنجيب محفوظ، ومازالت مقرراتنا حافلة بمؤلفات سهيل إدريس وسعد الله ونوس ومصطفى ناصف وغيرهم، ومازال مثقفونا يحتفلون بذاكرتهم التي قرأت لنقد وإبداعات المصريين وغيرهم من المشارقة، ومازلنا نفضل النشر في دور مشرقية، صحيح أن هذه الثنائية أصبحت موضع سؤال في عصر التكنولوجيا، والذكاء الاصطناعي، والمكتبات الافتراضية حيث بدت القراءات أكثر انفتاحا واختلافا، لكن قراءة المغاربة للمشارقة مازالت ممتدة في فكرنا المغربي.

*هل فعلا تصدقين أنك تبدعين لتعيشين الحياة؟

**بالطبع، ما دمت أومن أن أصل الكون إبداع محض. إننا ننصت إلى أصوات الحياة باستمرار، ونتأمل ألوانها، ونصغي إلى قصصها، ونربي ذوقنا من تجاربها. العيش حتى في أبسط تفاصيله رؤية إبداعية، وأفكار تخلق في كل لحظة ذاكرتنا ومستقبلنا، إننا نبدع يوميا لنعيش في تناغم وانسجام مع هذا العالم.

*الفنان… الرسام المغني والمثقف هل هو كائن انطوائي.. أحيانا يعجز عن حل مشكلات صغيرة تخصه فبالأحرى يحل مشكلات المجتمع؟

**الانطوائية مسألة نسبية، قد يكون المثقف منفتحا وقد يكون انطوائيا. كما أن صفة “الانطوائية” تطلق أحيانا عن طريق أحكام عفوية ومبالغة، وينعت بها المبدع دون مراعاة لدواخله الإنسانية. تبعا لذلك يبقى الفنان والمثقف سواء كان انطوائيا أم لا، الأقدر على حل مشكلاته ومشكلات المجتمع، لأنه يشغل فكره، ويحلل، ويخلق، ومن ثم ييدع في إيجاد حلول مبتكرة ومناسبة لمختلق السياقات والظروف.

*هل تعيشين أو عشت حالة من الانطوائية والعزلة.. لماذا؟

**أنظر إلى العزلة انطلاقا من مفهومها الإيجابي وليس من مفهومها السلبي. المبدع عموما شخص مختلف عن الآخرين، يحتاج دوما إلى أوقات طويلة ينصت فيها إلى ذاته وإلى العالم. ملجؤه إلى العزلة للتأمل ينتشله من تفاهات معذبة أحيانا. إنه ليس هروبا من العالم الخارجي، بقدر ما هي مسافة لمحاورته بترتيب ونظام بعيدا عن ضجيج مقلق أو نشاز قد يخدش تفكيرنا.

*الكتابة… الرسم… الفن.. الإبداع هل كل هذا يمثل طبيعة ذاتك.. وتجربتك في الحياة أم أن ذلك مجرد خيال؟

**لايوجد واقع دون خيال، والعكس صحيح.  هما في جدل دائم، وإلا كيف يمكن لنا أن نتنفس الحياة إذا لم نستشعر كل ما هو جميل فيها، وكيف لنا أن نعيش دون تلك المساحات الشاسعة التي يتيحها لنا الخيال لنبني فهما لذواتنا، ومعنى جديدا تجاربنا. تربيت بين أحضان والدي المرحوم الروائي محمد أنقار الذي كان عاشقا للأدب والسينما والموسيقى والرسم، وقد علمني كيف أبني ذوقي وشخصيتي وأن أحيا وأصوغ تجربتي من خلال سفري الدائم بينها.

*وأنت تبدعين ما درجة الصدق الذي ينبع من قلبك وإحساسك؟

**بغض النظر عن كل ما قيل نقدا وبلاغة عن ماهية الصدق، ومعاييره، وتجلياته الأخلاقية والفنية. أرى أن المبدع الصادق إنسان يتماهى في إنسانيته، يعصر نفسه ليكتب أدبا، أو ليقدم إبداعا يصدر من قلبه، وعقله، ودمه، 

*أنت والذكاء الاصطناعي ما محلكما في الوجود هل أنت معه أم ضده؟

**معه، لأنني مع الإبداع والتفكير الإنساني ولست ضدا لأي تقدم أو ابتكار علمي مفيد. اعتراضي على طريقة استعماله التي قد تضع حدودا لتفكيرنا ومشاعرنا، أو أن تكون أحيانا غير مقننة بأخلاقيات وقوانين مضبوطة ومناسبة. وفي هذا الصدد يتبادر إلى ذهني سؤال طرح علي قبل عشر سنوات في أحد الاستطلاعات عن علاقتي بالعالم الافتراضي، وها أنا أسأل اليوم عن علاقتي بالذكاء الاصطناعي. إننا نعيش لحظات متسارعة تجعلنا نفكر دوما في خطواتنا نحو المستقبل، فماذا بعد تجربة الذكاء الاصطناعي؟  وعن أي إنسان سيكون حديثنا مستقبلا؟

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


الاخبار العاجلة
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com