استطلاع ملحق ثقافات وآداب
الأدباء والمثقفون المغاربة والعرب
في مقاربة مغرب/ مشرق
إعداد قسم التحرير
ملحق ثقافات وآداب – صحيفة قريش – لندن – الرباط
يشارك معنا في سلسلة حلقات استطلاع ملحق ثقافات وآداب لصحيفة قريش في لندن.. عدد من الأدباء والمثقفين المغاربة والعرب في مقاربة مشارقية ، من خلال أسئلة نطرحها للاقتراب من ذواتهم وانشغالاتهم في التعبير عن رؤيتهم حول ما ينتجونه وما يتصورونه كأفق للإبداع داخل هذه المتاهة من الحياة .. متاهة الذات، ومتاهة الإبداع في الأوقات المدهشة من حالات المزاج ، الذي قد لايطاوع شخص الفنان المبدع في مواجهة صعوبات العصر الحالكة والشائكة.
******
هي أسئلة نطرحها على الأصدقاء والزملاء من الأدباء والفنانين والإعلاميين .. للاقتراب من ذواتهم وانشغالاتهم في التعبير عن رؤيتهم حول ما ينتجونه وما يتصورونه كأفق للابداع داخل هذه المتاهة من الحياة .. متاهة الذات، ومتاهة الإبداع في الأوقات المدهشة من حالات المزاج ، الذي قد لايطاوع شخص الفنان المبدع في مواجهة صعوبات العصر الحالكة والشائكة.
(1)
الشاعر والناقد المغربي الزبير خياط: الإبداع يعطي الحياة مجازها
ومتخيلها وفيضها الإنساني
المثقف لا يقف ضد الإنجاز العلمي البشري ولكنه يصحح مساره، وينبه إلى منزلقاته
*ماذا يقرأ المغاربة للمشارقة من القدماء والمعاصرين ؟
**ظل المشرق قبلة ثقافية للأدباء في المغرب قديما وحديثا . الشعراء المغاربة قرأوا أشعار المشارقة من امرئ القيس إلى آخر شعراء الحداثة المعاصرين . وقرأوا كتب المشارقة من طبقات الشعراء والأغاني قديما إلى الثابت والمتحول حديثا لكن قلما قرأ المشارقة أو احتفوا بكتب المغاربة ومنها قول ابن عباد عن كتاب ابن عبد ربه العقد الفريد “هذه بضاعتنا ردت إلينا”.
*هل فعلا تصدق أنك تبدع لتعيش الحياة ؟
**الإبداع بعيدا عن الحياة زيف وبهرجة أو ترف فني. المبدع لا ينقل الحياة كما هي في إبداعه ولكن في المقابل لا يكتب منقطعا عن مرجعه الواقعي. التجارب الحقيقية تعطي الإبداع حرارته ومصداقيته ، والإبداع يعطي الحياة مجازها ومتخيلها وفيضها الإنساني.
*الفنان .. الرسام .. المغني … المثقف هل هو كائن انطوائي .. أحيانا يعجز عن حل مشكلات صغيرة تخصه فبالأحرى يحل مشكلات المجتمع ؟
**كل فنان يعيش غربته لأنها موقعه الذي يرى من خلاله العالم ، فبعيدا عن زحمة الحياة نحس بنبضها الحقيقي . الاغتراب ناجم عن التسامي الثقافي والفني لدى المبدع ، وهو يغترب لائذا بثقافته أحيانا من واقع مبتذل لا يتوافق مع تطلعاته وقيمه. ولكن هذا الاغتراب ليس استقالة تامة من خوض وعثاء الحياة بل هو فرصة لرؤيتها على حقيقتها والتعبير عن نظرته الحقيقية إليها.
المثقف لا يملك سلطة التغيير، ولكنه يجب أن يملك حرية وإرادة التعبير عن موقفه.
*هل تعيش أو عشت حالة من الانطوائية والعزلة .. لماذا؟
**العزلة سمة المبدعين حين يقرأون ويتأملون ويبدعون ، وهي عزلة مؤقتة طبعا وإلا كان المبدع دون مرجع حياتي، ودون رؤية صحيحة للعالم. أذكر من لحظات العزلة القسرية لحظة الحجر الصحي وقد كانت لحظة قاسية لأنها لم تكن اختيارية كعزلة المبدع التي يختار وقتها ومدتها ويلوذ بها اختيارا من ضجيج وابتذال العالم.
*الكتابة .. الرسم .. الفن .. الإبداع .. هل كل هذا يمثل طبيعة ذاتك وتجربتك في الحياة أم إن ذلك مجرد خيال؟
**الصدق في الإبداع عندي وأتحدث هنا عن الشعر هو الذي يعطيه حرارته ومصداقيته ، ولكن كما قلت فالصدق لا يعني نسخ التجربة بحَرفيتها بل هو ارتقاء بها ، وتحويلها من تجربة خاصة إلى تجربة تتقاسم الإنساني كي تحقق أثرها وديمومتها.
*وأنت تبدع ما درجة الصدق الذي ينبع من قلبك وإحساسك ؟
**تبلغ درجة الصدق أن أتوقف عن الكتابة إذا شعرت أن كتابتي لا تنبع من دافع نفسي أو فكري يخصني، أو تفرضها علي تجاربي بحلاوتها ومرارتها في الحياة.
*أنت والذكاء الاصطناعي ما محلكما في الوجود ؟ هل أنت معه أم ضده؟
**الذكاء الاصطناعي والإنسان من نتائج التطور العلمي الرهيب اليوم ، وهو مظهر من مظاهر صراع الصناعة والإنسان في العصر الحديث . وربما يكون هذا الذكاء الاصطناعي في صالح الإبداع وهنا أقدم لك مثالين من تاريخنا العلمي والفني القريب.
هل قضى التصوير الفوتوغرافي على الرسم ؟ هل قضت السينما على المسرح ؟ العكس هو الذي وقع إذ تحول التصوير الفوتوغرافي وتحولت السينما إلى فن وهما نتاج الصناعة والتقدم التكنولوجي .
المثقف لا يقف ضد الإنجاز العلمي البشري ولكنه يصحح مساره، وينبه إلى منزلقاته .