المهرجان الدولي للكاريكاتير بإفريقيا
مشاركون يناقشون فن السخرية بمختلف لغات العالم
الرباط – خاص بـ قريش
ناقش مشاركون في ندوة دولية، أهمية فن الكاريكتير بأفريقيا، التي انعقدت مؤخرا بمدينة أكادير، في إطار فعاليات المهرجان الدولي للكاريكاتير بإفريقيا ، تحت شعار:” الكاريكاتير بمختلف لغات العالم” .
من جهته، سلط الإعلامي والناقد الفني، بوشعيب الضبار، في مداخلته على جوانب مضيئة من تاريخ رسومات الكاريكاتير، انطلاقا من بعض الدول الأوربية، التي اهتمت بفن نشر الكاريكاتير في الصحف منذ القرن الثامن عشر، وذلك في وقت كان يِؤدي رسام الكاريكاتير إلى الكثير من المتاعب. وسجل المراحل التي عرفها تطور هذا الفن الساخر إلى أن صار مادة يومية في كل الصحف والمجلات الأجنبية بكل حرية رأي.
كما تطرق الناقد الضبار إلى فن الكاريكاتير بالعالم العربي، الذي تميز بتناوله لقضايا سياسية؛ إلا أنه سيصطدم بالعديد من المشاكل التي واجهته و دفع فنانون ثمنا لفنهم، وقد ذاق أكثر مرارة الاعتداءات، سواء في العالم العربي. كناجي العلي .
وتابع الضبار ، أن الاعتداءات لحقت كذلك رسامي الكاريكاتير من شمال أفريقيا، كالجزائري جمال غانم، والتونسي جابر ماجري، والمغربي خالد قدارة، إضافة إلى السوري علي فرزات.
ولم يخف الأستاذ الضبار المعاناة اليومية لرسامي الكاريكاتير مع بعض الصحف، وكذا حرمانهم كجزء لا يتجزأ من الجسم الإعلامي الوطني من ولوج منصة التتويج؛ ضمن فعاليات المسابقة السنوية الوطنية للصحافة، مقابل أيضا ما يعانيه فن الكاريكاتير خصوصا من مضايقات، حيث يعد الجيل الحالي من رسامي الكاريكاتير بالمغرب أكثر “حرصا أن يصيبهم مقص الرقيب مما يقلص من حرية التعبير”.
من جهة أخرى، تقاطعت مداخلات كل من الرسامين كريم كانكي من السينغال، وباسول كريستيان من بوركيا فاسو حول أهمية فن الكاريكاتير في البلدان الأفريقية ودوره في الرفع من مستوى الثقافة عند الشباب للقضاء على بعض العراقيل، والرقابة لدى بعض الحكومات الإفريقية.
أما الفنان خالد باها من المغرب فتناول في مداخلته موضوع “الأمن الغذائي” وعلاقته بموضوع مهرجان هذه الدورة.
من جهته، عبر رسام الكاريكاتير الساخر ريكاردو فيريرا من البرتغال، عن ارتياحه للمستوى الذي يعرفه هذا الفن لدى الوسط الثقافي بالمغرب لكن لوح إلى عدد من الدول العربية التي مازالت لم ترق إلى طموحات شعوبها .
كما اعتبر عبدالمجيد الحمداوي، الصحافي والكاتب أن الصحافة الساخرة قادرة على مناقشة الأفكار وتبسيطها، وتقدّمها في صورة أسهل. وشدد أن الصحافة الساخرة هي وسيلة جيدة لعرض أفكار معقدة والوصول للجمهور.
أما أبوعلي الصحافي ورسام كاريكاتير، فيرى أن السخرية التي هي كـ “البكاء الضاحك”، وهو ما يجده قريباً من تعريف الشاعر السوري الساخر الراحل محمد الشيخ علي ، معتبرا أن “قوة الصحافة الساخرة تكمن بأنها لا تعرف المجاملة.”
من جهة أخرى ، طرح رائد فن الكاريكاتير بالمغرب العربي الصبان في مداخلته سؤالا عريضا، يتعلق بتاريخ الثقافة الساخرة عبر التاريخ الناطق بالعربية ، ومدى اهتمام الباحث والمؤرخ والسوسيولوجي بالثقافة الساخرة.
تجدر الإشارة أن المهرجان، تميز بتنظيم مسابقة شارك فيها 412 فنانا وفنانة ينتمون لـ 80 دولة ومن بينهم 30 فنانا مغربيا ، وعالجوا جميعا في رسوماتهم موضوع المهرجان (الأمن الغذائي) من منظورهم الشخصي، خصوصا ما تمثله تلك الأفكار من أهمية كبرى تلامس كل أطياف المجتمع البشري، الذي يعيش على سطح هذا للكوكب ، كما نظم بالمناسبة معرض مفتوح لكل أعمال المشاركين.
يذكر أن المهرجان عرف تكريم نور الدين بناني، الذي يعتبر أحد أعمدة ومؤسسي فن الكاريكاتير بالمغرب، ويأتي تكريمه بحسب المنظمين “اعترافا بما قدمه من أعمال قيمة أغنت الساحة الوطنية الثقافية والفنية”.
عذراً التعليقات مغلقة