علي عبداللطيف
كاتب من السودان
ولأنّ الدين عند الله الإسلام .. فقط الإسلام فقد بدأ الإسلام بسيدنا نوح (عليه السلام).. وحتي محمد (ص)…
وفي هذه الفترة الطويلة خضع الدين كتشريع للتعديل وللتطور ..بحسب تراكم القيم…وعلي حسب التطور المعرفي ….
والقرآن ليس به ناسخ ومنسوخ ولا يوجد ترادف في المعني فهو ليس بقصيدة شعر .. ولا زيادة حرف … فهو ليس من ضروب البلاغة ولا الله بمعارضٍ فيه رواد سوق عكاظ.. بل هو تشريع حياتي محكم… وقيم إنسانية…
والتشريع في كل أمر بما فيها الدولة يجب ان يخضع للتطوير.. بما يواكب الكم المعرفي للشعوب..
فعيسي (عليه السلام) عُدِّلَت رسالة موسي (عليه السلام) بعهده وفي شريعته..(ومصدقاً لما بين يدي من التوراة :::ولأحلَّ لكم ::: بعض الذي حرِّم عليكم..!!وجئتكم (بآية) من ربكم!!…فآيات الله ما أتي به الآنبياء والرسل وليس آية من القران…
(ما ننسخ من “آية” أو !!ننسها!! نأت!!بخير منها!! أو !!مثلها!!)…
وللتعديل في الشرائع..ولاحكام التطور..حتي في الدول.. وقوانينها ولضمان تطورها..يجب العمل وفق اربعة مبادئ أساسية..
وكما ورد في القرآن كخاتم الرسالات…
1️⃣(مثلها)…بنود تبقي كما هي :
أحكام تكررت كما هي (الانعام (٥١-٥٢-٥٣) الوصايا العشر.. وهي قيم إنسانية..
(وإذ آتينا موسي الكتاب (“والفرقان ” لعلكم تهتدون)
وأيضاً لمحمد (ص)
(شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هديً للناس وبينات من الهدي “والفرقان ” فمن شهد…..
(وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس ….)
بقيت هذه البنود بين التشريعات جميعها…
2️⃣(نأت بخير منها) بنود يتم تعديلها:
وتتعلق بالعقوبات إذ يتجه التشريع الي التخفيف دوماً .. لا الغلو..فمن الحد الي الحدود..والحدود تقع بين أعلي وأدني..وللإنسان والمشرع الحركة بينهما..
مثال عقوبة الزنا..والزنا (تعريف)للجنس العلني..
ففي سفر التثنية..(٢١-٢٢)..
(يخرجون الفتاة الى باب بيت ابيها “ويرجمها” رجال مدينتها بالحجارة حتى تموت لانها عملت قباحة في اسرائيل بزناها في بيت ابيها فتنزع الشر من وسطك)
وأتي القران بخير منها وخففت العقوبة من الرجم الي الجلد..
(الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا “مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ “وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ)
والتعديل للأخف هو قانون حياتي…وبهذا جري التشريع الإلهي في الكون عند الإسلام الدين الواحد..
3️⃣بنود تضاف:
معظم الأحكام الواردة في سورة “النساء” والنساء جمع نسئ.. وهي الزيادة وهو ما خص به الإسلام محمد (ص) ..وكذلك الإرث.. وهي آية أضيفت لمحمد (ص) وفي القران..ولم تنزل علي نبي قبله ولهذا سمّيت النساء من النسئ او الزيادة…
والقانون البشري يضيف ما أستجد كقانون بعد وجوده في نظير التطور البشري… وكذلك التشريع…
مثال ذلك قانون المرور.. أول سيارة تم اختراعها..في العام (١٨٨٥) وتم تسجيل براءة الاختراع بألمانيا لكارل “بنز ” في العام ١٨٨٦ في يناير…
في العام ١٩٠٢ وضعت فرنسا قانون المرور السريع وفي العام ١٩٢٠ ومع زيادة حركة السيارات في العالم..صدرت رخصة القيادة ١٩٢٢ وتطورت القوانين…
وفي كل المجالات (القنبلة الذرية) وتطور قوانين أستخدامها كذلك..
يبقي التشريع رهيناً بحركة التطور الحضاري والمعرفي…
4️⃣بنود يتم الغائها ..
فالإصر والاغلال تم إلغاؤها (الغلو في الدين)..
(الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم “إصرهم والأغلال “التي كانت “عليهم” فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون)
فوضعت عنهم وعنا ما شرع في شرائع من سبقونا الي الإسلام من اليهود والمسيحيين في ملل سبقتنا الي الإسلام …
وكذلك نسيت او “ننسها” آيات رسل لم نعلم عنهم فأنسانا الله إياهم بعدم ذكرهم …
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ ۗ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِىَ “بِـَٔايَةٍ “..إِلَّا بِإِذْنِ ٱللَّهِ ۚ )
آية … نسيت أو دخلت النسيان التاريخيّ بعدم ذكرها لنا ..
ويتطور التشريع….
ومنذ الأزهري..مر علينا ٦٩ عاماً وحتي حمدوك .. ويظل حالنا.. هو (الإلغاء)….
فثلاث وستون منهن قضي فينا (البوت) أمرها.. فيعيدنا سيرتها الاولي ..اقصاء والغاء لما سبق..ثم بعث جديد …
فشريعة التغيير والتطور تاتي بالتداول والتبادل والإكمال.. وهذه شريعة “المدنية” والمدينة لا القرية… (راجع قانون المدينة) في عهد محمد (ص) لتجد وثيقة المدينة هي قانون التعدد والقبول والتداول السلمي للسلطة …
لا شريعة العسكر والإلغاء… ولنتطور.. يجب إحكام “المدنية” وقانون التعاقب والتداول ..والتعديل بما يتناسب والتطور المعرفي .. لا القمع والتسلط..وشريعة الغاب….
وبين الأزهري وحمدوك لم يقع فينا النسخ بل القهر وإعادتنا في ٦٣ منها بأمر العسكر الي نقطة الصفر …والقضاء علي الإرث جميعه وآخره “الشهادة السودانية” …
وحُجِرَ علينا في سوداننا..ولكأن عهدنا بخنوعنا هو قولهم لنا سنعيدها سيرتها الاولي … عام لن يغاث فيه الناس ولن يعصرون طالما بقي فينا …من يقمعنا ويسكننا قريتهم التي نريد خروجاً منها ..لنعيدها ٢٠١٩…
وتظلّنا المدنية .. والتعاقب ..والإبقاء علي ما صلح وتعديل ما لا يتوافق والتطور ..والغاء ما يقمع الناس فيضع عنا إصرنا…وننسي ما فعله الكيزان فينا فلا نعيد سيرتهم ولا نقصصها…. إلا من باب الاعتبار …..
وسيتقتلعون….
عذراً التعليقات مغلقة