بقلم: الدكتور نزار محمود
في اللقاء الذي أجراه الاعلامي السعودي عبدالله البندر، مع الفنان والطبيب العراقي علاء بشير، الذي يتجاوز عمره الثمانين عاماً والذي كان أحد ابرز اعضاء الفريق الطبي الذي أحاط بصدام حسين وأسرته، في حلقتين من برنامج “مخيال” الحواري ما يدعو الى التأمل كثيراً وعميقاً.
ملاحظات استنباطية عامة:
⁃ أشرنا الى الاعلامي الذي أجرى اللقاء من خلال دعوة علاء بشير الى الرياض، وهو السعودي عبدالله البندر، وهو أمر يدعو المشاهد الى ما كان يبغيه ويتمناه الاعلامي من هذا اللقاء سواء من خلال طبيعة الأسئلة وتوجيه الإجابات، دون أن نكون حالمين في موضوعية ومثالية لا علاقة لها بالواقع السعودي سياسة واعلاماً وفهماً للحياة.
⁃ لقد عبرت اجابات علاء بشير عن شخصية مثقفة تميل الى فلسفة شخصية عصامية مسالمة لا تنكر تأثرها بالفكر اليساري ومواقفها، التي يتندم عليها، ازاء مواقفه، لا بل وبعض من أعماله ضد النظام الملكي الهاشمي في العراق ورمزه الأكثر شهرة، نوري السعيد.
⁃ يرى علاء بشير أن كل ما جرى في العراق من انقلابات أو ثورات هو نتائج لانقلاب أو ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958، فحسابنا للنتائج لا يصح دون التركيز على الأسباب والجذور. من هنا فإن النظام الملكي، في نظر علاء بشير، هو النظام الوطني الوحيد للعراق الذي تأسس عام 1921.
⁃ ان نظرة علاء بشير، الفنان المرهف وفيلسوف الثنائيات وطبيب الجراحة التجميلية، الجبوري من طرف الأب، وهو ما يتجنب الإشارة اليه من نسب عشائري، والبابلي من طرف الأم، لا تخلو من ترفع عن أعمال الهمجية والغوغائية والبدوية والريفية التي تصبغ ثقافة الغالبية من الشعب العراقي.
⁃ لقد عبر علاء بشير عن رأيه بصدام حسين بأنه شخصية فولاذية في مواقفه وقراراته، رغم ما ارتكبه من كثير أخطاء. لقد أشار الى هوس صدام بكل شيء عربي وعروبي. كما أنه كرر بأن النظام لم يكن ليجبر الفنانين ويرهبهم بوجوب قيامهم بأعمال تمجد سلطات الحزب والثورة.
⁃ لقد كان صدام حسين وعدد من أفراد أسرته قد وضعت ثقتها التامة بمهنية علاء بشير ومهارته الطبية في علاجها. وليس هذا فحسب وانما حتى بتقديرها لآرائه السياسية المبطنة ورجاحة شخصيته.
⁃ لقد عبرت مواقف علاء بشير عن وطنية صلبة ازاء مغريات الحياة وسلامة عيشها، وهو الطبيب والفنان المتألق الذي تستهويه عشرات المؤسسات من جامعات ومشاف ودور ثقافة وفن. لقد بقي علاء بشير لبعض الوقت في العراق بعد احتلال بغداد، الذي يرفض نعت الحدث بسقوطها، الى أن تلقى اكثر من رسالة تهديد بقتله.
برلين، 20.01.2025