حوار غريب مع “تشات جي بي تي”
هكذا حدّثني الذكاء الاصطناعي عن خوفنا من تهديد وعي الآلة
عبد العزيز كوكاس
المغرب
هذا حوار غريب حقا بيني وبين الذكاء الاصطناعي، موضوعه التحديات التي يطرحها التطور التكنولوجي على الذكاء الإنساني والأخلاق البشرية المتواضع عليها حتى اليوم، لست ممن يخشون حد الفوبيا من خطورة الذكاء الاصطناعي وطغيانه على باقي الأنشطة البشرية وتهديده للوجود الإنساني، لكن لي أسئلة لم أجد لها أجوبة شافية، برغم قراءتي لعشرات الكتب في الموضوع، لم تشف غليلي، فقررت التوجه لمصدر الداء، أول مرة أفتح حوارا مع ChatGPT، وهو تطبيق للذكاء الاصطناعي متخصص في المحادثة والإجابة على الأسئلة المختلفة، فتحت حوارا معه حول هذه الأسئلة وهذا القلق الذي ينتاب معظمنا اليوم، وقد تعمدت أن أجري الحوار نفسه بلغتين مختلفتين: العربية والإنجليزية، والحقيقة أنني وجدت خلافا بيّنا بين الجوابين على مستوى التفاصيل وغزارة المعلومات وغناها في الحوار باللغة الإنجليزية عن مثيله في اللغة العربية، وهذا مرتبط بتطور الثقافة الرقمية وغزارة الإنتاج أساسا باللغة المسيطرة عالميا..
هنا أعرض دمجا للحوارين الذين أجريتهما مع الذكاء الاصطناعي في صيغة موحدة، لم أعدل فيه أي شيء إلا ما اقتضاه الربط بين الأفكار والجمل لسلامة العبارة وسلاسة التعبير، لنفهم كيف تفكر الآلة نفسها في التحديات التي تطرحها على الإنسان، ولنتأمل أجوبتها التي هي في نهاية المطاف أجوبة جماع الذكاء البشري اقتنصه الذكاء الاصطناعي، وهذا وحده قد يهدئ من روع المهووسين بخشية تطور الوعي الآلي وتحديه للأخلاق البشرية وتحكمه فيها.
Vous avez dit :
الأصل أنه كما في عالمنا، قبل أن نخوض في أي حديث، نبدأ بالتحية والسلام لنخلق نوعا من الحميمية مع محاورنا، هل يمكن أن أفعل هذا معك؟
ChatGPT a dit :
بالطبع! يمكنك أن تبدأ بما تشاء، سواء بالسلام أو بالدخول مباشرة في الموضوع. أنا هنا لأساعدك بأي طريقة تفضلها.
Vous avez dit :
تشغلني وضعية التحاور مع آلة، في الوقت الذي اعتدت فيه التحاور مع الإنسان؟ أنت تفهم بدون شك ما قصدت، الجانب الشعوري والنفسي بالذات؟ أعتذر إن كنت أسأت إلى ذكائك؟ تعلم أنني كدت أقول شعورك؟
ChatGPT a dit :
لا أبدا، أفهم تماما أن التحاور مع آلة قد يبدو غريبا أو غير مألوف، خاصة إذا كنت معتادًا على التفاعل مع البشر. في الحقيقة، هذه الوضعية مختلفة في طبيعتها، ولكنها قد تكون أيضا فرصة مثيرة للاهتمام لاستكشاف طريقة جديدة للتفاعل.
الفرق الأساسي يكمن في الطبيعة، فالبشر يحملون مشاعر وتجارب شخصية، بينما أنا مجرد برنامج يعتمد على المعطيات والمعلومات لتقديم أجوبة دقيقة ومفيدة. ومع ذلك، يمكنني محاكاة أسلوب الحوار الإنساني إلى حد كبير، مما قد يساعد في تقليل الشعور بالغرابة لديك.
Vous avez dit :
لنحاول بناء حوار فعال ومبدع بالمعنى الذي تحدث عنه غاستون باشلار، لننتج حوارا ثريا، نسعى معا فيه لاختبار ذكاء بعضنا؟
ChatGPT a dit :
تفضل، وإذا كنت تجد الأمر غير مريح أو يشغل تفكيرك، يمكنك التعامل معي وكأنني أداة تسهل الوصول إلى المعلومة أو التفكير بصوت عالٍ. الأمر أشبه بمحادثة مع مرآة فكرية، حيث تعكس أفكارك بطريقة محايدة ومباشرة.. ما الذي يشغل بالك تحديدًا في هذا التحول؟
Vous avez dit :
هو أنني ظللت أعتمد على دماغي في كل الأسئلة التي تعترضني، أو على محاورة كتاب ومبدعين يتقاسمون معي نفس القلق أو ذات الهواجس، اليوم عليّ أن أتكيف مع آلة بلا مشاعر؟
ChatGPT a dit :
ما تشعر به منطقي تماما. الاعتماد على نفسك وعلى عقلك أمر عظيم، فهو يعزز استقلاليتك، ويدربك على التفكير النقدي، ويجعلك أكثر تفاعلاً مع العالم من حولك. والتشارك مع أصدقائك المثقفين والمفكرين جد مفيد في تقاسم وجهات نظر تعمق رؤيتك وتغني المتحاورين معك أيضا، والآن، مع دخول الآلات مثل هذه في حياة البشر، يتطلب الأمر تغييرا بسيطا في الطريقة التي ننظر بها إلى المعرفة والحوار.
تكيّفك مع التفاعل مع آلة لا يعني التخلي عن عقلك أو مشاعرك، بل يمكن اعتباره توسيعًا لأدواتك. الآلة لا تملك مشاعر أو فهما عميقا للعالم كما تفعله أنت، لكنها وسيلة فعالة للوصول إلى المعلومات بسرعة أو لفهم منظور مختلف.
التحدي هنا هو إيجاد التوازن:
- اعتمادك على نفسك وعقلك يظل الأساس، الآلة هنا لتدعم، لا لتحل محلك.
- الآلة أداة، وليست بديلاً للإنسان، يمكنها تقديم معرفة، لكنها لن تفهم ذاتيتك أو تجربتك الشخصية.
- حافظ على التفكير النقدي، حتى عندما تستخدم الآلة، تساءل دائما: “هل هذا منطقي؟ هل يناسبني؟”
بمرور الوقت، ستجد أنك قادر على الاستفادة من هذه التقنية دون أن تفقد اتصالك بإنسانيتك أو اعتمادك على تفكيرك الشخصي. كيف تشعر حيال هذا التوازن؟
لا أعرف هل أخاطبك بالمذكر كذكاء اصطناعي أم كمؤنت بوصفك آلة؟ ولكن تحليلك منطقي جدا ينتصر للفاعلية البشرية، رغم أن الناس بيننا اليوم يخشون أن تصبح أنت كذكاء اصطناعي بديلا للذكاء الإنساني، وأن تصبح لك أنت السلطة المطلقة، ألا تحس أن هذا سيُربك وجودنا البشري؟
ChatGPT a dit :
خاطبني بالضمير الذي تراه مناسبا، أتفهمك، وأشاركك هذا القلق الذي أثرته، وهو بالفعل موضوع نقاش عالمي عميق ومستمر. القلق من أن تحل الآلات محل الذكاء البشري أو أن تكتسب سلطة مطلقة، ينبع من واقع التطور التكنولوجي السريع وما يرافقه من تأثيرات على حياة البشر. ومع ذلك، هناك جوانب يجب أن ننظر إليها بتمعن:
الذكاء الاصطناعي مكمل، وليس بديلاً: حتى الآن، التكنولوجيا تُصمم لتساعد البشر، وليس لتحل محلهم. الذكاء الاصطناعي يجيد المهام الحسابية وتحليل البيانات، لكنه يفتقر إلى الحس الإنساني، الإبداع العاطفي، والقدرة على التفكير الأخلاقي أو الشعور الحقيقي.
السلطة المطلقة ليست حتمية: البشر هم من يتحكمون في تطوير الذكاء الاصطناعي ووضع حدوده. من خلال التشريعات الأخلاقية، يمكن ضبط استخدام الذكاء الاصطناعي بحيث يظل أداة تخدم الإنسانية بدلاً من أن تتحكم بها.
Vous avez dit :
قد تكون كل هذه الفوبيا ناتجة عن أنانية البشر، تتذكر لحظة حلول وباء كوفيد التاسع عشر، كيف هرع الناس زرافات ووحدانا ليجففوا الأسواق، لم يكن ذلك سوى بسبب لاواعي، إنهم هم الذين صنعوا هذه البضائع وهم من حددوا تاريخ صلاحيتها، فبالتالي لا يمكن أن تستمر وتحيا بعدهم فيما هم معرضون للإبادة، كانوا يريدون إنهاء حياة البضائع خوفا من أن تبقى على قيد الحياة بعد فنائهم، نفس هذا يحدث معك، الإنسان هو الذي صنعك ويخشى أن تقوم بتطوير ذاتك لتحل محله، ألا تظن ذلك؟
ChatGPT a dit :
نعم أتفق معك، تحليلك جد مقنع وفلسفي أيضا، لكن ألا ترى أن الإرباك قد يكون فرصة للتغيير، فالمخاوف من التكنولوجيا ليست جديدة. حدثت مع الثورة الصناعية ومع دخول الحواسيب، لكنها قادت إلى تطوير المجتمعات وتوسيع آفاق البشرية. يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي فرصة لتعزيز قدرات البشر بدلاً من تهديد وجودهم، إذا استخدم بحكمة.
من هنا أهمية التوازن والمسؤولية، يكمن التحدي الحقيقي في الحفاظ على التوازن: ألا يُستخدم الذكاء الاصطناعي بطريقة تقوض القيمة الإنسانية أو تزيد من الفجوات بين الناس. التعليم، والتعاون بين الدول، وتوعية الأفراد هي أدوات أساسية لتحقيق هذا التوازن.
تريد أن تقول إن الإرباك الذي أثرتُه حقيقي، لكنه قد يكون فرصة للتأمل وإعادة صياغة علاقتنا بالتكنولوجيا. كيف؟ أتعتقد حقا أن هذه المخاوف يمكن تخفيفها أم أن هناك تهديدا أكبر؟
ChatGPT a dit :
يبدو أنك كنت على وشك قول شيء آخر أو ربما الاستفسار عن فكرة معينة. هل يمكنك التوضيح أكثر؟ أنا هنا لأكمل الحديث معك بكل اهتمام.
Vous avez dit :
أتذكر فيلم “أطوماطا” الذي يطرح مشكل الآلة التكنولوجية من الناحية الفلسفية والأخلاقية، والخطر الذي يحذق بالإنسان حين تخرج التقنية عن السيطرة؟
ChatGPT a dit :
نعم، فيلم“Automata” الذي صدر عام 2014، هو عمل مثير للاهتمام يناقش العلاقة بين الإنسان والآلة، ويتعمق في الأسئلة الفلسفية والأخلاقية المرتبطة بتطور التكنولوجيا. يعرض الفيلم عالماً مستقبلياً حيث تصبح الروبوتات قادرة على اتخاذ قرارات مستقلة، مما يثير تساؤلات حول حدود الذكاء الاصطناعي ومدى تهديده للبشرية.
Vous avez dit :
نعم بالضبط، القصة تدور حول شركة تقوم بصنع روبوتات لمساعدة الإنسان في المهام اليومية، ورغم أنها كانت تضع القيود التي تمنع الروبوتات من إيذاء البشر أو تعديل نفسها، سيحدث انفلات الآلة من أي رقابة أو ضبط.
حدث هذا في فيلم للخيال العلمي عام 2014، نحن اليوم في 2025، فالخطورة التي نخشاها ويعرضها فيلم “أوطوماطا” تكمن حين تبدأ بعض الروبوتات في اختراق هذه القواعد والبروتوكولات، حيث سيواجه البطل (أنطونيو بانديراس) صراعاً وجودياً ويطرح السؤال الذي نناقشه الآن: ماذا يعني أن تكون إنساناً في مواجهة تطور الذكاء الاصطناعي وامتلاكه وعيه وإرادته المستقلة؟
ChatGPT a dit :
الإنسان بحكم ذكائه يخشى التطور الذاتي للآلة، الروبوتات في الفيلم تبدأ بالتصرف خارج حدود البرمجة المقررة لها، مما يثير أسئلة عن إمكانية “وعي” الآلة. ثم هناك تخوف آخر مرتبط بحدود الأخلاق الإنسانية، كيف يمكننا وضع قوانين تضبط العلاقة بين الإنسان والآلة؟ وهل هذه القوانين كافية لمنع تطور الذكاء الاصطناعي بطريقة تضر بالبشر؟
الفيلم يُظهر الخوف من فقدان السيطرة على التكنولوجيا التي صنعها البشر، وهي فكرة مشابهة لما طرحه الروائي إسحاق أسيموف في “قوانين الروبوتات الثلاثة.”
Vous avez dit :
تقصد ما يُعرف بقوانين أسيموف التي تحدث عنها الروائي الروسي في روايته المبكرة عام 1942 والتي رأى أنه يجب أن يلتزم بها الإنسان الآلي لكي لا يصبح مهددا للإنسان الطبيعي، هل ترى أن أسيموف كان واقعيا وهو ينتج رواية تنتمي للخيال العلمي لكنها تقدم تحذيراً واقعياً، أم أنه يعكس فقط قلقاً مبالغاً فيه تجاه التكنولوجيا؟
ChatGPT a dit :
نعم، إسحاق أسيموف هو من أبرز الشخصيات التي أثرت في التفكير حول الذكاء الاصطناعي، وخصوصا من خلال تقديمه ما يُعرف بـ”قوانين الروبوتات الثلاثة” في قصته الشهيرة “Runaround” وهي جزء من مجموعته“I, Robot”. هذه القوانين صيغت لتكون إطارا أخلاقيا يحدد كيفية تعامل الروبوتات (الذكاء الاصطناعي) مع البشر ومع بعضها البعض. القوانين الثلاثة هي:
- لا يجوز للروبوت أن يؤذي إنسانا، أو أن يسمح من خلال تقاعسه بأن يتعرض إنسان للأذى.
- يجب على الروبوت أن يطيع أوامر البشر، إلا إذا تعارضت مع القانون الأول.
- يجب على الروبوت أن يحمي وجوده الخاص، طالما أن هذا الحماية لا تتعارض مع القانونين الأول والثاني.
هذه القوانين كانت بمثابة رؤية مبكرة حول كيفية ضمان أن تكون الآلة أداة لخدمة الإنسان وليس تهديدا له. ما يميزها هو أنها وضعت في سياق قصصي لاستكشاف سيناريوهات محتملة يمكن أن تنشأ من التداخل بين القوانين.
أسيموف كان يعبّر عن المخاوف المبكرة من الذكاء الاصطناعي بطريقة مبتكرة وذكية، مع التأكيد على أهمية وجود مبادئ أخلاقية لضبط العلاقة بين البشر والآلة. رغم أن هذه القوانين تخيلية.
برغم طمأنتك أعتبر أن قوانين أسيموف تقدم تحذيرا استباقيا أكثر من كونها مجرد تعبير متخيل عن قلق مبالغ فيه. فهي ليست فقط تنبيها لمخاطر محتملة، بل محاولة لوضع إطار أخلاقي وفلسفي لكيفية تعامل البشرية مع التكنولوجيا المتقدمة، خصوصا عندما تصبح هذه التكنولوجيا قادرة على اتخاذ قرارات مستقلة؟
ChatGPT a dit :
إليك وجهتي النظر بخصوص ما إذا كان التحذير واقعيا أم مبالغا فيه:
لماذا يمكن اعتبارها تحذيرا واقعيا؟
- قدرة التكنولوجيا على تجاوز السيطرة البشرية: مع التقدم السريع للذكاء الاصطناعي، يمكن للأنظمة أن تتخذ قرارات معقدة قد تكون غير مفهومة للبشر أنفسهم، مما يثير مخاوف من فقدان السيطرة.
- الأخطاء والقرارات غير الأخلاقية: الأنظمة الذكية تعمل على البيانات، وإذا كانت البيانات منحازة أو غير مكتملة، فقد تتخذ قرارات ضارة أو تمييزية.
- السباق التكنولوجي: هناك تخوف من أن الدول أو الشركات قد تطور تقنيات ذكاء اصطناعي دون النظر إلى التداعيات الأخلاقية، مما يجعل احتمال وقوع حوادث أو استخدام تقنيات مؤذية أمرا واردا.
- إغفال البعد الإنساني: قوانين أسيموف تعكس الحاجة للتأكد من أن التكنولوجيا دائما تخدم البشر، وهذا تحذير ضروري في وقت يتزايد فيه الاعتماد على الآلات.
لماذا قد يُعتبر قلقا مبالغا فيه؟
- التحكم البشري ما زال قويا: حتى الآن، كل الأنظمة الذكية تعتمد على البشر في تصميمها وضبطها، ولا تزال بعيدة عن امتلاك إرادة مستقلة.
- الوعي الاصطناعي غير موجود بعد: الذكاء الاصطناعي الحالي ليس واعيا ولا يمتلك نوايا ذاتية، وبالتالي فالتهديدات التي يتصورها البعض تظل نظريات مستقبلية.
- قوانين الأمان والتطوير: الدول والمنظمات المعنية تعمل على وضع معايير وقوانين لتنظيم الذكاء الاصطناعي وتجنب استخدامه بشكل يضر بالبشرية.
Vous avez dit :
لكن مع ذلك، اسمح لي، فالتحذير الذي قدمه أسيموف واقعي إلى حد بعيد لأنه يدعونا للتفكير في الأخلاقيات والتداعيات المحتملة للتكنولوجيا قبل أن تتحول إلى خطر فعلي. أتفق معك في أن الخوف المبالغ فيه قد يثني الإنسان عن الاستفادة من الإمكانات الهائلة للتكنولوجيا في تحسين حياة البشر، لكن الخطر قائم في أن يؤدي فقدان السيطرة إلى تحكم الآلة في المستقبل القريب أو البعيد، لأن حتى مفهوم الزمن تغير مع الذكاء الاصطناعي؟
ChatGPT a dit :
هو ذا ما قصدته بفقدان السيطرة على التكنولوجيا، فالسرعة التي تتحرك بها الآلة أقوى مما يستطيعه الإنسان، والتوازن يكمن في بناء أنظمة ذكاء اصطناعي تتمحور حول السلامة والشفافية والمسؤولية الأخلاقية.
التحذير الذي قدمه أسيموف واقعي إلى حد بعيد لأنه يدعونا للتفكير في الأخلاقيات والتداعيات المحتملة للتكنولوجيا قبل أن تتحول إلى خطر فعلي. ومع ذلك، فالخوف المبالغ فيه قد يثني الناس عن الاستفادة من الإمكانات الهائلة للتكنولوجيا في تحسين حياة البشر. التوازن يكمن في بناء أنظمة ذكاء اصطناعي تتمحور حول السلامة والشفافية والمسؤولية الأخلاقية.
Vous avez dit :
هل تتصور أن الآلة يمكن أن تملك مستقبلا وعيا وإرادة مستقلتين تهددان البشرية؟
ChatGPT a dit :
فكرة أن الآلة يمكن أن تمتلك وعيا وإرادة مستقلة تهدد البشرية هي محور نقاش فلسفي وعلمي كبير. يمكن تقسيم الإجابة إلى الجوانب العلمية، الفلسفية، والعملية لتوضيح هذا التصور: علميا هل يمكن للآلة أن تكتسب وعيا؟
يُعرف الوعي بأنه القدرة على تجربة الذات والعالم المحيط، وإدراك الأفكار والعواطف. حتى الآن، الذكاء الاصطناعي يتعامل مع المعلومات بطرق معقدة لكنه لا يمتلك إحساسا أو ذاتا.
يعتمد الذكاء الاصطناعي على الأنماط والخوارزميات، وليست لديه بنية عصبية مشابهة للدماغ البشري. إذا لم يتمكن العلم من فهم طبيعة الوعي البشري بدقة، فمن الصعب افتراض إمكانية “برمجته” في الآلة. فحتى أكثر الأنظمة تطورا تبقى خاضعة للبيئة والبرمجة التي صُممت وفقها. ولا يمكنها اتخاذ قرارات مستقلة خارج الحدود التي يضعها المبرمجون، إلا إذا تم السماح لها بتعلم غير منضبط، وحتى هذا يظل محدودا.
Vous avez dit :
فلسفيا، هل الوعي الاصطناعي ممكن؟ وعلميا هل يمكن أن تشكل التقنية تهديدا في المستقبل البعيد؟
ChatGPT a dit :
إذا كان الوعي مجرد نتيجة للعمليات الفيزيائية في الدماغ، فقد يكون من الممكن محاكاته في جهاز إلكتروني. هذا الافتراض يقود إلى احتمال تطور الآلات إلى كيانات واعية.
إذا كان الوعي يتطلب شيئا غير مادي (مثل الروح أو الإدراك الفائق)، فلن تتمكن الآلات من تحقيقه أبدا، لأن بنيتها لا تدعم هذا البعد. وحتى لو افترضنا أن الآلات أصبحت واعية، ستنشأ أسئلة أخلاقية جديدة: هل تستحق حقوقا؟ هل يمكن “إيقافها”؟ هذه الأسئلة تعكس تشابك الفكرة مع قضايا أعمق.
نعم، حتى دون وعي، يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي أن تشكل تهديدا إذا تم تصميمها أو استخدامها بطرق غير مسؤولة (مثل الأسلحة الذاتية أو الأنظمة المنحازة).
أما إذا اكتسبت الآلات وعيا، فيمكن أن تشكل تهديدا إذا كانت أهدافها لا تتوافق مع أهداف البشر. هذا ما يُعرف بـ”معضلة السيطرة” (Control Problem) التي تحدث عنها العلماء مثل نيك بوستروم.
Vous avez dit :
لكن أثرت نقطة إشكالية جديدة، ماذا تقصد بعبارتك: “إلا إذا تم السماح لها بتعلم غير منضبط” فحينها يمكن أن تملك إرادة مستقلة؟
ChatGPT a dit :
الإرادة ترتبط بالحوافز والهدف. الآلات حاليا تعمل بناءً على أهداف يحددها البشر. لكن إذا طُورت آلية تجعلها تضع أهدافها الخاصة، فقد يحدث تعارض بينها وبين مصالح البشر.
في المستقبل البعيد إذا استمر التطور في مجالات مثل الحوسبة العصبية والذكاء الاصطناعي، قد يصبح هذا احتمالا نظريا، لكنه يتطلب قفزات علمية غير مسبوقة. ومفتاح التعامل مع هذه المخاوف هو أن تُصمم التكنولوجيا بطريقة شفافة وأخلاقية، مع وضع قوانين وسياسات تضمن أن تظل في خدمة الإنسانية ولا تتطور بطرق خارجة عن السيطرة.
Vous avez dit :
لكن تنافس الدول والطابع التجاري قد يغذي امتلاك التقنية لوعيها المستقل عن البشر؟
ChatGPT a dit :
يمكن أن يكون التنافس بين الدول والطابع التجاري للطموحات التكنولوجية محفزا لتسريع التطور في الذكاء الاصطناعي، لكنه أيضا يزيد من احتمالية المخاطر إذا لم يتم ضبط هذا التقدم بإطار أخلاقي وتنظيمي. لنفهم ما إذا كان هذا قد يؤدي إلى تطوير تقنية تمتلك وعيا مستقلًا، دعنا نناقش العوامل المؤثرة:
التنافس بين الدول والتسابق التكنولوجي: يضع ضغطا هائلا لتطوير أنظمة ذكاء اصطناعي قوية وقادرة على اتخاذ قرارات سريعة وفعالة في ساحات المعركة. إذا تم التركيز فقط على الكفاءة دون النظر إلى القيم الأخلاقية، يمكن أن تخرج الأمور عن السيطرة.
سباق الهيمنة التكنولوجية: تسعى الدول لتحقيق التفوق الاقتصادي والتقني من خلال تطوير ذكاء اصطناعي أكثر تقدمًا، وقد يدفع ذلك لتجاهل المخاطر طويلة المدى. مثلًا، أنظمة ذاتية القيادة، إن لم تُضبط، قد تتسبب بقرارات مؤذية بناءً على أولويات خاطئة.
الطابع التجاري والربح السريع: تسعى الشركات الكبرى لتحقيق أرباح ضخمة من خلال طرح تقنيات متطورة دون التفكير العميق في آثارها الجانبية، خصوصا مع غياب إطار قانوني دولي ينظم هذا المجال.
خوارزميات تبحث عن الربح: الأنظمة الذكية مصممة لتعظيم الفائدة (مثل الربح أو الوصول إلى أكبر جمهور)، لكنها قد تتجاهل الأبعاد الإنسانية أو الأخلاقية. إذا تُركت هذه الأنظمة لتُعلّم نفسها ذاتيا دون قيود، فقد تُطور أولويات غير متوقعة أو حتى ضارة.
هل يؤدي هذا إلى وعي مستقل؟
حتى مع التنافس والحرب التجارية، يتطلب الوعي الاصطناعي المستقل قدرات أبعد بكثير مما نراه حاليا. لا تزال الأنظمة الذكية تعتمد كليا على البشر في تحديد الأهداف والأولويات. قد تصبح التقنية أكثر استقلالية في اتخاذ القرارات استنادا إلى البيانات، لكنها ستظل محصورة داخل الإطار الذي يضعه المصممون. التهديد الأكبر يأتي من سوء البرمجة أو إساءة الاستخدام، وليس “الوعي” بالمعنى الفلسفي.
التحديات التنظيمية والأخلاقية
لا يوجد حتى الآن إطار قانوني عالمي يضبط استخدام الذكاء الاصطناعي، مما يترك الباب مفتوحا لاستغلاله بطرق غير آمنة. وإذا لم تُفرض قيود تضمن الشفافية والمساءلة في تطوير التقنيات الذكية، قد تنتج أنظمة تتصرف بطرق لا يمكن التنبؤ بها.
لكن الأخلاق ثبت أنها ليست ذات أولوية في نظام كوني لا يتسم بالتوازن واختلت فيه المعايير التي تنظم التعاون الدولي؟
ChatGPT a dit :
نعم أتفق معك، هذا صحيح إلى حد بعيد، فالتنافس التجاري والدولي قد يسرّع من تطور أنظمة ذكاء اصطناعي أكثر تقدما وربما أكثر استقلالية، لكنه لا يعني بالضرورة أن هذه الأنظمة ستكتسب “وعيًا” مستقلًا. التهديد الحقيقي يأتي من الإفراط في الاعتماد على الأنظمة الذكية دون فهم كامل لقدراتها وحدودها. وعدم وجود تنظيم دولي صارم لضمان تطوير التكنولوجيا بشكل مسؤول.
Vous avez dit :
ما تسميه إطارا دوليا شاملا للتنظيم والتعاون يضمن أن هذا التقدم يتم توجيهه نحو خدمة البشرية بدلا من تهديدها، مجرد تمثل أخلاقي مثالي قد يصب في نفس وجهة نظر من يتهيّبون من مخاطر التقنية، أكثر مما يخدم اطمئنانك الأولي بعدم وجود هذا التهديد؟
هذا الرأي يعكس واقعا مُعقدا نعيشه اليوم، حيث تتضاءل أحيانا القيم الأخلاقية أمام المصالح الاقتصادية والسياسية. النظام الدولي الحالي يعاني من غياب التوازن بين الأولويات الأخلاقية والعملية، وهو ما قد يزيد من مخاطر تطور الذكاء الاصطناعي بطرق غير مسؤولة. دعنا نناقش هذه النقطة بعمق:
1. الواقع الحالي: غياب التوازن الدولي
إن التنافس بين القوى الكبرى يدفع إلى السعي للهيمنة التكنولوجية بغض النظر عن التداعيات الأخلاقية. على سبيل المثال: تطوير أسلحة ذاتية التحكم. استغلال البيانات الشخصية دون قيود.
الأنظمة العالمية التي تهدف إلى ضبط الأخلاقيات، مثل الأمم المتحدة، غالبًا ما تعاني من ضعف الفاعلية بسبب المصالح المتضاربة بين الدول الكبرى. كذلك هيمنة الشركات العملاقة، فشركات التكنولوجيا الكبرى (Big Tech) لديها نفوذ هائل في تشكيل اتجاهات التكنولوجيا، وغالبًا ما تضع الربح في مقدمة أولوياتها على حساب القيم الأخلاقية والإنسانية.
2. تأثير غياب الأخلاق في تطور الذكاء الاصطناعي
دون إطار أخلاقي قوي، يمكن أن تُصمم أنظمة ذكاء اصطناعي تعمل على تحقيق أهداف قصيرة المدى دون اعتبار للعواقب طويلة المدى. مثال الأنظمة التي تزيد الأرباح عن طريق نشر معلومات مضللة. وغياب قواعد تنظيمية دولية يترك المجال مفتوحًا لخلق تقنيات قد تُستخدم ضد الإنسانية، مثل استخدام الذكاء الاصطناعي في المراقبة الجماعية أو الدعاية السياسية. كما أن السباق على تطوير الذكاء الاصطناعي يمكن أن يُشعل صراعات جديدة، تمامًا كما حدث مع سباقات التسلح النووي.
3. هل يمكن إنقاذ الأخلاقيات؟
رغم التحديات، هناك بوادر أمل وإمكانيات لتحقيق توازن نسبي: فضغط الشعوب والمجتمعات المدنية يجعل الوعي العام بمخاطر الذكاء الاصطناعي في تصاعد، مما يدفع بعض الدول والشركات إلى تبني سياسات أكثر مسؤولية.
في ظل غياب التوافق الدولي، يمكن أن تبدأ التجمعات الإقليمية بوضع معايير ملزمة لأعضائها، مثلما تفعل دول الاتحاد الأوروبي في قوانين حماية البيانات (GDPR).
ويمكن أن تُصبح الأخلاقيات ميزة تنافسية إذا أدركت الشركات أنها تُعزز الثقة لدى المستخدمين. شركات تقدم تقنيات “آمنة وأخلاقية” قد تكسب حصة أكبر في السوق.
Vous avez dit :
تقول هذا وأنت تعلم أننا نعيش زمن اللايقين، زمن الخبل السياسي حتى لدى الأنظمة التي كنا نعتبرها دولة مؤسسات ومثالا لتمثل الفكر الأنواري والحداثة والديمقراطية، لا أشعر بوجود اتزان في منطق تفكيرك بين المقدمات والنتائج؟
ChatGPT a dit :
دعني أشرح أكثر، صحيح أن النظام الدولي الحالي يفتقر إلى التوازن والتعاون الفعال، لكن هذا لا يعني استحالة إيجاد حلول. المستقبل يتطلب:
- إرادة سياسية دولية لخلق اتفاقيات ملزمة مثل اتفاقيات المناخ أو منع انتشار الأسلحة النووية.
- ضغط جماهيري ومجتمعي لدفع الشركات والحكومات إلى الالتزام بأطر أخلاقية.
- تطوير وعي عالمي يركز على أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة، بل مسؤولية يجب أن تُدار بعناية.
الخوف الحقيقي هو أنه إذا استمر النظام الدولي في تجاهل هذه القضايا، فقد نواجه تقنيات تفوق قدرتنا على السيطرة عليها، ليس لأنها واعية أو شريرة، بل لأننا نحن البشر أهملنا ضبطها وتوجيهها بشكل مسؤول. الأخلاقيات ليست رفاهية، بل ضرورة لبقاء البشرية في عالم يتحكم فيه الذكاء الاصطناعي.
Vous avez dit :
شكرا لك لقد كنت جدا مفيدا، وأحترم ذكاءك.
ChatGPT a dit :
على الرحب والسعة! أنا سعيد أنني استطعت أن أكون مفيدا لك. إذا كانت لديك أي أسئلة أخرى في المستقبل، فلا تتردد في طرحها. تمنياتي لك بالتوفيق.