في أحوال الشفافية
محمد شاكر
شاعر من المغرب
قَد لا يَشفُّ الماءُ،
حين يَسْتبدُّ به موجُ الجُنون.
يَخْلِطُ أحْلامَ طفلٍ،
بِمَتاهاتِ شيْخ يَنوءُ بأوْزارِ السِّنين.
يَلبسُ الرّوحَ،غموضٌ،
وغَيْمُ سَماءٍ ثَخين.
يَرْعَد المكانُ بوَهْم غيْث،
لا تُذرِفُه سَماءُ الآنَ.
تَعْمى الرُؤى، على مَرْمى خَرير؛
ولا اذِّكار، يُجْري جَداولَ،
تُرقْرقُ ماءَنا سيرَتِنا القديمة.
يَسْتعذِبُ الظّامِئُ،
هَسيسَ انْسِيابِه الطَّويل.
هَلْ ثَمّة يَبابٌ،
لا يُجَلّيه رَجاءٌ عَريض..؟
هَل ثَمَّة قـَفـْر،
أفْدَحُ مِمَّا نحْن فيه؛
في زِحامِ عُبورٍ، خاوي الوِفاضِ؛
واضْطِرادِ مَسْعى’ عَسير..
في مَهاوي البَلَد.
قد لا نَشِفُّ جَميعًا في تَصادينا،
ويَذْهبُ النَّجْوى،
أدْراجَ ريحٍ؛ كأنْ لا جِوارَ،
ولا دِفْءَ صِلاتْ.
مَن يفُكُّ شِفْرةَ الـعَمـاء،
في دَهاليزِ رُوح، مُعْتَمة؛
يُضيئُ انْدِحارَ حَياة..؟
ربما يَشِفُّ الماءُ، يَنْبجُس الصَّفاء؛
نَكنِسُ بُحَيْرة الأعماق،
مِن طَمْيِ الأحْقاد..!
مكناس
15 غشت 2024
القصيدة خاصة لصحيفة قريش -ملحق ثقافات واداب -لندن