علي عبداللطيف
أهلي الغبش (١).
تاريخياً تعود أسباب الهجرات المختلفة لمواطنين سودانيين من مناطق سكناهم الغنية بالموارد الي الجزيرة لعدة مسببات …
تأتي الحروب علي رأس هذه الاسباب فقد بدأ التنقل عقب الثورة المهدية التي أسهم فيها أجداد قاطني الجزيرة من أهلنا السودانيين وبمن يدعونهم (أهل الكنابي) وأسميهم أهلي السودانيين النازحين من مناطقهم.. بدأت الهجرة قبل قيام مشروع الجزيرة .. تحديداً في العام ..١٨٨٥ ..حينما قطع الجيش الإنجليزي .. طريق العودة عقب انتصاره ونجاحه في السيطرة علي أمدرمان عاصمة المهدية ….
وكانت هذه الدفعات الاولي .. بسبب الحرب وتحرير السودان من المستعمر والذي ما كان له أن يكون لولا قتال أهليّ السودانيين في بقاع شاب من الوطن وتحديداً أهلنا بدارفور وكردفان ….
ولك عزيزي القاري ان تتابع قومية السودان من هذا المعين والمنطلق ومن كان يحرص عليها تاريخياً…
أتبع ذلك في العام ١٩١١ حين بداية مشروع الطلمبات في الجزيرة في قرية طيبة الشيخ عبدالباقي دفعات من المزارعين … استوطنت خدمة للأرض .. ليعيش السودانيين جميعاً علي خير الفلاحة وعرق السودانيين النازحين …
وتتابعت الهجرة لاهلي السودانيين من مناطق شدة لم تصلها خدمات دولة المركز .. من قبل الاستقلال في العام ١٩٢٤(ثورة اللواء الأبيض ) وحتي العام ١٩٣٦ أيام قيام المشروع ….(مشروع الجزيرة )…
وهنا كانت الهجرة تعتمد المصلحة المشتركة في فلاحة الارض بما يعطي صاحب الارض والفلاح التساوي في الحقوق والواجبات… ولكن هل حدث ذلك !!؟؟؟
برغم امتلاك الكثيرين من اهلنا لمشاريع زراعية إلا ان التمييز ظل طابعا غالبا علي المعاملة حتي العام ١٩٨٤.. حينما ضرب الجفاف والتصحر انحاء السودان …
ونزح الجميع … وحينما نقول الجميع فنحن نعنيه كلٌ هاجر حتي قاطني الشمال هاجروا حينها شمالاً والي اصقاع بعيدة في العالم وكانت تلكم السنوات هي الأكثر هروباً من السودان …
أهلنا النازحين وقتها آثر كثير منهم إعمار مشروع الجزيرة فاستوطنوا بعد هجرة ابناء الجزيرة وعزوفهم عن العمل الشاق الذي لا يطيقونه… فقد آثروا الهجرة الي بلاد البترول واقتناء الفارهات من السيارات وهكذا نهج قد استشري في أوصال مجتمع … لا ينظر الي القومية الي من معيار الاستعباد فقط ….
شاركوا أفدنتهم في الارض مع من يفلحها ..وكثير قد باع ارضه ..
وحتي ذلك الميقات كان التعايش برغم قساوته علي أهلي السودانيين في (وطنهم )وغير مكان (مولدهم )..ممكناً برغم بعض ظواهر الاستعلاء المجتمعي من السودانيين في (وطنهم) وفي مكان (مولدهم) … والسودان للجميع والأرض لمن ينتج خيرها ويفلحها.. تؤتي أكلها كل حين … رزقاً للجميع … وهنا العدالة …
ما يزيد عن الفين مجمع سكني يغير خدمات ولا كهرباء او مرافق صحية ظل سكني من يفلحون الارض بتعداد يفوق المليونين ونصف مواطن … والقري الأصيلة في الجزيرة يقل تعدادها عن الفين بكثير …وظلت الاوضاع تنضح قسوة علي من يفلح الارض ويملكها …
حتي أتت الإتعاس (الانقاذ) فدمرت المشروع وقتلت العلاقة بين اهلي المزارعين والارض فشردتهم وأورثتهم فقراً.. وهذه ثالثة الأثافي …
تدمير المشروع ..فجَّر الأزمة وأخرج خبء التمييز ..وأشعل فتيل الأزمة ليخرج عبدالرحمن سر الختم والي الجزيرة وقتها في العام ٢٠٠٥ بمشروع الإسكان الاضطراري والمعيار نفسه يعد تمييزاً !!
لم اضطراري وهم اهل حق بسكن يريحهم ويوفر لهم الخدمات .. فهم في وطنهم … ولكن من أين نستجلب معني التسامح والتعايش السلمي … وبعضنا وأغلبهم الاسلاميين ينخرون عظم هذا الوطن بعنصرية بغيضة.. تتجلي في مسمياتهم حتي للسكن …
جمع مشروع السكن هذا رسوماً من المساكين انفسهم بما تجاوز المليارات وقتها .. في العام ٢٠٠٥ ثم اختفي المشروع نفسه … بقرار لا يعلم عنه أحد واختفت الأموال أيضاً معه…
تظل العلاقة بين مواطن السودان في اي بقعة من بقاعه والآخر علاقة مواطنة يجب ان تسود ..
فحرية التنقل والتملك والعيش والعمل والسكن .. تبقي متساوية بين الجميع واذا لم تسطع ان تفلح ارضك او تدير مشروعك .. فهذا عيبك انت !!!…
لن يكون لنا وطن بغير تعايش ومحبة وقبول ..
إن الجرائم النكراء في حق اهلنا السودانيين في وطنهم هي ليست مظالم مناطقية بل هي جريمة قتل متكاملة ويحمل وزرها من فجر الأزمة بتدمير العلاقة الودودة بين السوداني المزارع وارض المشروع … فدمر المشروع ..واستفحلت الأزمة …
أعجب كثيراً من الإسلاميين الذين حكموا بالأمس ودمروا المشروع نفسه … ثم يأتي أحدهم لينادي ويقتل ويسحل مواطنا سودانيا كان هو نفسه السبب في كل ما فعل ويفعل …
وتالله لو تمرد اهلي السودانيين جميعا بالجزيرة ممن يدعون بالكنابي جوراً … فلهم الحق فيما يفعلون .. فمن دمر مشروعهم!!؟؟؟ من ؟؟؟؟
من شردهم !!؟؟؟ من !!؟؟؟
أقيموا العدل في انفسكم !! وهنا لا أدعوا الكيزان فهم شر مكاناً ويعلمون ماذا يفعلون عن عمدٍ..
ولكنها دعوة لاهلنا الذين ينسون فضل اهلنا السودانيين فيذهبون خلف دعوات عنصرية يطلقها هؤلاء المأفونين …
والسلام والتعايش سمح…
بلا فضل لاحد فالسودان ملك للجميع وفق القانون !!!
إلا من أبي ولا اظن يأبي ذلك إلا ….الاسلام السياسي وأهله!!!!