مكة المكرمة- قريش :
في عالمنا المعاصر الَّذي يشهد تغيّرات سريعة وضغوط متزايدة، أصبحت الهشاشة النَّفسيَّة واحدةً من أبرز القضايا الَّتي تؤثِّر في الأفراد، خاصَّةً بين الشَّباب والأجيال الصَّاعدة، فعلى الرَّغم من التَّقدّم الكبير الَّذي تحقَّق في ميادين كثيرة، إلَّا أنَّ الشَّخصيَّات البشريَّة تتعرَّض لتحدِّيات نفسيَّة واجتماعيَّة معقَّدة قد تؤدّي إلى اضطرابات نفسيَّة كالاكتئاب والقلق، ممَّا يثير الحاجة الماسَّة لفهم أفضل لهذه الظَّاهرة وكيفيَّة التَّعامل معها.
صدر هذا الكتاب عن دار طيبة الخضراء في مكَّة المكرَّمة بقلم: الأستاذ الدّكتور أحمد محمَّد القزعل؛ ليكون مرجعاً معرفيّاً يساعد على تسليط الضَّوء على مفهوم الهشاشة النَّفسيَّة وأبعادها، ويقدِّم أدوات واستراتيجيَّات فعَّالة للتَّعامل مع تحدِّيات العصر، والكتاب يذهب أبعد من مجرَّد تشخيص هذه الحالة، إذ يقدّم نظرةً عميقةً وواقعيَّةً حول كيفيَّة تطوّر هذه الظَّاهرة في ظلّ الضُّغوط الاجتماعيَّة والاقتصاديَّة والثَّقافيَّة الَّتي نعيش فيها.
الكتاب يتكوَّن من سبعة فصول تفصيليَّة تغطّي جوانب متعدّدةً من الهشاشة النَّفسيَّة: الفصل الأوَّل: يبدأ الكتاب بتقديم تعريف شامل للهشاشة النَّفسيَّة، موضِّحاً أعراضها وأسباب نشأتها، مع تسليط الضَّوء على الفئات الأكثر تأثُّراً بها، كما يتطرَّق إلى العلاقة بين الهشاشة النَّفسيَّة وبين العوامل الشَّخصيَّة والاجتماعيَّة.
الفصل الثَّاني: يناقش الكتاب الاختلافات الثَّقافيَّة في فهم الهشاشة النَّفسيَّة، حيث تتباين طرق التَّعامل معها بيَّن المجتمعات، كما يتناول دور العادات والتَّقاليد في تعزيز أو تقليل الهشاشة. الفصل الثَّالث: يعرض الأسباب الرَّئيسيَّة لتفشّي الهشاشة النَّفسيَّة، مشيراً إلى العوامل النَّفسيَّة الشَّخصيَّة والاجتماعيَّة، وكذلك تأثيرات الإعلام والتّكنولوجيا الحديثة.
الفصل الرَّابع: يشرح الكتاب تأثيرات الهشاشة النَّفسيَّة على الفرد والمجتمع، حيث يعرض كيف يمكن أن تؤدّي هذه الظَّاهرة إلى تفشّي مشاكل صحّيَّة وعقليَّة تؤثّر في المجتمع بشكل عامّ. الفصل الخامس: يناقش استراتيجيَّات التَّعامل مع الهشاشة النَّفسيَّة، ويقدّم الكتاب مجموعةً من الأساليب والطُّرق الَّتي يمكن للأفراد اتِّباعها للتَّعامل مع ضغوط الحياة وتجاوز الصُّعوبات النَّفسيَّة. الفصل السَّادس: يتناول عوامل الوقاية والذَّكاء العاطفيِّ الَّذي يساعد الأفراد على تقوية مرونتهم النَّفسيَّة وبالتَّالي خفض مستويات الهشاشة النَّفسيَّة في المجتمع.
الفصل السَّابع: يقدِّم الكتاب رؤيةً استشرافية للمستقبل وكيف يمكن لتكنولوجيا الذَّكاء الاصطناعيِّ والصِّحَّة الرَّقميَّة أن تلعب دوراً مهمّاً في تقديم الدَّعم النَّفسيّ ومواجهة الهشاشة النَّفسيَّة في المستقبل.
إضافة إلى تحليل ظاهرة الهشاشة النَّفسيَّة يقدّم الكتاب مئة نصيحة ذهبيَّة تهدف إلى بناء مرونة نفسيَّة وقوَّة داخليَّة تساعد الأفراد على تجاوز تأثيرات الهشاشة النَّفسيَّة، مثَّل أهمِّيَّة تطوير الذَّكاء العاطفيِّ والاهتمام بالصِّحَّة النَّفسيَّة والتَّفاعل بشكل إيجابيّ مع التَّحدِّيات.
ولم يتوقَّف الكتاب عند حدود التَّشخيص والتَّفسير بل اتَّجه إلى البحث عن حلول عمليَّة، حيث تناول كيفيَّة تطوير مهارات التَّكيُّف لمواجهة الضُّغوط الحياتيَّة، وكيف يمكن أن نكون أكثر وعياً بعواقب الهشاشة النَّفسيَّة على حياتنا اليوميَّة، هذا ومن خلال الأدوات والطُّرق الَّتي يعرضها الكتاب يستطيع القارئ أن يضع خطَّةً فعَّالةً لتعزيز استقراره النَّفسيّ، ويعتبر هذا الكتاب بمثابة مرشد حيويّ لأيِّ شخص يسعى لفهم نفسه والبيئة الَّتي يعيش فيها ويساعده على التَّغلُّب على ضغوط الحياة من خلال تقديم رؤية شاملة وتحليل دقيق لمفهوم الهشاشة النَّفسيَّة.
إنَّ فهمنا للهشاشة النَّفسيَّة وكيفيَّة التَّعامل معها يمكن أن يكون نقطة انطلاق نحو مجتمع أكثر صحَّة نفسيَّة وقدرة على التَّكيُّف مع تحدّيات العصر، وفي هذا الكتاب لا يتمّ الكشف عن مخاطر الهشاشة النَّفسيَّة فحسب، بل نبحث عن سبل فعَّالة لتجاوزها ونقدّم رؤًى ملهمةً وأدوات عمليَّة في سبيل تقوية النَّفس وتحمُّل المسؤوليَّة؛ لذلك انضمَّ إلينا في هذه الرّحلة المعرفيَّة لاستكشاف كيف يمكننا تحويل التَّحدّيات النَّفسيَّة إلى فرص للنُّمو وتبنّي أساليب حياة أكثر توازناً وسعادة .
عذراً التعليقات مغلقة