دار الشعر بمراكش
مدينة تارودانت تحتفي بتعدد الراهن الشعري المغربي
-قريش -تارودانت
احتضنت مدينة الأسوار المغربية، تارودانت، يوم السبت 25 يناير، أمسية شعرية تميزت بتقديم نصوص تنهل من ينابيع شعرية متنوعة، وعكست تجارب شعرية تتباين أنواعها لتصب في بحر الشعر.
واستمتع الجمهور الحاضر بداية، بنغمات “كناوية، قدمها الفنان الكناوي عثمان الروداني، في حين صاحبت نغمات هجهوج الفنان الكناوي إسماعيل أسقرو، الآداء الشعري للشعراء المشاركين، وكانت البداية مع الآداء الممتزج بالطابع الغنائي للشاعر الأمازيغي المغربي علي شوهاد، الذي تعتبر تجربته الشعرية واحدة من أهم التجارب المتفردة في المنجز الشعري الأمازيغي خاصة على مستوى التقديم والتماهي مع نصوصه التي تتحول، في لحظة من لحظات الإلقاء، لقطعة فنية مغناة، تجمع بين الكلمة واللحن والمتعة.
من جهتها، قدمت الشاعرة ليلى بارع، قراءات شعرية من ديوانها الجديد “همس الفراشة” الصادر سنة 2024، وتنتمي الشاعرة ليلى بارع إلى الحساسية الجديدة في الشعر المغربي الحديث، ضمن قصيدة نتر حداثية تطرح أسئلة الوجود والكينونة الإنسانية، ولديها إصدارات عديدة في الشعر، نذكر منها: “كل هذا الكلام”، “نشيد الريح”، “نسخة ثانية مني”… إلى جانب مجموعة قصصية ومقالاتها والتزامها بالأسئلة الثقافية.
المشاركة الشعرية الثالثة في هذه ” الضفاف الشعرية” التي قدمت فقراتها الإعلامية المغربية، صوفية الصافي، كانت من توقيع الشاعر مولاي الحسن الحسيني، ويمثل مدرسة كلاسيكية مغربية، مخلصة للقصيدة العربية العمودية في الجنوب المغربي، ويزاوج الشاعر والباحث الحسن الحسيني بين الكتابة الشعرية بالفصيح والأمازيغية أيضا، إلى جانب بحوثه حول ذاكرة الشعر المغربي من خلال رابطة منتدى الأدب لمبدعي الجنوب.
اللقاء الذي احتضنته قاعة العروض بالمركب الثقافي بتارودانت، يأتي في سياق محطات شعرية وثقافية تبتغي تقديم مفهوم جديد للتدبير المؤسساتي للبرمجة الثقافية والشعرية للاقتراب من المتلقي، بعيدا عن المركزية الثقافية، وهو سياق تتبناه دار الشعر بمراكش بشدة منذ تأسيسها، وتحرص على تأكيد أهمية الشعر للجميع، بشراكة مع وزارة الثقافة المغربية ودائرة الثقافة بإمارة الشارقة. وفي هذا الإطار صرح مدير دار الشعر بمراكش ، الشاعر والكاتب عبد الحق ميفراني، لجريدة قريش : “فقرة ضفاف شعرية تندرج ضمن تظاهرة شعرية وفنية ثقافية نظمتها دار الشعر مراكش بتنسيق مع المديرية الإقليمية لقطاع الثقافة بمدينة تارودانت، اليوم الأول خصصناه للذاكرة الشعرية للمدن في خطوة انتقالية في البرمجة الثقافية لدار الشعر بمراكش لننتقل لبقية المدن والجهات بالمملكة، طبعا هذه الدورة السادسة التي احتضنتها مدينة تارودانت، خصصناها للذاكرة الشعرية للشاعر والفنان الراحل عمر بوري، وأيضا للزجال الراحل أحمد الشاهري..
ويضيف مدير دار الشعر بمراكش، بخصوص الفقرة الشعرية: ” أما اليوم الثاني فقد خصصت فقرة “ضفاف شعرية” لثلاث تجارب مختلفة كليا، لكن تمثل جزء من الشجرة الشعرية المغربية المتعددة أنماط الكتابة الشعرية، وتعكس أوجه هذا الراهن الشعري المغربي اليوم في تعدد أنماط الكتابة والرؤى والتجارب، ورغبنا من خلاله الاحتفاء بهذه الأصوات التي استقبلها الجمهور بحرارة، والتي كانت ممثلة في مشاركة مولاي الحسن الحسيني من خلال تجربته في القصيدة العمودية، كذا المشاركة المتميزة للشاعرة والإعلامية ليلى بارع كأحد الأصوات التي نعتز بها في تجربة قصيدة النتر، وأيضا الشاعر والفنان الأمازيغي المتألق علي شوهاد”..