بغداد- ابو زينب المحمداوي:
يشتد في الاسابيع الثلاثة الاخيرة في بغداد وجنوب العراق ، التصعيد الاعلامي والديني في المجالس الشيعية والحسينيات وفي خطب الجُمع على الحقبة الاموية من التاريخ العربي الاسلامي بوصفها في نظر مراجع وخطباء من الشيعة خاصة بانها حقبة فاسدة وظالمة بسبب استشهاد الامام الحسين عليه السلام ابانها، فيما استثنى المرجع الشيعي الموصوف بالاكثر اعتدالا وانفتاحا الشيخ جواد الخالصي ومقر مدرسته ومجلسه في الكاظمية ببغداد ، اثنين من خلفاء الامويين من صفة الفساد والظلم .
وتواكب هذه الاجواء اعلاء حكام سوريا الجدد من شأن الفترة الاموية ورموزها بعد ان جرى اسقاط نصان الرئيس المخلوع بشار الاسد الموصوف من السوريين بالطائفي .
ومع ذلك شدد المرجع الشيعي على مواجهة الفتن وقال ان ذلك يبدأ بالتمسك بوحدة الامة ونبذ الطائفية
واستهل المرجع الشيخ جواد الخالصي خطبة الجمعة في مدينة الكاظمية المقدسة، بتاريخ 10 رجب الاصب 1446هـ الموافق لـ 10 كانون الثاني 2025، بالحديث عن فضائل شهر رجب الأصب العظيمة، وأبرزها ذكرى ولادة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) في الثالث عشر من هذا الشهر.
وأشار الخالصي إلى أن شخصية الإمام علي (ع) تمثل نموذج الإيمان والالتزام بمرضاة الله، حيث جسد بقوله وفعله هدفاً سامياً يتمثل في السعي لتحقيق رضا الله عز وجل.
كما شدد على ضرورة اغتنام مواسم العبادة وايام الدهر، خاصة صلاة الجمعة وخطبها؛ التي تذكر المؤمنين بأهمية التوجه إلى الله والعمل الصالح لتحقيق الغايات الإيمانية.
كما تحدث الشيخ الخالصي في الخطبة الثانية عن الأزمات التي تعصف بالأمة الإسلامية اليوم، مؤكداً أهمية الدعوة إلى عقد مؤتمر دائم للحوار الإسلامي-الإسلامي تحت رعاية المرجعيات الاسلامية. وأوضح أن هذه الدعوة تمثل خطوة نحو تعزيز الوحدة والتآلف الداخلي والتقارب بين المسلمين، والرد على محاولات الفتنة التي تروج لها جهات تخدم مصالح العدو.
وأشار إلى أن دول الأمة الإسلامية تمتلك مصالح مشتركة، يجب أن تسعى لتحقيقها بالتقارب والتعاون، وليس بالتخاصم. كما حذر من ترك العدو الحقيقي، الكيان الصهيوني، يستغل هذه الانقسامات لصالحه، متى أراد توحّد الأمة، ومتى أراد فرقها، وهو ما يتجلى في الصراعات الممتدة من فلسطين ولبنان إلى اليمن والعراق وسوريا.
أكد المرجع الشيعي أن أي دعوة إلى تجاهل العدو الصهيوني يخدم مصالح هذا العدو بشكل مباشر أو غير مباشر. كما ندد بمن يذهبون علناً للتطبيع معه علناً، بل ويصرحون بأن إسرائيل ليست عدواً، بينما يصفون المسلمين من طوائف أخرى بأنهم الأعداء الحقيقيون. وانهم اشد خطراً على الامة من الصهاينة، مما يعمق الفتن والطائفية.
وشدد على ضرورة رفض هذه الخطابات الطائفية التي تزرع الفرقة بين المسلمين، مثل استخدام مصطلحات “الروافض” و”النواصب”، مما يخدم أعداء الأمة ويعزز الانقسام الداخلي.
رفض الانتماء للظالمين: بني أمية نموذجاً
أوضح الشيخ جواد الخالصي خلال الخطبة أن التاريخ الإسلامي شهد مواقف واضحة ضد الظلم والطغيان، كما وتطرق إلى الدعوات التي تدعو للانتماء إلى الفرق الضالة والجماعات المنحرفة، والتي تروج خطاباً مليئاً بالشتائم والإساءات والسب، إضافة إلى تصعيد يدعو للانتماء لأحلاف فاسدة. ومن ذلك ما يردده البعض من ادعاء بأنهم “أبناء بني أمية وأحفادهم”، غافلين عن أن تاريخ الأمة الإسلامية ومواقف العلماء قد حذفوا بني أمية من صفحات التاريخ المشرفة، ووضعوهم في موضع الاتهام الدائم بسبب فسادهم وإفسادهم.
استثناءات من بني أمية: رموز رفض الباطل
و أشار الخالصي إلى شخصيات وصفها بالنادرة وتميزت بالعدل ورفضت الباطل ووقفت بوجه الفساد والظلم وسارت مع الحق. مثل: الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز؛ الذي تميز بالعدل والإصلاح، في وقت كان فيه من سبقه ومن جاء بعده من بني أمية ظالمين وفاسدين. ومعاوية الصغير (ابن يزيد بن معاوية)؛ الذي رفض الباطل الذي كان عليه أبوه وجده، وأعلن ان الحق في اتباع أهل بيت رسول الله (ص)، فتميز بمواقفه الرافضة للظلم.
الدولة الأموية: بين العمران والتدمير الداخلي
حتى لو قامت دول الظلم والطغيان والملك العضوض مثل: (الدولة الأموية وغيرها) ببعض الأمور العمرانية والبنائية، فإن ذلك لا قيمة له على حساب التدمير الداخلي الذي مارسته للمجتمع المسلم والشخصية المسلمة. فقد ارتكبت الدولة الأموية جرائم شنيعة بحق قادة الفتوحات الإسلامية، مثل: محمد بن القاسم الثقفي، قتيبة بن مسلم الباهلي، موسى بن نصير، طارق بن زياد. فهؤلاء القادة الذين فتحوا بلاداً واسعة ورفعوا راية الإسلام تعرضوا للإهانة أو القتل على يد تلك الدولة الظالمة وأزلامها.
رفض الانتماء لبني أمية وتأكيد الانتماء للحق
وأكد الخالصي بأن لا يفتخر أحد، سواء من أئمة السنة أو أئمة الشيعة، بالانتماء إلى الدولة الأموية، بل الفخر كل الفخر في الانتماء إلى دولة رسول الله (ص)، والخلافة الراشدة التي التزمت بخطى الإمامة الهادية والمهدية.
في ختام الخطبة، دعا المرجع الشيعي إلى التمسك بالحق والعمل على إعلاء رايته، مشيراً إلى أن انتصار الأمة الإسلامية مرهون بالعودة إلى نهج الحق، تحت راية رسول الله (ص) والخلافة الراشدة، بإذن الله تعالى.
يكفي للدلالة على بطلان خلافة بني أمية وعدم صحتها من يومها الاول ومن خليفتها الاول قول الشيخ احمد بن تيمية في كتابه (منهاج السنة ) عندما تطرق في كاتبه المذكور لمسألة الصراع الذي خاضه معاوية ضد الامام علي عليه السلام ونزاعه له علة الخلافة حتى فاز بها على الباطل وليس على حق لقد قال ابن تيمية (الامام علي اقرب الى الحق من معاوية كونه خليفة المسلمين) ولذلك فقد ازاح ابن تيمية اي عذر للتغطية على الجريمة الاموية في الاستيلاء غير المشروع على الخلافة وفي بطلان خلافة بني امية من الاصل وعبر مسارها التاريخي