للأبوابِ أرواحُ
وفاء دلا
شاعرة من سورية
لاتَسأَلِ الدارَ حيثُ الأهلُ قد رحَلوا
إذْ أنتَ تُوجِعُـــها في كُلِّ مَنْ سَألوا
لو تنطقُ البابُ أوهَتْ مَنْ بهِ صَمَمٌ
وأثكَلَتْ مَنْ بِألوانِ الهَنَا احتفلُــــوا
مَضوا بعيداً وقدْ ظَلَّتْ رُسومُهُــــمُ
تَحكي الليالي جِراحاً ليسَ تنْدَمِــــلُ
يا نَخْلَةِ الدارِ أشجاني فِراقُهُـــــــــمُ
مِثْلَ الحمامِ الذي في العُشِّ يبتهِلُ
ما أوحشَ الدارُ لو عاثتْ بِباحَتِـــــهِ
رِيحٌ وأهلُ النّدى للدارِ ماوصلـوا
لو يعرفونَ عنِ الجُدرانِ كمْ نَزَفَتْ
حُزْناً حِجارَتُها فالوَجْدُ مُشتَعِـــــلُ
لا تَطْرُقِ البابَ لا تُوقِظْ مَواجِعَهَـــا
للبابِ روحٌ وفي مفتاحِها مُقَـــــلُ
تاقَتْ إلى عودةِ الغِيّابِ واصطبرَتْ
لٓكنّها يَئِسَتْ إذ خانَها الأَمَــــــــــلُ
فَمَنْ يُلَمِلِمُ شَمْلَ الظِلِّ إذْ أَفِلَتْ
فيهِ الزهورُ وغُصْنُ
الحُلْمِ يَنجَدِلُ
القصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن
لوحة لوتيس، للفنان المغربي عمر سعدون، صباغة أكريلك على قماش 150cmx150cm 2019
خاصة لصحيفة قريش – لندن