الشاعر المغربي عبدالحميد جماهري ” قصيدة”.. الأرضُ صليب الفلسطيني وهو مسِيحها

الأرضُ صليب الفلسطيني وهو مسِيحها..

عبدالحميد جماهري

شاعر من المغرب

لتفصل الفلسطيني عن أرضه

عليك أن تفصل المسيح عن صليبه

ولن تستطع

(اللهم إلا إذا كنت لله…)

عليك أن تفصل الشمس

عن نورها

ولن تستطيع

(اللهم إلا إذا كنت دربت حواسك على الخسوف)

وعليك أن تفصل الوردة

عن عطرها

ولن تستطيع

(اللّهم إلا إذا كنت مصاباً بفقدان مناعة الرّائحة)

عليك أن تفصل الأرض

عن دورتها

ولن تستطيع

(اللهم إلا إذا كنت دفنت رأسك

في الفراغ)

عليك أن تفصل السماء

عن زرقتها

ولن تستطيع

( اللّهم إلا إذا كنت حائطاً في الغمام )

عليك أن تطرد أوليسUlysse

من الأوديسة

ولن تستطيع

(اللّهم إلا إذا كنت ترى الأبيض المتوسط صحراء )

لتفصل الفلسطيني عن أرضه

عليك أن تفصل النبي

عن عقيدته

ولن تستطيع

( اللّهم إلا إذا كنت تكتب أحلام الشياطين)

وعليك أن تفصل الليل

عن عتمته

ولن تستطيع

(اللهم إلا إذا كنت أعمى القبيلة)

لتفصل الفلسطيني عن أرضه

عليك أن تخلق البشرية

بعيداً عن الأرض

ولن تستطيع

(اللّهم إلا إذا كتبت التلمود من جديد ..)

عليك أن تفصل الجليد

عن صقيعه…

ولن تستطيع

(اللّهم إلا إذا كنت أنامل في يد اللّهب..)

==

سفر الخروج

إصحاح 23

:29″ لا أطردهم من أمامك في سنة واحدة

لئلا تصير الأرض خربة

فتكثر عليك وحوش البرية.

==

لتفصل الفلسطيني عن أرضه

عليك أن تفصل الملاك

عن أجنحته

ولن تستطيع

(اللّهم إلا إذا كنت تؤمن بطوطم من ريش يطير )

لتفصل الفلسطيني عن أرضه

عليك أن تفصل الثلج

عن بياضه

ولن تستطيع

(اللّهم إلا إذا كنت تعبد آلهة الغراب)

لتفصل الفلسطيني عن أرضه

عليك أن تفصل الأسطورة

عن كل أبطالها التراجيديين

ولن تستطيع

(اللهم إلا إذا كنت تضحك من فرط التفاهة)

لتفصل الفلسطيني عن أرضه

عليك أن تجلس

عَلَى كُرَةِ الأَرْضِ وَسُكَّانُهَا كَالْجُنْدُبِ

ولن تستطيع

(اللّهم إلا إذا كنت تَنْشُرُ السَّمَاوَاتِ كَسرَادِقَ، وَتَبْسُطُهَا كَخَيْمَةٍ لِلسَّكَنِ).

لتفصل الفلسطيني عن أرضه

عليك أن تثبت

تفرغ السماء فوق القدس

ولن تستطيع

(اللهم إلا إذا كنت خُلْداً في الطين)

*****

عند تثبيت السّماء، كان الفلسطيني هناك.

في كل الكتب السّماوية، كان الفلسطيني حاضراً عند رسم شكل الإنسان على وجه الغمر.

كان في وداع الأنبياء وهم يعرجون إلى السماء. وكان حاضرا عندما خاطب الله إسرائيل: قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ لأَرْضِ إِسْرَائِيلَ: نِهَايَةٌ! قَدْ جَاءَتِ النِّهَايَةُ عَلَى زَوَايَا الأَرْضِ الأَرْبَعِ“. (حزقيال 2:7)..

كان حاضرا وسمع وسواس الشيطان لآدم ليخرج من الجنة: لهذا أعاد بناءها في فلسطين. وجلس أصما لكل وسواس..عندما تم اكتشاف كروية الأرض. كان حاضرا أيضا..

وابتسم: مهما جابت به الأقدار سيعود إليها.

يمكن أن يشترك السماء معكم.

عقارا ربانيا للجميع

لكن الأرض .. لا!

هو يؤمن بأن الله جعله رواسي فيها

أن تميد بنا جميعا!

…

عندما قال الله لأيوب إنه سيَمُدُّ الشَّمَالَ عَلَى الْخَلاَءِ،

وَيُعَلِّقُ الأَرْضَ

عَلَى لاَ شَيْءٍ

رسم القدس

وقبلها الناصرة

ورسم صليبه

وقال: أنا هنا!

وهذا سيكون النهار

وهذا سيكون الليل

وهذه ستكون الشمس

وهذا سيكون القمر

وبحر غزة ستهلكه الإلياذة كل عام!

وهذه ستسمى غزة

من كثرة الغزاة…!

الختم العيساوي:”وَلِلْوَقْتِ بَعْدَ ضِيقِ تِلْكَ الأَيَّامِ تُظْلِمُ الشَّمْسُ، وَالْقَمَرُ لاَ يُعْطِي ضَوْءَهُ، وَالنُّجُومُ تَسْقُطُ مِنَ السَّمَاءِ، وَقُوَّاتُ السَّمَاوَاتِ تَتَزَعْزَعُ. وَحِينَئِذٍ تَظْهَرُ عَلاَمَةُ ابْنِ الإِنْسَانِ فِي السَّمَاءِ. وَحِينَئِذٍ تَنُوحُ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ، وَيُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا عَلَى سَحَاب السَّمَاءِ بِقُوَّةٍ وَمَجْدٍ كَثِيرٍ. فَيُرْسِلُ مَلاَئِكَتَهُ بِبُوق عَظِيمِ الصَّوْتِ، فَيَجْمَعُونَ مُخْتَارِيهِ مِنَ الأَرْبَعِ الرِّيَاحِ، مِنْ أَقْصَاءِ السَّمَاوَاتِ إِلَى أَقْصَائِهَا. فَمِنْ شَجَرَةِ التِّينِ تَعَلَّمُوا الْمَثَلَ: مَتَى صَارَ غُصْنُهَا رَخْصًا وَأَخْرَجَتْ أَوْرَاقَهَا، تَعْلَمُونَ أَنَّ الصَّيْفَ قَرِيبٌ. هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا، مَتَى رَأَيْتُمْ هذَا كُلَّهُ فَاعْلَمُوا أَنَّهُ قَرِيبٌ عَلَى الأَبْوَابِ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَمْضِي هذَا الْجِيلُ حَتَّى يَكُونَ هذَا كُلُّهُ. اَلسَّمَاءُ وَالأَرْضُ تَزُولاَنِ وَلكِنَّ كَلاَمِي لاَ يَزُولُ.”

القصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن

لوحة للفنان المغربي، عمر سعدون ، “تدفقات ثائرة” ، صباغة أكريليك

80X80 cm – 2010

خاصة لصحيفة قريش – لندن