استطلاع “ثقافات وآداب”: مقاربة مغرب / مشرق: حوار مع الشاعر حسن حصاري

استطلاع ملحق ثقافات وآداب

الأدباء والمثقفون المغاربة والعرب

 في مقاربة مغرب/ مشرق

إعداد قسم التحرير

ملحق ثقافات وآداب – صحيفة قريش – لندن – الرباط

يشارك معنا في سلسلة حلقات استطلاع ملحق ثقافات وآداب لصحيفة قريش في لندن.. عدد من الأدباء والمثقفين المغاربة والعرب في مقاربة مشارقية، من خلال  أسئلة نطرحها للاقتراب من ذواتهم وانشغالاتهم في التعبير عن رؤيتهم حول ما ينتجونه وما يتصورونه كأفق للإبداع داخل هذه المتاهة من الحياة .. متاهة الذات، ومتاهة الإبداع في الأوقات المدهشة من حالات المزاج ، الذي قد لايطاوع شخص الفنان المبدع في مواجهة صعوبات العصر الحالكة والشائكة.

******

هي أسئلة نطرحها على الأصدقاء والزملاء من الأدباء والفنانين والإعلاميين .. للاقتراب من ذواتهم وانشغالاتهم في التعبير عن رؤيتهم حول ما ينتجونه وما يتصورونه كأفق للابداع داخل هذه المتاهة من الحياة .. متاهة الذات، ومتاهة الإبداع في الأوقات المدهشة من حالات المزاج ، الذي قد لايطاوع شخص الفنان المبدع في مواجهة صعوبات العصر الحالكة والشائكة.

الشاعر المغربي، حسن حصاري.. توجه القراءة للمشارقة تمحورت وبدون عقد متجاوزين مقولة، أن المشرق أصل والمغرب تقليد

منتهى الصدق لدي هو الشغف بالإبداع الذي يستجيب لملكاتي

 ويجعلني أؤسس حياة ثانية

*ماذا يقرأ المغاربة للمشارقة من القدماء والمعاصرين؟

**ليس سهلا الإجابة بتدقيق عن هذا السؤال الكبير، لأنه يتضمن الإشارة إلى زمن طويل جدا من تفاعل الثقافة المغربية مع المشرقية. وعموما أسجل أن توجه القراءة تلك، تمحورت وبدون عقد من المغاربة، في قراءة السير الشعبية والتاريخ والفلسفة والرحلات، والكتابات النقدية المعاصرة، والشعر والروايات .. متجاوزين بذلك مقولة، أن المشرق أصل والمغرب تقليد.  

*هل فعلا تصدق أنك تبدع لتعيش الحياة؟

**شخصيا، ليس غريبا علي الإبداع، لقد نشأ معي منذ الطفولة إلى اليوم، انطلاقا من محاكاة الممثلين والخطاطين والرسامين والمقرئين والشعراء ..وجدت نفسي محورا للعديد من حوافز الإبداع واستسلمت لها. وهذا ما يدفعني إلى القول بأني أصدق أنني أبدع لأعيش الحياة كما ينبغي أن أعيشها كمبدع. 

* الفنان … الرسام .. المغني والمثقف هل هو كائن انطوائي .. أحيانا يعجز عن حل مشكلات صغيرة تخصه فبالأحرى يحل مشكلات المجتمع …؟

**ليس عيبا أن أقول بأنهم فعلا يحملون بعض صفات الشخصية الانطوائية، وهذا أمر طبيعي في حدود مجال إبداعهم، ذلك يساعدهم على خلق عزلة للتأمل والعطاء الإبداعي، وهم غير قادرين على حل مشكلات المجتمع التي تتطلب تظافر جهود عدة للمالكين لزمام الأمور.       

* هل تعيش أو عشت حالة من الانطوائية والعزلة .. لماذا؟

**ربما أعيش في لحظات متفرقة من الزمن حالات من الانطوائية والعزلة دون وعي مقصود مني، سوى اختيار حالة نفسية مواتية تساعدني على الكتابة. 

* الكتابة .. الرسم .. الفن .. الإبداع .. هل كل هذا يمثل طبيعة ذاتك ..وتجربتك في الحياة أم إن ذلك مجرد خيال؟

**كما سبق القول، فالكتابة والرسم والفن .. يمثل طبيعة في ذاتي منذ الطفولة. هذا المكون في شخصيتي وهبني الكثير من المزايا الإبداعية أولها علمني التصالح مع الذات، وتقدير قيمة الأشياء ولو كانت صغيرة، ولم يكن ذلك مجرد خيال فارغ من الخيال الإبداعي. 

* وأنت تبدع ما درجة الصدق الذي ينبع من قلبك وإحساسك؟

**تختلف درجات الصدق في الإبداع في نظري، حسب كل جنس أدبي أو فني، لكن المؤكد أن منتهى الصدق لدي هو الشغف بالإبداع الذي يستجيب لملكاتي ويجعلني أؤسس حياة ثانية خاصة بي، حيث لا قيود ولا حدود تمنعني من السفر إلى حيث أشاء في الزمان والمكان.

* أنت والذكاء الاصطناعي ما محلكما في الوجود .. هل أنت معه أم ضده؟

**الذكاء الاصطناعي حتمية تطور العلوم، ونتيجة البحث على تحدي صعوبات الطبيعة، أي تكريس وجود الجنس البشري في مواجهة متغيرات الكون بما يخبؤه له المستقبل. فأنا مع هذا الذكاء الذي يخدم الإنسانية جمعاء.