الدكتور نزار محمود
كما اقرأ الشرع، فهو مزيج بين الاخوانية والسلفية وشيء من القومية العربية. كما انه ريفي من ابناء سوريا، لا ينبغي له ان تنقصه الشجاعة ولا مناورات أهل الشام. ترعرع في السعودية ونشأ في ظل نظام طائفي علوي لا يجد فيه السنة العرب مكانهم المنصف في سلم السلطة وادارة الحياة. مال الى السلفية الجهادية المتطرفة في مقتبل عمره، وتراجع الى وسطية جهادية لا تستثني التقدم والتراجع، ومسيرة الخطوة خطوة. لا يمكنه غير الاعجاب بشخصية أردوغان، ولا يمكنه الاستغناء عن مال السعودية ودعمها، وكذلك لا ينبغي له التصادم مع الثور الامريكي الهائج ترامب، ولا حتى تجاهله.
ازاء ما جرى التلميح اليه من سجايا وصفات تجد اطراف كثيرة أسنانها لكي تحمي خصوصياتها وما كانت قد قاتلت من أجله في ظل ظروف وواقع دولي تحكم قيمه مصالحه وأطماعه وتقف اسرائيل فيه على تل السلامة.
فللعلوين ظرف، وللدروز شأن، وللأكراد غاية، وللاصدقاء والحلفاء آراء وآراء. انها فعلاً مهمة صعبة، وصعبة جداً.
هناك من كان ينتظر الانتقام في سقوط نظام الأسد، وهناك من كان ينتظر العدل والانصاف، وثالث من كان ينتظر الغنائم! ورابع من يتأمل في هذا الشكل من النظام أو ذاك. معادلة تتفاعل فيها عناصر كثيرة وفي ظل ظروف مرتبكة وقلقة.
ما الذي يستوجب اتخاذه او الحذر منه أو تجنبه؟
⁃ وعي واقع الأمر والتصرف المناسب ازاء معطياته
⁃ جمع الشعب ما أمكن على مشتركات وطنية، وتركيز انتباهه وعمله على مصالحه وحرمة ارضه وسيادة بلده.
⁃ ضبط النفس والابتعاد عن الانتقام وعدم التطرف والاصرار على دوغماتية محددة.
⁃ نجنب بيع الغالي بزهيد الدراهم وترك الابواب لمن هب ودب.
⁃ الصبر والتسامح بحذر ووعي، وكسب من فيه خير لبناء وطن الجميع.
ان اردوغان “الاخواني” لاعب ماهر في السياسة، وهو ظاهرة صوتية وخطابية ماهرة، لكنه لا يقطع خط الرجعة مع مبادىء آمن بها وشكلت حزام ظهره مقرونة بكسب تجاري وتقدم اقتصادي وعدالة اجتماعية رغم ما زرع له من ألغام.
أما بن سلمان فهو ذلك الشاب الطموح الذي يسعى الى مكانة من خلال لعب دور اساسي في المنطقة، تخدم السعودية، من ناحية، وترضي حلفائها من ناحية أخرى.
وفي ظل هذه المعطيات يزمجر البلدوزر الامريكي الذي أعجبته سياسة “الرجل المجنون” المرعبة، والتي يجد فيها مغانم، أو يكون مستعداً للتراجع عن بالوناتها.
أعانك الله يا سوريا.
برلين،
المقال خاص لصحيفة قريش- لندن
