علي اوعمو
كاتب من المغرب.
دول تحكم باسم الديمقراطية الهشة
هناك حملات انتخابية صاخبة
الدستور منمّق كأنّه من الغرب
تمّ تدوينه بِدقَّة و تفصيل لا مُتناهٍ
كل ما في طياته صالح للشعوب
كل من يقرأ أبوابه و بنوده يندهش
الأبواب و الفصول مُعَدَّة بعناية
تُستفتى عليه الشعوب الجاهلة
لا تُدرك و لا تفهم مضامينه و فحاواهُ
يُقال لها صوِّتي و التصويت ضروري
لا تسألي فليس فيه إلا خير العباد
شعوب مُجهَّلة أُعِدَّت لهذا اليوم
تُصوّت قسرًا على شيء مجهول
تدوين الوثائق من قبَل أولياء الحُكّام
سِجِلّات تُخاطب العالم الخارجيّ
نحن أمثاُلكم لدَينا الديمقراطية
دساتير تُفصِّل كلّ الاختصاصات
تعكس وجهاً لامعا للحق و القانون
يأتي بعد الوثائق زخَم الانتخابات
يا شعوب اختاري من يُشرِّع لك
صناديق منتشرة في أنحاء البلدان
تَعُجّ و تغُصّ كلّ المكاتب بالجاهلين
يَنتقون أناساً يُعدّون من ذئاب الأمة
تُشكَّل برلمانات من ذوي الوَلاء
البُلَهاء هم من يُصدرون القوانين
رجال أشبه بالأمّيّين على الكراسي
لا يعرفون للتشريعات أيّ مفهوم
يعقدون جلسات تُماثِل مسرحيات
يريدون التشبُّه بأسيادهم العجم
تبّاً لكلّ من يخونون الأوطان جِهارا
يضحكون على دُقون الأغبياء
يقولون للغرب نحن من رواد الحق
نقود بلداننا نحو شاطئ الأمان
حكومات تنبثق من مَجالسِ تشريع
تقول بأنها سلطات التنفيذ بامتياز
لا تُنجز شيئاً ممّا ينفع الشعوب
نهب و سرقة للثروات و الخيرات
فقْر و بُؤس هما سِمة المجتمعات
أقطار في الأسفل و هي غنية
ثروات طبيعية تزخر بها البلدان
لن تستقيم الأمور في ظل الضلال
عُشّاق القصور الفخمة يَمْرحون
شعوب غبية تَرزَح تحت الحِرمان
الدّساتيرُ البرلماناتُ الحكوماتُ
يأتي بعدها لا محالة القضاء المُشوَّه
قضاءٌ يقولون مستقلّ و هو تابعُ
تتحكَّم فيه طبقة ممّن لهم سُلطة
لا استقلالٌ و لا نزاهةٌ و لا عدل
لا مُحاسبة و لا مُعاقَبة للطُّغاة
جائرون سلبوا الأموال بالملايير
ديمقراطية صُورية هدفها بيِّن
مَسعاها مخاطبةُ دولٍ خارج التراب
الغاية كسْب ثِقة دول الحضارة
دول وضعت أركان الديمقراطية
لها مؤسسات دستوريّة مَغشوشة
المؤسسات تضليليّة لأمم الكون
بدأت الشعوب تعي هذه المكيدة
لقد بلغ السيل الزبى يا مُخادعون
انتظروا المجتمعاتِ فهي مُقبلة
زَعْزعة العروش لا ريبَ وشيكة