غاب البخاري ،، ولا تزال لسنوات الرصاص قصص مكتومة

19 فبراير 2025
غاب البخاري ،، ولا تزال لسنوات الرصاص قصص مكتومة

الرباط – قريش 

غيَّب الموت، الأحد 16 شباط / فبراير2025 أحد رِجالات المُخابرات المغربية، الذي يعتبر من بين الذين عملوا إلى جانب الجنرالين الراحلين محمد أوفقير وأحمد الدليمي، بمدينة الدار البيضاء، وسميت مرحلتهما بسنوات الرصاص حيث تميزت بتشديد القبضة الأمنية على الحياة العامة وقمع المعارضين.

وشكلت المرويات الشفوية التي حكاها هذا الضابط في تسعينيات القرن الماضي ، مادة هامة وملهمة للعديد من المخرجين للأفلام السينمائية والوثائقية، حيث كان يحكي لأجل النسيان ومحاولة العيش من جديد كمحاولة لتأنيب الضمير .

وبذلك تطوى صفحة من صفحات أسرار العلبة السوداء، لمرحلة وصفت بسنوات الجمر والرصاص، والمثير أن هذا الضابط المخابراتي وثق ما عاشة، في محكيات وكتابات عاشها ، والتي تناولت تفاصيل دقيقة ، كانت تعتبر من المحظورات في عالم الاستخبارات، وتعد اليوم من الوثائق والمراجع تروي قصص حول الجمر والرصاص .

ويتعلق الأمر بأحمد البخاري، الذي غيبه الموت عن عمر ناهز 87 عاما، الذي ووري جثمانه الثرى بمقبرة الرحمة في الدارالبيضاء . 

وأحمد البخاري ، هو الضابط السابق في المخابرات المغربية (كاب 1)، وهو قسم مكافحة التخريب الذي تأسس عقب استقلال المملكة، قبل أن يتم حله في أواخر الستينيات ليحلّ محله جهاز المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني.

والبخاري الملقب في الأوساط الحقوقية والإعلامية بالعلبة السوداء” عند تقاعده تجرأ عن السائد والمألوف وكشفت أسرار المخابرات المغربية، ليكسر جدار الصمت ويحكي مذكرات ما عاشه ليرويه بالشفوي للمغاربة، لأجل المصالحة مع الذات.

وبالتالي فهو يعتبر أحد شهود المرحلة والواقع الأمني والسياسي بالمغرب المعاصر .

وبرحيل رجل الظل، تطوى صفحات من التاريخ التي تقادمت مع مرور الزمن، ولم تعد سوى أحداث تروى للأجيال لمعرفة  العديد من العمليات التي شكلت محطات مفصلية .

يذكر أن البخاري ألف كتابين ، وشكلت قصصه مادة دسمة للصحافة الورقية حيث تهافتت على كتاباته عدة صحف بغرض رفع مبيعاتها الورقية أيام الزمن الجميل للصحافة الورقية.

والكتاب الأول للبخاري عنوانه “Le Secret” (السر)، يتناول موضوع اختطاف واغتيال الزعيم اليساري المهدي بن بركة في باريس عام 1965. في حين الكتاب الثاني  الذي عنوانه “Raisons d’État” (أسباب الدولة)، والذي صدر عام 2005، فيتطرق من خلاله مؤلفه إلى  تفاصيل مثيرة حول عمليات المخابرات المغربية، مٌسلّطًا الضوء على دوره الشخصي في العديد من الملفات السرية .

ويشار أن أحمد البخاري من مواليد مدينة آسفي عام 1938، أثار ضجة في الأوساط الاعلامية المثيرة في تسعينات القرن الماضي، إلا أن  بعض ما رواه تعرض بسببه إلى الرفض والتشكيك من طرف أحزاب وهيئات حقوقية ومؤسسات إعلامية يمينية. 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


الاخبار العاجلة
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com