متى تكون الأنظمة الملكية الأفضل في الحكم؟

27 فبراير 2025
متى تكون الأنظمة الملكية الأفضل في الحكم؟

بقلم: الدكتور نزار محمود

عرفت البشرية في سياق ظروفها وتطوراتها التاريخية أنظمة حكم متنوعة ومختلفة. انظمة حكم أبوية وقبائلية وقيصرية وملكية وجمهورية وشيوعية وتحالفية وأشكال أخرى هجينة. واذا كانت الحياة في تطورها قد انتهت في الغالب الى انظمة الحكم الجمهورية في غالبيتها، والتي تقوم على أسس تداول السلطة، عسكرياً أو سلمياً، فإنه ما يزال هناك عدد من الأنظمة الملكية التي تحكم دولاً معينة في آسيا وافريقيا واوروبا.

الأنظمة الملكية، انواعها وميزاتها:

الأنظمة الملكية ليست متشابهة تماماً في نشأتها والدساتير التي تحكم دولها ومصادر التشريعات لتلك الدساتير.
وعلى العموم هناك الانظمة الملكية المطلقة، وهنا الانظمة الملكية الدستورية، والتي تتحد مجالات عمل وصلاحيات حكوماتها ورئاساتها، من الناحيتين الرسمية والواقعية.
وعند التتبع في نشأة وتكون الانظمة الملكية نجد انها جميعاً قامت في ظروف معارك وانتصارات عسكرية ومبايعات شعبية على ذلك الأساس، وتعايشت بهذا الشكل أو الآخر مع المؤسسات والقوى الدينية.

أما أهم ما تمتاز به الأنظمة الملكية هو استقرارها السياسي على المستوى الداخلي وغياب الصراع على هرم السلطة الممثل بالملك والعائلة الملكية، في غياب الثورات والانقلابات الدموية، ومع “شطارة” الانظمة في الحفاظ على الامن والسلام وزرع محبة الملك في نفوس الرعية والرعاة!

لقد تفننت الانظمة الملكية بلعب دور “الطواف” في خزانات المياه، فهي ترتفع على سطح تلك المياه كلما ازدادت فيها، ثم تقوم بقفل صنابير ضخ الماء عندما تبلغ مديات ارتفاعاتها!! وهكذا تبقى مياه الخزانات لا تطفح!!

فالملك هو الأب الرحيم والقائد المفدى والزعيم الأوحد والحكيم الكبير والفاروق العادل، والنزيه والكريم والفارس الشجاع، وكل نقيصة تجدها في من ضل وانحرف عن الطريق بين صعاليك الدرك وجباة الضرائب والمتقاعسين في خدمة الناس!
وهكذا، وأزاء هذا الملاك ذي الرداء الطاهر الأبيض لا يبقى غير رفع الأكف له تصفيقاً ودعاءا!

ان الملوك التي لا تجد ما تلف به اجسادها من قماش أبيض ناعم، تدوسها حوافر الخيل الغاضبة والهائجة!!

ورغم ذلك فالأنظمة الملكية أهون على شعوبها من انقلابات وصراعات الطامعين في كراسي السلطات والثروات، المنادين بالحرية وهم يحملون لابناء شعوبهم قيود السجانين، والداعين الى العدالة وهم يحكمون بالظلم، والمدعين الحكمة وهم للجهل والتخلف عنوانا، والحاملين الموت في توابيت تحملها حمامات السلاما!

برلين، 

Comments

Sorry Comments are closed

    Breaking News
    WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com